أخبار

أموال شركات البترول تدخل السباق الرئاسي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أكسون تفضل أوباما، وماكين المرشح المفضل لأقطاب النفط بأميركا واشنطن: دخلت الحملة الانتخابية الرئاسية فى الولايات المتحدة منعطفا جديد مع اقتراب عقد المؤتمر العام لكلا الحزبين الكبيرين الجمهورى والديمقراطي خلال أسابيع ثلاث، وبرزت على ساحة المنافسة الانتخابية موضوع من أهم الموضوعات إلى تؤرق المواطن الأميركي، ألا وهو موضوع الطاقة، واهتم كل مرشح بوضع مجموعة من السياسات التى يرى أنها يمكن أن تكون عاملا مهما فى إيجاد حلولا ناجعة لهذه الأزمة الكبيرة، مع إبراز نقاط التمايز بينه وبين المرشح الأخر، والتي سوف تساعد على تدعيم موقف أيهما فى استطلاعات الرأى.

خطط المرشحين حول الطاقة

فشبكة CBS قد اهتمت بالخطة التى وضعها المرشح الديمقراطى باراك أوباما من التغلب على أزمة الطاقة التى تشهدها الولايات، ووضع عدد من السياسات إلى تهدف إلى تقليل اعتماد الولايات المتحدة على المصادر الخارجية للطاقة، بالإضافة إلى الاعتماد على مصادر متجددة للطاقة واستخدام سيارات لا تعتمد على البنزين بل يمكن تشغيلها بالاعتماد على مصادر أخرى للطاقة.

وذكرت الشبكة أن السبب فى إثارة مثل هذا الموضوع - فى إشارة إلى أزمة الطاقة - فى الوقت الحالى هو رغبة كل منهم فى تعزيز موقفه فى استطلاعات الرأى العام، خصوصا فى الوقت الذى يعد فيه كل حزب - الحزب الجمهورى والحزب الديمقراطى - لمؤتمره الانتخابى العام.

وارجع التقرير أهمية موضوع الطاقة إلى تقاطعه مع العديد من الموضوعات الأخرى الهامة بالنسبة للناحب الأميركي، فارتفاع أسعار الوقود أدى إلى ارتفاع كبير فى أسعار المواد الغذائية وارتفاع تكلفة النقل، بالإضافة إلى أن اعتماد الولايات المتحدة على مصادر خارجية لتزويدها بالطاقة أضحى أمراً هاما فيما يتعلق بالأمن القومى لها. وبالتالى فان الحديث عن مثل هذا الموضوع يعطى لكلا المرشحين الفرصة لإبراز سياساته حول موضوعات السياسة الخارجية والسياسات الداخلية.

ومن ناحية أخرى لفت التقرير الانتباه إلى وجهة نظر المرشح الديمقراطى أوباما المتعلقة بإمكانية استخدام جزء من المخزون الاستراتيجى للولايات المتحدة من البترول وضخ بعضا منه - 70 مليون برميل - فى الأسواق العالمية مما سيؤدى فى نهاية الأمر إلى انخفاض الأسعار التى ارتفعت بصورة غير طبيعية خلال الأعوام القليلة الماضية، وفى هذا السياق أكد التقرير أن المرات التى اتبعت فيها الولايات المتحدة مثل هذه السياسة أدت بالفعل إلى انخفاض الأسعار بزيادة المعروض من البترول فى الأسواق العالمية. وقد كانت آخر مرة قامت فيها الولايات المتحدة بمثل هذا الإجراء فى عام 2005 بعد إعصار كاترينا الذى ضرب سواحل لويزيانا وخلف ورائه كوارث إنسانية وبيئية خطيرة ما تزال الولايات المتحدة تعانى من أثارها إلى الآن.

وأكد أوباما أن المواطنين الأميركيين يعانون من جراء هذه الأزمة الخطيرة، مشيرا إلى السياسيين فى الولايات المتحدة فشلوا على مدار ثلاثة عقود من الزمان فى مواجهة هذه الأزمة، واعتبر أوباما أن المرشح الجمهورى جون ماكين هو جزء من هذا الفشل. واعتبر المرشح الديمقراطى أن استخدام المخزون الاستراتيجى هو قصير الأجل لمشكلة مزمنة طويلة الأجل.

أموال شركات البترول تدخل السباق الرئاسى

كما نبه دين رينولدز - مراسل شبكة CBS - إلى المرشح أن الجمهورى ماكين كان فى وقت سابق يعارض فكرة رفع الحظر المفروض على عمليات التنقيب عن مصادر للطاقة فى الشواطئ الأميركية، ولكنه فى الوقت الحالى لا يرى أى غضاضة فى مثل هذا الأمر، بل انه أصبح من اشد المؤيدين لها باعتباره الحل الأمثل لازمة الطاقة التى تشهدها الولايات المتحدة، وعن الأسباب التى دفعت المرشح الجمهورى إلى تغيير وجهة نظره من النقيض إلى النقيض أكد رينولدز أن ماكين فى الفترة الأخيرة تلقى تبرعات لحملته الانتخابية تقدر بحوالى مليون دولار من شركات البترول فى الولايات المتحدة .

الطاقة النووية ليست الحل.؟!

من جانبها أذاعت شبكة راديو NPR تقرير عن الخلاف الذى حدث بين مرشحي الرئاسة الأميركية بخصوص موضع سياسات الطاقة التى سيتبعها كل منهما إذا وصل إلى البيت الأبيض عقب انتخابات نوفمبر القادم. وفى هذا السياق اهتم التقرير بالتصريحات التى أدلى بها المرشح الديمقراطى باراك أوباما والتى وعد فيها الناخب الأميركى بإيجاد بديل مناسب للبنزين gasoline ، وأكد فيها انه بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض فانه سوف يضخ المزيد من الاستثمارات فى الأبحاث المتعلقة بالبحث عن مصادر بديلة للطاقة المتجددة لمواجهة الأسعار المرتفعة التى تشهدها أسواق النفط العالمية. أما المرشح الجمهورى جون ماكين فقد أكد على أن الحل لازمة الطاقة التى يواجهها الشعب الأميركى هو مزيد من الاستثمارات فى مجال الطاقة النووية ، وتعهد بدعم إنشاء 45 مفاعلاً نوويا جديدا فى المستقبل.

وفى سياق متصل لفت التقرير الانتباه إلى أن أوباما يفضل التعامل مع الشركات العملاقة خصوصا تلك العاملة فى مجالات التنقيب عن البترول من اجل مواجهة الارتفاع الحاد فى أسعار الطاقة، وأكد انه سوف يلتقي - مع انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية - مع اكبر ثلاث شركات لإنتاج السيارات فى الولايات المتحدة من اجل التباحث فى إمكانية إنتاج سيارات لا تعتمد على الوقود ولكن على مصادر أخرى للطاقة المتجددة مثل الكهرباء على سبيل المثال.

على الجانب الآخر أشار التقرير إلى الانتقادات التى وجهها المرشح الجمهورى ماكين إلى منافسه أوباما على خلفية عدم حماسه للاعتماد على الطاقة النووية باعتبارها الحل الأمثل لمواجهة أزمة الطاقة ، وكان أوباما فى وقت سابق - حسبما أشار التقرير - قد أكد أن الطاقة النووية هى احد الحلول التى يمكن الاعتماد عليها لمواجهة أزمة أسعار الوقود ، ولكنه أضاف انه يجب البحث عن طريقة آمنة من اجل التخلص من النفايات النووية قبل التفكير فى بناء مفاعلات جديدة داخل الولايات المتحدة.

ومن ناحية أخرى أكد التقرير أن سياسات الطاقة التى سيتبعها الرئيس القادم أضحت احد الموضوعات الأساسية فى الحملة الانتخابية لكلا المرشحين أوباما وماكين ، وكلا منهما قدم إستراتيجيته فى هذا الصدد ، ولكن التقرير أكد أن كلا المرشحين وإستراتجيتهم المقترحة لم تكن لتترك اثر كبيرا لدى المستهلك الأميركى الذى ما يزال يعانى كثيرا من الأسعار المرتفعة للوقود.

التنقيب الداخلي بين معارضة الديمقراطيين وتأييد الجمهوريين

وفى السياق ذاته أكد برنامج Morning Edition - الذى يبث على نفس الشبكة - أنه إذا كان المرشحان قد اتفقا على ارتفاع أسعار الوقود الأمر الذى خلق أزمة كبيرة ليس فقط فى الداخل الأميركى بل أيضا فى العالم بأسره ، ولكنهم اختلفوا حول السبل الملائمة لمعالجة مثل هذه المشكلة، حيث أشار التقرير - الذى أعده كريستوفر جويس - إلى القرار الذى اتخذه الرئيس بوش مؤخرا برفع الحظر المفروض على شركات التنقيب فى الولايات المتحدة بعدم التنقيب عن البترول فى شواطئ المحيط الاطلنطى والمحيط الهادي، والذي كان مفروضا منذ عام 1963 ، بعد أن تسربت كميات كبيرة من البترول فى ذلك الوقت على شواطئ ولاية كاليفورنيا.

وأكد كريستوفر انه فى الوقت الذى أعلن فيه المرشح الجمهورى ماكين عن تأييده التام للقرار الذى اتخذه بوش برفع هذا الحظر، وشدد على أن هذا الإجراء من شانه أن يساعد فى خفض أسعار البنزين gasoline - فى المدى القريب - داخل الولايات المتحدة. فان المرشح الديمقراطى أوباما قد حذر من العواقب البيئية الوخيمة التى قد تهدد شواطئ الولايات المتحدة فى المدى البعيد، بالإضافة إلى انه فى المدى القريب لن يكون له أى اثر لأنه لن تكون هناك فرصة لاكتشاف آبار للبترول هناك قبل عشرة سنوات على الأقل، مضيفا أن ما ينتج عن هذه الاكتشافات لن كافيا على الإطلاق لدفع الأسعار نحو الانخفاض مرة أخرى.

وتطرق التقرير إلى آراء أخرى طرحت بشان عمليات التنقيب هذه ، فمن جانبها أكدت وزارة الطاقة الأميركية أن التقديرات تفيد بان هذه الشواطئ تحتوى على احتياطى محتمل يقدر بحوالى 18 مليار برميل من البترول ، ولكنها فى نفس الوقت أكدت أن التنقيب عن هذا الاحتياطى الكبير لن يكون له تأثير ملموس على الأسعار قبل عام 2030. وتماشيا مع هذه الآراء تساءل العديد من المسؤولين عن شركات تنقيب البترول داخل الولايات المتحدة عن جدوى هذا القرار، وألمحوا إلى أن هذا القرار قد تأخر كثيرا ولن يكون له تأثير يذكر فى الوقت الآنى. أما الخبراء الجيولوجيون فقد شككوا أصلا فى إمكانية وجود البترول تحت مياه الشواطئ الأميركية على المحيطين الهادى والأطلنطي، وانه ليس هناك أدلة واضحة على وجود مثل هذا الاحتياطي، وان كل ما يذكر فى هذا الشأن هو مجرد لعبة تخمينات.

خلاف كبير فى وجهات النظر

أما شبكة CNN فقد ركزت على الخلاف الذى حدث بين المرشحين حول السياسات الأمثل للتعاطى مع أزمة الطاقة ، وأعد برنامج ISSUE NUMBER ONE تقريرا أشار فيه إلى أن خطة المرشح الديمقراطى أوباما تستهدف إنهاء الاعتماد الأميركى على المصادر الخارجية للبترول خلال عشرة سنوات خصوصا البترول القادم من منطقة الشرق الأوسط وفنزويلا ، وأكد أن مثل هذا المسلك سوف يؤدى إلى إنعاش الاقتصاد الأميركى فى بعض الولايات الرئيسية خصوصا تلك المنتجة للبترول مثل أوهايو، وخلق المزيد من فرص العمل أمام المواطنين الأميركيين.

وأكد التقرير إلى أن موضوع الطاقة من أكثر النقاط الخلافية بين كلا المرشحين ، فأوباما أكد انه منفتح على فكرة الاعتماد الطاقة النووية كأحد الحلول لازمة الطاقة، ولكنه ما يزال حذر فيما يتعلق بإجراءات الأمان التى يجب أن تصاحب مثل هذا الأمر. على عكس جون ماكين الذى أكد انه سيعمل على إنشاء عشرات المفاعلات النووية بحلول عام 2050.

هذا الخلاف فى وجهات النظر لم يكن فقط فى نطاق الحملة الانتخابية الرئاسية بين المرشحين الجمهورى والديمقراطي، بل انتقل هذا الخلاف بنفس صورته الحادة إلى الكونغرس الأميركى خصوصا مجلس النواب. حيث أشار التقرير إلى انه هناك الآن الكثير من المداولات داخل الكونغرس من اجل إقرار تشريع يتعامل مع أزمة الطاقة ، مضيفا أن الكونغرس حتى الآن لم يستطع إقرار مشروع قانون حاسم ومؤثر حول الطاقة، وذلك راجع إلى الخلاف الكبير فى وجهات النظر بين قادة الحزبين - الجمهورى والديمقراطى - حول إمكانية السماح برفع الحظر على عمليات التنقيب فى الشواطئ الأميركية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف