ساركوزي يقترح خطة لانهاء الحرب في اوسيتيا الجنوبية

الاعمال العسكرية "تؤثر" على العلاقات الروسية الاوروبية وكالات: اعلن قصر الاليزيه الرئاسي اليوم ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يقترح خطة من ثلاث محاور لانهاء الحرب المستعرة بين جورجيا وروسيا وسط مخاوف عالمية من توسع دائرة النزاع ليخرج من اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي الى مناطق اخرى خاصة بعد ان قصفت ابخازيا الاراضي الجورجية.

وتتضمن خطة ساركوزي وقفا فوريا لاطلاق النار واحتراما كاملا لسيادة جورجيا ووحدة اراضيها والعودة بالموقف الى ما كان عليه الحال قبل اندلاع القتال وهو ما يعني انسحاب القوات الجورجية والروسية الى المواقع التي كانت متمركزة فيها مطلع هذا الاسبوع.وذكر الاليزيه في بيان له ان ساركوزي بحث مقترحه هذا مع عدد من قادة دول وحكومات العالم في سلسلة اتصالات دبلوماسية مكثفة.

واضاف البيان ان ساركوزي خاض في العاصمة الصينية بكين التي يزورها حاليا لحضور دورة الالعاب الاولمبية التي افتتحت امس الجمعة محادثات مكثفة مع رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين الذي يزور بكين لنفس الغرض ضمن العشرات من الزعماء والقادة كما يتوقع ان يجري محادثات لاحقا مع الرئيس الاميركي جورج بوش. كما اجرى الرئيس الفرنسي الذي تشغل بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي اتصالات هاتفيا بالرئيس الجورجي ميخائيل سكاشفيلي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون وكذلك الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشينكو فضلا عن قادة ايطاليين واسبان.

واضاف البيان ان الرئيس الفرنسي سيجري خلال الساعات القليلة المقبلة اتصالات اخرى ومنها اتصال بالرئيس الروسي ديمتري مدفيديف والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل ومسؤولين في الحكومة البولندية التي دعت الى عقد قمة اوروبية طارئة لبحث الموقف المتدهور في جورجيا.

واوضح بيان قصر الاليزيه الرئاسي ان فرنسا تعتزم كذلك تقديم مبادرة دبلوماسية تتضمن خطتها الى مجلس الامن بدعم من بريطانيا والمانيا. كما سيرسل ساركوزي وزير خارجيته برنارد كوشنير الى القوقاز غدا لتقديم المقترحات الفرنسية الى الاطراف المعنية وبحثها معها.

وغادر بوتين بكين اليوم مغيرا من خططه فبدلا من التوجه الى موسكو كما كان يعتزم توجه فورا الى عاصمة جمهورية اوسيتيا الشمالية (فلاديقفقاز) لمتابعة التطورات الميدانية مباشرة. واعلن رئيس اوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتي اليوم ان قوات بلاده تمكنت بمساعدة القوات الروسية الخاصة من افشال هجوم جورجي بالدبابات والمدرعات على العاصمة (تسيخنفالي) مؤكدا ان عشرات الاليات الجورجية قد دمرت.

وذكرت مصادر عسكرية روسية ان معارك طاحنة واشتباكات عنيفة مازالت تدور بين الجانبين في اكثر من منطقة على اطراف العاصمة. وما زاد قلق العالم اليوم توسع نطاق النزاع بعد ان دخل اقليم ابخازيا الذي يسعى بدوره للانفصال عن جورجيا على خط القتال وقصفت مدفعيته مواقع عسكرية في عمق الاراضي الجورجية في حين قامت طائرات ابخازية بقصف القوات الجورجية في منطقة وادي (كودور).

كوشنير يدعو روسيا وجورجيا الى "وقف" المعارك

هذا و دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الاوروبي، السبت كلا من روسيا وجورجيا الى "وقف" المعارك المستمرة، وذلك في حديث الى قناة "فرانس 2" الفرنسية. وقال كوشنير الذي سيتوجه الى البلدين المذكورين لاقتراح خطة للخروج من الازمة "يجب وقف (المعارك). انها حرب رهيبة، عنيفة ومرعبة".

وحسب مصدر دبلوماسي فرنسي، فان كوشنير سيغادر باريس اعتبارا من الاحد. ودعا الوزير الفرنسي موسكو الى وقف "قصف السكان المدنيين"، مطالبا بان تعود القوات الروسية "الى المكان الذي انطلقت منه، الى الجانب الاخر من الحدود".

كذلك، حض جورجيا على "العودة الى قواعدها السابقة" مضيفا انه "لا يجوز الخضوع للاستفزاز". واوضح "يجب ان تكون هناك تسوية دولية وبدون شك مع الامم المتحدة وبمشاركة الاتحاد الاوروبي الموجود والذي يمكنه ان يقدم مساعدات ايضا وربما ان يضمن السلام".

وردا على سؤال حول ما اذا كان يدين "العملية الروسية"، اجاب كوشنير "ادين الحرب". وقال "لا اريد ان اطلق نعوتا +التحريض ردا على التحريض+... هذا ما يجري عادة خلال الحروب، للاسف" مضيفا ان "هناك الاف الضحايا في هذه الحرب".

وكانت الرئاسة الفرنسية اعلنت ان اجتماعا لوزاء خارجية الاتحاد الاوروبي "سيعقد مطلع الاسبوع المقبل" في محاولة لتسوية النزاع بين روسيا وجورجيا. واوضح وزير الخارجية الفرنسي ان هذا الاجتماع سيعقد بعد عودته من تبيليسي وموسكو.

واضاف "بعد ذلك سوف نرى اذا كان من الممكن عقد اجتماع لرؤساء الدول لان هذا الاجتماع سيكون اشارة سياسية مهمة بان تتفق الدول ال27 على التدخل بشكل مباشر". ودحض كوشنير الفكرة القائلة بان اوروبيا "منقسمة" حول هذه المسألة. وقال "كل الدول الاوروبية متفقة على ادانة هذه الحرب مع بعض الفوارق". في غضون ذلك، انهى مجلس الامن الدولي بعد ظهر السبت في نيويورك اجتماعا جديدا غير رسمي بدون التوصل الى اتفاق حول النزاع في اوسيتيا الجنوبية حسب ما اعلن دبلوماسيون.

وقال الرئيس الدوري لمجلس الامن الدولي سفير بلجيكا جان غرولس "من الواضح ان النزاع يتوسع حاليا الى مناطق جورجية اخرى خصوصا الى ابخازيا" الانفصالية في غرب جوريجا المشاطئة للبحر الاسود. واضاف "توصلنا الى نتيجة انه من الصعب جدا وحتى من المستحيل ايجاد ارضية مشتركة لاصدار بيان".

ومن ناحيته، قال مساعد الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام ادموند موليت ان بيانا للامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول الوضع في جورجيا سيصدر خلال الساعات المقبلة.اما السفير الروسي فيتالي تشوركين فقد كرر ردا على اسئلة الصحافيين اصرار روسيا على ان "يوقع الجورجيون تعهدا بعدم اللجوء الى القوة مجددا والانسحاب من اوسيتيا الجنوبية".

واضاف ان "وقف اطلاق النار ليس حلا. هذه المغامرة فشلت والحل الوحيد هو في العودة الى الوضع السابق" مؤكدا ان "روسيا لن تسحب قواتها" لحفظ السلام المنتشرة في جورجيا منذ العام 1992. واوضح ان "معظم سكان اوسيتيا الجنوبية هم من الروس وان الوسيلة الوحيدة لوقف المجزرة هي في انسحاب القوات الجورجية".

بريطانيا تحث روسيا على قبول اقتراح جورجيا لوقف اطلاق النار

من جانبه، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند روسيا الى قبول اقتراح جورجيا لوقف اطلاق النار مشيرا الى ان "الاولوية الملحة للاسرة الدولية هي وضع حد للنزاع". وقال ان "المسؤولية الملقاة على عاتق الحكومتين الروسية والجورجية هي حاليا بديهية".

واضاف ان "عرض وقف اطلاق النار الذي قدمته جورجيا مرحب به بنوع خاص. حاليا نحن ننتظر من الحكومة الروسية ان تقبل هذا العرض وان توافق على ان يكون وقف اطلاق النار فوريا بموجب التزاماتها الدولية في احترام وحدة وسيادة جورجيا".وتطرق ميليباند ايضا الى المعلومات التي تحدثت عن قصف القوات الابخازية للمواقع الجورجية في وديان كودوري. وقال "انا اندد بذلك".

اوسيتيا الجنوبية تؤكد انها صدت هجوما للدبابات الجورجية على تسخنفالي

ميدانيا، اكدت اوسيتيا الجنوبية انها صدت ليل السبت الاحد هجوما للدبابات الجورجية على تسخنفالي، عاصمة هذه الجمهورية الانفصالية، في حين تواصلت المعارك بين القوات الروسية والجورجية. وقالت الحكومة الانفصالية على موقعها على شبكة الانترنت ان "هجوما بالدبابات قد صد" مضيفة ان "12 دبابة جورجية قد اصيبت". واوضحت "اننا صامدون امام هجوم المشاة الجورجيين المستمر في جنوب تسخنفالي". واشارت الحكومة الى ان "الجانب الاوسيتي ووحدات من الجيش الروسي يردون ويعملون على اسكات مصادر النار في المواقع الجورجية في القرى الحدودية".

وقالت ايضا ان القوات الاوسيتية سيطرت على دبابة جورجية على طريق زارسكايا التي تصل تسخنفالي بروسيا. واوضحت الحكومة الانفصالية في بيان ان ثلاثة عسكريين جورجيين قتلوا كما اسقطت القوات الاوسيتية مقاتلة جورجية.

قطع حربية روسية تتجه الى جورجيا

و كانت وزيرة الخارجية الجورجية ايكا تكيشيلاشفيلي اعلنت التي تخوض بلادها نزاعا مسلحا مع روسيا ان قطعا حربية روسية تتجه الى الساحل الجورجي. وقالت خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف "نعلم من مصدر روسي موثوق به ان الاسطول العسكري (الروسي) يقترب من السواحل الجورجية". ورفض الجهاز الاعلامي للاسطول الروسي في البحر الاسود التعليق على هذا الكلام. ويرى بعض الخبراء ان هذه الاسلحة قد تتيح لهذه السفينة ان تغلق الاجواء الجورجية جزئيا.

الطيران الروسي يقصف مطارا عسكريا بالقرب من تبيليسي

قصف الطيران الروسي صباح الاحد مطارا عسكريا بالقرب من العاصمة الجورجية يقع بالقرب من مطار تبيليسي الدولي، حسب ما اعلن سكرتير مجلس الامن الجورجي الكسندر لوميا. وقال ان "طائرتين روسيتين القتا عدة قنابل على مطار عسكري بالقرب من مطار تبيليسي الدولي ولكن لم تكن اية طائرة (جورجية) موجودة في المطار". واوضح "كانت مهمتهما تدمير المدارج ولكن لم ينجح الروس في ذلك". واشار الى ان هذا المطار العسكري يبعد مسافة حوالى خمسة كيلومترات عن تبيليسي. ووصلت سفن حربية روسية الى مرفأ اوتشامتشيرا في جمهورية ابخازيا الانفصالية التي يدور نزاع بينها وبين جورجيا.