ساكاشفيلي يهاجم موسكو: "الشر في جوارنا"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كييف تدعو الى بدء مفاوضات حول الاسطول الروسيمراقبون أوروبيون يصلون جورجيا بعد أيام عواصم:هاجم الرئيس الجورجي الموالي للغرب ميخائيل ساكاشفيلي الجمعة روسيا بشدة، مؤكدا ان "الشر" بات "في جوارنا". وقال ساكاشفيلي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس "نرى اليوم، ويا للاسف، ان الشر بات في جوارنا. انه قوي جدا وبشع جدا وخطير جدا".
وتذكر هذه العبارات بما قاله الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغن عن الاتحاد السوفياتي السابق، واصفا اياه بانه "امبراطورية الشر".
ومنذ بداية النزاع بين روسيا وجورجيا، استخدم ساكاشفيلي كلمات مثل "ابادة" و"تطهير عرقي" تنديدا بالفظائع المفترضة التي ترتبكها موسكو. ولم يتردد مسؤولون روس في استخدام التعابير نفسها حيال الجورجيين.
واضاف الرئيس الجورجي ان "احدا لن يتمكن من اجتياح امتنا الصغيرة. انه هجوم غير مبرر لقتل الديموقراطية الجورجية، وسنواجه معا هذا الامر". وتابع ان "احدا لن يتمكن من اطفاء نور الحرية".وقال ايضا "انهم همجيو القرن الحادي والعشرين. نحن نواجه اناسا يهزأون بكل ما هو انساني، ما هو جميل، ما هو عصري، كل ما هو اوروبي".
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان على القوات الروسية الموجودة في جورجيا "المغادرة فورا" بعدما وقعت تبيليسي اتفاق وقف اطلاق النار الذي وافقت عليه موسكو.
وقالت رايس في ختام لقاء مع رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشيفلي "بعد توقيع هذا الاتفاق، يتعين على جميع القوات الروسية والوحدات غير النظامية التي دخلت معها اراضي جورجيا الانسحاب فورا".
واعلن ساكاشفيلي انه وقع "اتفاق وقف اطلاق النار" مع "المحتل الروسي". لكنه اكد انه لن يتخلى عن ابخازيا واوسيتيا الجنوبية وقال "ليس هناك سوى سيادة واحدة في جورجيا وابخازيا واوسيتيا الجنوبية" مضيفا "وحدها الحكومة (الجورجية) يمكنها القبول بوجود قوات على اراضيها". وقال ان قسما "كبيرا من جورجيا" لا يزال تحت "الاحتلال العسكري" الروسي، محذرا من ان روسيا تشكل "خطرا على الجميع".
وندد ساكاشفيلي ب"صمت معظم الدول الاوروبية" حين حذرت جورجيا الاسرة الدولية من استقدام روسيا تعزيزات عسكرية الى منطقة ابخازيا الانفصالية الجورجية قبل اندلاع النزاع في اوسيتيا الجنوبية، المنطقة الانفصالية الثانية في جورجيا التي كانت في قلب النزاع الاخير مع روسيا.
واشارت رايس الى ان الرئيس الجورجي "وقع الاتفاق" بعدما تلقى "توضيحات" حول خطة السلام، مضيفة انها تلقت هذه التوضيحات الخميس من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اجرى المفاوضات حول خطة السلام.
واتهمت رايس الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بانه "لم يف" بتعهداته بوقف العمليات العسكرية في جورجيا. وقالت "من الواضح ان الرئيس مدفيديف لم يف (..) بالتعهد الشفهي الذي اتخذه بان العمليات العسكرية الروسية توقفت او انها على وشك التوقف". واستغرق اللقاء بين رايس وساكاشفيلي خمس ساعات بعدما كان مقررا الا يتجاوز ساعة ونصف ساعة.
واتصلت رايس على الاقل مرتين بالمستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت لاستفسار تبيليسي عن عمق التوغل المسموح به للقوات الروسية داخل الاراضي الجورجية بحسب الاتفاق الذي فاوضت فرنسا في شأنه.
وقال مسؤولون اميركيون رفضوا كشف هويتهم ان النص الاولي للاتفاق اشار الى "بضعة كيلومترات"، وهو امر مبهم. ويفترض ان يعلن هذا التوضيح ما ان توقع روسيا بدورها اتفاق وقف النار.
ونص البند الخامس من الاتفاق على انسحاب القوات العسكرية الروسية "الى الخطوط التي سبقت اندلاع النزاع"، لكنه اضاف انه "في انتظار آلية دولية، فان قوات حفظ السلام الروسية ستطبق اجراءات امنية اضافية".
واوضح مسؤول اميركي رفيع انه "لفترة انتقالية، سيسمح في شكل محدود للروس بتسيير دوريات (خارج اوسيتيا الجنوبية وابخازيا) في منطقة محددة ولفترة محدودة حتى وصول طرف ثالث، اي قوات لحفظ السلام ومراقبين".
طائرتان اميركيتان اضافيتان تصلان السبت الى جورجيا
بدوره، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية ان طائرتي نقل عسكري ينتظر وصولهما السبت الى تيبليسي محملتين مساعدات انسانية لضحايا النزاع في جورجيا، فيما وصلت طائرتان الجمعة.
وكانت طائرتان من طراز "سي 130" تابعتان للقوات الجوية الاميركية وصلتا الى تبيلسيي آتيتين من المانيا، وعلى متنهما 86 طنا من المساعدات الانسانية التي قدمتها الولايات المتحدة قبل يومين الى السلطات الجورجية. وتوقع المتحدث باسم البنتاغون وصول طائرتين السبت، موضحا ان ايقاع الرحلات سيكون منتظما وفق "تقديرنا للحاجات".
وبدأ الجمعة وصول خبراء من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية الى جورجيا بهدف تقويم حاجات البلاد، بحيث ينضمون الى فريق من 12 جنديا اميركيا كان وصل الخميس الى تبيليسي للغرض نفسه.
وقالت مديرة الوكالة الاميركية هنرييتا فور ان المساعدة الاميركية لجورجيا تجاوزت حتى الان 3,6 ملايين دولار. واضافت "عملنا بتنسيق واسع مع الحكومة الجورجية"، لافتة الى "اننا نقدم مساعدتنا عبر منظمات غير حكومية ودولية تعمل في مناطق النزاع".
وقدمت الولايات المتحدة مساعدة قيمتها مليون دولار لبرنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة بهدف تأمين 650 طنا من المواد الغذائية للسكان الجورجيين.
وتأتي هذه المساعدة الاميركية فيما وقع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الجمعة اتفاق وقف اطلاق النار الذي وافقت عليه موسكو، وذلك في حضور وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وبعد ساعات من التفاوض بالتنسيق مع باريس. واوضح المتحدث باسم البنتاغون براين وايتمان ان الاوضاع العسكرية في جورجيا لم تتغير الجمعة مقارنة بيوم الخميس.
وتابع "يبدو ان وقف النار صامد لكن هناك جنودا روسا يجب ان يغادروا". وقال الاميرال ستيفن رومانو المدير اللوجستي للقيادة الاميركية الاوروبية خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف "نتوقع ان يتسع نطاق العملية على صعيد (تلبية) الحاجات".
واضاف "نعتقد ان لدينا القدرة الكافية وامدادات من الدرجة الاولى لمواصلة هذا الجهد في الاسابيع المقبلة". وتابع رومانو انه يتم بحث نقل تلك المساعدات بحرا عبر البحر الاسود او المتوسط. واوضح انه تم من طريق الجو ايصال نحو 450 كلغ من المضادات الحيوية والضمادات والبطانيات والاسرة. وقال انه من بين الاولويات المقبلة تقديم خيم ومطابخ نقالة، مشيرا الى انه في امكان الجيش الاميركي ارسال مواد غذائية عند الحاجة.
"الشروط الروسية تؤخر صدور قرار دولي يطلب وقف النار"
في غضون ذلك، قال دبلوماسيون ان المفاوضات حول صدور قرار من مجلس الامن الدولي يطلب وقف اطلاق النار بين روسيا وجورجيا شهدت تعثرا الجمعة بسبب شروط روسية، لكنهم املوا التصويت على هذا القرار قبل نهاية الاسبوع.
وقال دبلوماسي غربي رفض كشف هويته "في المبدأ، نرغب في التصويت (على القرار) نهاية هذا الاسبوع". وتدارك هذا الدبلوماسي القريب من المفاوضات التي يجريها دبلوماسيون اوروبيون واميركيون وروس "لكننا سنأخذ كل وقتنا. لن نتقدم بمشروع (قرار) اذا علمنا ان الروس سيستخدمون حق الفيتو. هذا لا يعني ان علينا اعطاءهم كل ما يطلبون. نتوقع مفاوضات صعبة".
وابدى السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين الخميس تفاؤله بامكان الموافقة سريعا على مشروع القرار. لكن دبلوماسيين قالوا ان الروس يشددون على عدم تضمين مشروع القرار اي اشارة الى احترام وحدة اراضي جورجيا. وعلق دبلوماسي ان القبول بهذا الطلب "سيكسر اي اتفاق".
واضاف الدبلوماسيون ان الاعضاء ال15 في مجلس الامن قد يبدأون الاحد مشاورات جديدة حول المشروع الذي يضفي طابعا رسميا على اتفاق وقف اطلاق النار بين موسكو وتبيليسي والذي تفاوض في شأنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وتلحظ خطة السلام عودة القوات الجورجية الى مواقعها السابقة وانسحاب القوات الروسية الى المواقع التي كانت فيها قبل اندلاع النزاع في اوسيتيا الجنوبية في الثامن من اب/اغسطس.
وتنص ايضا على البدء بمفاوضات دولية حول تفاصيل الامن والاستقرار في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية.