واشنطن ستواصل العمل مع الحكومة الباكستانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
برويز مشرف يخضع للضغوط ويعلن إستقالته
واشنطن،ملتان : اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاثنين ان الولايات المتحدة ستواصل "العمل مع الحكومة الباكستانية" بعد استقالة الرئيس برويز مشرف الذي اشادت بمساهمته في "الحرب ضد الارهاب".وقالت رايس في بيان "سنواصل العمل مع الحكومة الباكستانية والقادة السياسيين وحثهم على مضاعفة تركيزهم على مستقبل باكستان وحاجاتها الملحة بما يشمل وقف تنامي التطرف". واضافت ان مشرف الذي اعلن استقالته الاثنين "كان صديقا للولايات المتحدة واحد اكثر الشركاء في العالم التزاما في الحرب ضد الارهاب والتطرف".
الباكستانيون سعداء باستقالة مشرف
رقص الباكستانيون في الشوارع يوم الاثنين بعد أن أعلن الرئيس برويز مشرف استقالته ويأمل العديد من المواطنين العاديين أن يدخل رحيله تحسنا على حياتهم.وبعد أن حكم باكستان بمفرده لمدة نحو تسع سنوات أعلن قائد الجيش السابق والحليف القوي للولايات المتحدة استقالته في خطاب أذاعه التلفزيون في مواجهة اجراء وشيك لعزله من جانب الحكومة الائتلافية.
وخرج المحامون الذين قادوا حملة ضد مشرف منذ أن سعى لعزل كبير القضاة العام الماضي من قاعات المحاكم في مدينة ملتان في جنوب شرق البلاد لدى سماعهم نبأ استقالته مرددين هتافات تقول "يسقط عميل الولايات المتحدة." ورقص المحامي مالك نويد وسط حشد من نحو 400 من زملائه وقال "كانني أحتفل بزفافي."واستقبل مشرف الذي كان قائدا للجيش في ذلك الوقت بالترحاب عندما خلع رئيس وزراء لا يحظى بشعبية في انقلاب عام 1999 منهيا عشر سنوات من الحكم المدني المتقطع.
لكن شعبيته بدأت في التبدد العام الماضي عندما حاول عزل كبير القضاة ثم فرض احكاما عرفية لمدة ستة أسابيع وشن حملة على الإعلام واعتقل الاف النشطاء السياسيين. وقال جعفر شاه وهو جندي متقاعد في مدينة بيشاور في شمال غرب البلاد "سبب كل المشاكل قد ذهب."وأضاف "اتمنى أن أطلق النار للتعبير عن فرحتي لكني للاسف لا أستطيع القيام بذلك."
وفي كراتشي العاصمة التجارية للبلاد فرق السكان الحلوى ورقصوا احتفالا.وقال محمد الياس (30 عاما) "حمدا لله انه استقال. الدولة ستكون أحسن حالا الآن. هذا انتصار للشعب." وشكا النقاد من أن الخلاف بشأن مشرف شتت انتباه الحكومة عن تدهور الوضع الامني وتراجع الاقتصاد.فالتضخم بلغ أعلى مستوياته في 30 عاما والعجز في الموازنة وميزان المعاملات الجارية يتسع. وفقدت الروبية نحو ربع قيمتها هذا العام في حين تهاوت الاسهم بنحو 50 بالمئة عن مستواها القياسي المسجل يوم 21 ابريل نيسان.
وتبنى بعض الباكستانيين ما قد يبدو وكأنه توقعات غير واقعية عن مرحلة ما بعد مشرف وقال رفقت شاه وهو رجل أعمال (65 عاما) في كراتشي "التضخم سيتراجع بالتأكيد الآن." لكن البعض الاخر بدا أقل تفاؤلا بشأن استقالة الزعيم الذي شجع مناخ الاستثمار الحر وشهد عهده نموا جيدا وارتفاعا في أسعار الاسهم حتى هذا العام.
وقالت مريم بيبي من كراتشي "البلاد كانت في حالة أفضل اقتصاديا لكن الآن لن يتمكن الساسة من حماية الاقتصاد وستسوء الاوضاع." وعلى الرغم من تراجع شعبية مشرف يتشكك الكثيرون من الباكستانيين في الساسة المدنيين الذين واجهوا اتهامات بالفساد وسوء الادارة عندما تولوا الحكم في التسعينات.
تعليقات دولية مختلفة حول اعلان مشرف استقالته
بدورها اعربت العديد من الدول عن املها ان لا تؤثر استقالة الرئيس الباكستاني سلبا على الوضع الداخلي في باكستان. وقالت وزارة الخارجية الروسية اليوم في بيان "نأمل ان لا يخرج الوضع في باكستان عن الاطر الدستورية وان يتم التمسك بالنظام والقانون" داعية الى الحفاظ على العلاقات الجيدة بين موسكو واسلام اباد.
كما اتخذت فرنسا موقفا مشابها للموقف الروسي حيث دعت الاطراف السياسية الباكستانية لاحترام الدستور الباكستاني والعمل وفق اطره بالاضافة الى احترام المحافظة على قوانين البلاد بعد اعلان استقالة مشرف. اما الجارة افغانستان فقالت وزارة الخارجية فيها على لسان المتحدث باسمها سلطان باهين للصحافيين ان "بلادي تريد ان ترى باكستان مستقرة وسنستمر في دعم الديمقراطية وحفظ النظام والقانون بباكستان وفي كل مكان بالعالم".
في حين رفضت كلا من الهند والمفوضية الاوروبية التعليق على استقالة الرئيس الباكستاني برويز مشرف معتبرتين هذا الامر "مسالة داخلية باكستانية". وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف قد اعلن استقالته خلال خطاب تلفزيوني وجهه في وقت سابق اليوم الى شعبه وذلك تفاديا للتعرض الى المساءلة القانونية.