أخبار

تعددية لبنان بين المصالحة الممكنة والحوار الـمـستحيل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لبنان: إقرار قانون الإنتخاب دون الإصلاحات بيروت: ثمّـة ظاهرة سوسيولوجية غريبة يتميَّـز بها اللبنانيون: فهم وطنيون ومسالمون وتضامنيون، حين يكونون خارج وطنهم، يستوي في ذلك السياسيون والعمال ورجال الأعمال والطلاب والأساتذة.

لكن، ومن اللحظة الأولى التي تطأ فيها أقدام هؤلاء أرض مطار بيروت الدولي، حتى يتحوّلون إلى فِـئويين، عنيفين وإنقساميين لا يترددون في ارتكاب الانتحار الذاتي، بدل التوصل إلى صِـيغ تفاهم وطني مع إخوتهم في الوطن.

ما أسباب هذه الظاهرة؟
الطائفية بالطبع. وبالتحديد، الطائفية السياسية التي هي في أغلب الأحيان أقرب إلى الفكر الفاشي والبنية العنصرية، والتي تبدأ بتحويل المواطنين إلى طائفيين، ثم تحوّلهم جميعاً إلى عصبة (أو عصابة) متطرفة ومغلقة وشوفينية.

وهكذا، ينقلب الوطن إلى أوطان والهوية الوطنية الجامعة إلى هويات مذهبية وطائفية قاتلة (وِفق تعبير أمين معلوف)، وتُـصبح موازين القوى لا موازين المواطنة المتساوية، هي الفيصل الحاكم الوحيد بين اللبنانيين.

هذه الحقيقة كانت واضحة بأجلى صُـورها في التطورات الأخيرة التي شهدها لبنان، إذ ما أن بدأ "الحوار الوطني" في بعبدا في 16 سبتمبر بين قادة الطوائف، حتى أّقفل في اليوم ذاته، لتحُـل مكانه سريعاً "مصالحات" جعلت الكثير من اللبنانيين يشكُّـون في مدى قدرتهم على فهم مصطلحات اللغة العربية: ما الفرق بين الحوار والمصالحة؟ وهل ثمَّـة هدف للحوار غير المصالحة أو الوصول إلى حلول وسط "تصالحية"؟ ثم: لماذا المصالحات متعّذرة من داخل حوار بعبدا، وممكنة من خارجه؟

هذه المسألة ليست جدلاً بيزنطياً، بل هي تتَّـصل مباشرة بطبيعة النُّـخب الطائفية السياسية اللبنانية وتراكيبها السوسيولوجية والثقافية. فهي في أكثرها نُـخب "ما قبل حديثة"، إذا ما جاز التعبير، تتغلَّـب لديها التقاليد القَبََلِية على مفاهيم السياسة الحديثة، ويسود ما هو طائفي على ما هو وطني، وما هو عشائري على ما هو مؤسسي.

الأزمة أزمة ثقافة سياسية، كما يرى عن حق أنطوان مسرّة وبُّـول سالم، وهي تجعل السياسة اللبنانية مجرّد امتداد للعصبيات، لا خروجها منها وعليها، كما يُفترض أن تكون وكما يفرض منطق السلام الأهلي أو المدني.

لكن، حتى لو فرضنا أن هذه النخب كانت قادرة على تجاوز الثقافة الانقسامية، على غرار ما فعلت النخب الإفريقية الجنوبية والأيرلندية الشمالية، لتخوض غِـمار حوار وطني حقيقي، فهل هي قادرة على التوصّل إلى نتائج ما؟

الحوارات الأساسية التي جرت في مجلس النواب عام 2006، ثم الهامشية في كل من سان كلو في فرنسا ومون بيلران في سويسرا عام 2007، أظهرت أن الأطراف اللبنانية المتناحرة قادرة (لفظياً على الأقل) على التوافق على سلسلة طويلة من القضايا: العيش المشترك وتحرير ما تبقَّـى من الأراضي اللبنانية والتمسك باتفاق الطائف والدستور والديمقراطية التوافقية وتعزيز مؤسسات الدولة في إطار لامركزية إدارية واسعة، وصولاً حتى إلى القضية الخلافية الكُـبرى: طبيعة العلاقة مع سوريا، حيث أبدى ممثلو 8 آذار في سان كلو ومون بيلران، إستعداداً لمقاربة هذه العلاقة في إطار احترام السيادة اللبنانية.

لكن النقطة التي شكَّـلت جِـداراً سمِـيكاً يرتطِـم به الحوار، كانت مسألة استراتيجية الأمن الوطني وما يعنيه ذلك بالنسبة لكل من مفهومَـي الدولة والمقاومة.

وكان الأمر هنا شبيهاً إلى حدٍّ كبير بالصِّـراع الشهير في التاريخ بين مفهومَـي الدولة والثورة الدائمة، والذي كبّـد دُولاً كالصين وروسيا السوفييتية وفرنسا الثورية (1789) خسائر بشرية بعشرات الملايين، لكن مع فارق رئيسي هنا: في لبنان لا الدولة تريد القضاء كُـلياً على المقاومة وِفق مبدأي السيادة واحتكار العنف التقليدي المُـرتبطين بمفهوم الدولة، ولا الثورة (المقاومة) تريد أن تُـلغي الدولة لتتمكَّـن من مواصلة عملها.

وهذا ما يخلق التِـباسات كبيرة يَـميل البعض إلى تفسيرها بنظرية المؤامرة، حيث الثورة (المقاومة) تخفي أهدافها الحقيقية، وحيث الدولة "تتآمر" في بعض الأحيان ضدّ المقاومة لإضعافها واخضاعها.

لكن الواقع، أن هذه الالتباسات حقيقية لا تآمرية، وهي نابعة من الطبيعة الخاصة للمقاومة التي يتزعَّـمها في هذه المرحلة حزب الله وعلاقتها بإستراتيجية إسرائيل في لبنان في الدرجة الاولى من جهة، وبطبيعة حزب الله كمنظمة سياسية لها مصالح "لبنانية"، من جهة أخرى.

سنأتي إلى النقطة الأولى بعد قليل. قبل ذلك، وقفة أمام النقطة الثانية.

"لببنة" حزب الله
حزب الله، الذي ولِـد عام 1982 كميليشيا للردّ على اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982، شهد تطوّرات كُـبرى في بنيته وتوجُّـهاته منذ ذلك الحين. ففي 16 فبراير 1985، أصدر الحزب بيانه الذي حمل عنوان "رسالة مفتوحة: برنامج حزب الله"، ضمّـنه الدعوة إلى "خيار الحكومة الإسلامية في لبنان، القادر وحده على ضمان العدل والحرية للجميع. وحده النظام الإسلامي يُـمكنه وقف أي محاولات مستقبلية للتَّـغلغل الإمبريالي في بلادنا".

لكن هدف النظام الإسلامي كان يتوارى بالتدريج ليختفي كُـلياً تقريباً بعد أن تحوّل الحزب من ميليشيا عسكرية إلى أكبر حزب سياسي في لبنان، يُـدير شبكة خدمات اجتماعية وتعليمية وصحية واسعة النطاق في المناطق الشيعية.

في تلك المرحلة، التي بدأت مع أوائل التسعينات، كان حزب الله يدخل مرحلة "اللبننة" على كل الصُّـعد بفعل عوامل عدة:

- الممانعة التي أبداها أعضاء الطائفة الشيعية في الثمانينات لفرض الشعائر الدِّينية الصارمة في منطقة الجنوب.

- العامل الديموغرافي الذي فرض على الحزب أن يُـدرك بأن كون الشيعة الطائفة، الأكبر عدداً في لبنان، لا يعني أنهم الغالبية. وبالتالي، كان ثمة ضرورة لتكييف الإيديولوجيا مع الواقع، عبر الإعتراف بالتعددية اللبنانية.

- المسؤولية التي بات يتحمَّـلها الحزب بعد ان أصبح القوة الرئيسية في الطائفة الشيعية، والتي حملته على الاستماع إلى المطالب "اللبنانية" لقواعده الشعبية.

حصيلة عملية "اللبننةّ هذه، كانت دخول حزب الله الندوة البرلمانية، ثم الحكومة، ثم دهاليز الألعاب السياسية الطائفية الشهيرة، والتي توّجها في النهاية في السيطرة على بيروت في 7 مايو الماضي، وإن كان الشعار آنذاك "استخدام سلاح المقاومة لحماية سلاح المقاومة".

بيد أن هذه "اللبننة" المتسارعة، سُـرعان ما وصلت إلى مأزق في أعقاب حدثين إثنين: الأول تحرير الجنوب، عدا مزارع شبعا وتِـلال كفرشوبا عام 2000، ثم حرب 2006، التي جلبت معها القرار 1701 ومعه القوات الدولية (الأطلسية في معظمها في الواقع) إلى الحدود الجنوبية للبنان.

هذان التطوران طرحا السؤال الكبير: أي دور بعد للمقاومة؟ أزمة "اللبننة" هنا في حزب الله باتت فاقعة:

 فإذا ما قال الحزب إن هدف سلاح المقاومة الآن، هو ردع العدو الإسرائيلي، فإن هذا الهدف المقبول وطنياً من كل الطوائف يجِـب أن يندرج في إطار استراتيجية دِفاع وطني عامة، يشارك فيها الجميع، وتكون تحت إشراف الدولة، تتحوّل بموجبها فصائل المقاومة إلى ما يُـشبه الحرس الوطني، الذي يجب أن يتوسّـع أيضاً ليشمَـل كل اللبنانيين.

 وإذا ما قال الحزب إن هدف سلاح المقاومة هو تحرير فلسطين، فهذا يجب أن يحظى أولاً بإجماع كل اللبنانيين، أو على الأقل بإجماع كل دول المواجهة العربية، لأن تكاليف هذا الخيار باهظة للغاية، وبالأخص على المواطنين الشيعة.

 وبالطبع، إذا ما قال الحزب إن المقاومة يجب أن تكون جزءً من جبهة مُـمانعة تضُـم إيران وسوريا وحماس، فهذا أدعى أن يكون أيضاً محط إجماع وطني لبناني.

الخطر الإسرائيلي
هذه القضايا المعقَّـدة ليست مجرّد مسألة جدالية أو اجتهادية أو مستقبلية، بل هي آنية للغاية وملحة للغاية.

لماذا؟ ليس لأن حزب الله، كما هو معروف، حوّل الجنوب إلى ثكَـنة تعُـجّ بالسلاح والتدريبات والمدن تحت الأرض، وبات يملِـك أكثر من 40 ألف صاروخ، بل أولاً وأساساً، لأن إسرائيل تستعد، وبكثافة ملحوظة، لاستئناف حرب 2006 لأسباب ترتبط مباشرة بعقائد أمنها الاستراتيجي.

فسيل التهديدات العنيفة للبنان، يكاد يُـصبح خبزاً يومياً هذه الأيام في الدولة العبرية، وهو يشمل كل ألوان الطيف السياسي الإسرائيلي، بلا إستثناء تقريباً، من وزير الدفاع باراك، الذي أطل على لبنان من الجولان قبل نحو الشهرين ليرغي ويزبد وهو يشرف على أضخم مناورات عسكرية في الهضبة المحتلة، معلناً فشل القرار 1701 في تحقيق أهدافه، إلى قائد رئيس الأركان أشكينازي، الذي ألمح مؤخراً إلى أن "الجيش الإسرائيلي بات جاهزاً لتصحيح أخطاء حرب يوليو 2006"، وإنتهاء بأولمرت، الذي ذهب قبل إستقالته إلى حدّ تحديد طبيعة الحرب المحتملة الجديدة حين قال: "خلال حرب لبنان، كُـنا نملك إمكانات أقوى بكثير مما إستخدمنا، لأننا كُـنا نحارب منظمة إرهابية، وليس دولة. أما إذا تحوّل لبنان دولة لحزب الله، فلن نفرض على أنفسنا أية قيود".

لماذا هذه الحمى التصعيدية ضدّ لبنان؟
الإجابة، يُـفترض أن تكون واضحة: الدولة العبرية شعُـرت بأن حرب الأسيرين عام 2006 سدّدت إليها سلسة من الضربات غير المتوقعة. فهي ضعضعت نسبياً قوة الرّدع التي امتلكتها بلا مُـنازع طيلة 60 عاماً، وهي كشفت عن مدى لا جهوزية عديد جيشها التدريبية وحتى المعنوية، ثم أنها جعلت حزباً صغيراً، كحزب الله، يقدِّم إلى المنطقة نموذجاً حول كيفية إلحاق الهزيمة بالدولة العبرية عبر ثالوث الإرادة - التنظيم - الصواريخ.

كل هذه أسباب كافية لدفع إسرائيل إلى اعتبار حرب الأسيرين نكسة عسكرية غير مقبولة، وبالتالي، الإستعداد لخوض غِـمار سلسلة أخرى من الحروب. لكن، فلنفرض جدلاً أن حزب الله لم يُـعِـد بناء قدراته الدفاعية ثلاث مرات أكثر مما كانت عام 2006، ولم يحتل بعد 7 مايو الماضي موقعاً مرموقاً في البنية السياسية اللبنانية، ولم يواصل تحدّي القوة الفائقة الإسرائيلية، هل كانت الدولة العبرية ستكفّ عن تهديداتها المشفوعة بالإستعدادات لشنّ حرب ضد "كل لبنان"، كما أوضح باراك وأولمرت وأشكينازي؟

هذا ليس سؤالاً أخلاقياً أو نظرياً، إنه سؤال إستراتيجي ومن الطِّـراز الرفيع كذلك، وهذا ما أوضحته دراسة مُـطوّلة نشرها مؤخَّـراً مركز الأبحاث الإسرائيلي "ميدل إيست ريفيو أوف إنترناشنال أفيرز"، تحت عنوان "حرب لبنان 2006: الحرب غير المنتهية.

أبرز محاور الدراسة
. حرب لبنان 2006، يجب فهمها على أنها مجرّد واحدة من سلسلة حملات في إطار نزاع شرق أوسطي أوسع. وبما أن أعداء إسرائيل اعتقدوا أنهم اكتشفوا وسيلة قادرة على إلحاق هزيمة استراتيجية بها، فإنه يتوقَّـع أن لا تكون الجولة المقبلة سوى مسألة وقت".

 بعض المحلِّـلين نظروا إلى الحرب على أنها تدشين لنوع جديد من النزاعات "ما بعد الحديثة"، بما يحمله ذلك من مضاعفات مهمَّـة على مستقبل الاستخدام الفعَّـال للقوة. وثمَّـة آخرون سعوا إلى مقاربة هذه الحرب من منظور التقديرات الإستراتيجية الأكثر تقليدية. ثم هناك محلِّـلون أطلُّـوا على الحرب بصفتها ظاهرة فريدة في الشرق الأوسط بين جيش نظامي (إسرائيل) وبين قوة عسكرية (حزب الله)، لا هي نظامية ولا هي مجموعة حرب غوار.

 الإطار الذي جرت فيه الحرب، كان كالآتي: عمليات برية محدودة للجيش الإسرائيلي في المناطق المحاذية للحدود؛ عمليات جوية وصلت حتى بيروت وحصار بحري. وعلى جانب حزب الله: دفاع عن المناطق التي تعرّضت إلى هجوم بري، وجهد ناجح للحفاظ على صليات متصلة من الصواريخ قصيرة المدى على شمال إسرائيل. ولم يتغيّر هذا الوضع، إلا في الأيام الأخيرة من الحرب، حين بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات برية أوسع وأكثر طموحاً عبر الاندفاع إلى خط نهر الليطاني.

 بسبب الاعتقاد الخاطيء بأن القوة الجوية قادرة على تحقيق النصر، فشلت إسرائيل في دفع قوات برية كبيرة إلى ساحة المعركة، الأمر الذي كان سيسمح لها بالسيطرة على المنطقة، وصولاً إلى نهر الليطاني، ثم التمسُّـك بهذه الأرض إلى حين تنظيفها من الصواريخ قصيرة المدى في عملية كانت ستستغرق أسابيع عدّة وتتطلب أعداداً كبيرة من القوات البرية.

 إقالة دان حالوتس، وهو أول رئيس أركان من القوات الجوية وتعيين الجنرال أشكينازي، الذي جاء من صفوف فِـرقة جولاني البرية، مثّل رغبة للتركيز على إعداد الجيش الإسرائيلي للقيام بعملية برية واسعة النطاق.

 إستراتيجية المقاومة تستنِـد إلى الإيمان بأن إسرائيل مجتمَـع اصطناعي ضعيف تخترقه التناقضات. والتركيز على هذا الضعف يخدم في النهاية لشطب تفوّق إسرائيل في مجالات التكنولوجيا والتنظيم الاجتماعي والقوة العسكرية التقليدية، وبالتالي، يتعيَّـن على الدولة العبرية أن تُـثبت أن هذه المقولة خاطئة عبر تطبيق إستراتيجية "حرب طويلة الأمد".

هذه التَّـحديدات الإسرائيلية تعني أن تل أبيب لم تعد تُطِـل على حزب الله بصفته تهديداً أمنياً، بل بكونه تهديداً إستراتيجياً أو وجودياً. وكذا الأمر بالتأكيد لإطلالة حزب الله على الدولة العبرية، وهذا ما يجعل الحرب أو بالأحرى، استئناف الحرب، مسألة حتمية، إلا إذا ما طرأت تطوّرات إقليمية بالغة التأثير، كحدوث تفاهم أميركي - إيراني، يسبقه أو يليه تسوية سورية - إسرائيلية.

أين الحوار؟
ماذا يعني كل ذلك؟ إنه يعني أو يجب أن يعني، أمراً واحداً: إستراتيجية الأمن الوطني اللبناني، ليست مسألة وجهات نظر أو نظريات اجتهادية أو قضية مستقبلية، إنها مسألة مصير، ومصير مُـشترك على وجْـه التحديد، لأن الحرب إذا ما تجدّدت، ستضع كل لبنان (كما يقول الإسرائيليون) في مواجهة كل إسرائيل.

وحين يكون الأمر على هذا النحو المصيري، يتبـيّن كم أن الحوار الوطني الفوري في بعبَـدا ضروري، وكم أن المصالحات العشائرية والقبلية هامشية، بل وكارثية أيضاً، إذا ما باتت هي البديل عن الحوار الوطني اللبناني الشامل.

لكن، هل اللبنانيون قادرون على القفز على المصالحات العشائرية العابِـرة للوصول إلى الحوار الوطني الحقيقي؟

ربما. لكن، ليس في بيروت، في سان كلو أو مون بيلران ربما!

سعد محيو

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف