مخاطر تهدد بانعدام الاستقرار في اليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الامم المتحدة تلغي شحنة مساعدات لليمن لدواع امنية
تستمر الاشتباكات شمال اليمن بين القوات الامنيةوالعناصر الحوثية منذ 11 أغسطس/آب.
صنعاء: يقاتل اليمن ضد تمرد شيعي متجدد في الشمال حيث يدور القتال منذ قيام الجيش ببدء "عملية الأرض المحروقة" يوم 11 اغسطس اب الى جانب اضطرابات انفصالية في الجنوب وتزايد تشدد تنظيم القاعدة. وتراجعت عائدات النفط بدرجة كبيرة الى 803 ملايين دولار فقط في الشهور السبعة الماضية من العام الحالي مقابل 3.12 مليار دولار في نفس الفترة من عام 2008 بسبب انخفاض الاسعار العالمية وانخفاض حصة الدولة من الانتاج.
وهذا ما جعل الأمر يزداد صعوبة بالنسبة لحكومة الرئيس علي عبد الله صالح في محاولتها التعامل مع الفقر المنتشر والنمو السكاني المنفلت والنضوب السريع لموارد المياه وارتفاع معدلات البطالة. واذا تحول اليمن أكثر من ذلك نحو انعدام الاستقرار أو حتى نحو دولة فاشلة فسيعرض ذلك الدول المجاورة للخطر خاصة المملكة العربية السعودية ويزيد من تعقيد محاولات مكافحة تنظيم القاعدة وحماية خطوط الملاحة الدولية من القرصنة في مياه خليج عدن.
ويتزايد شعور الغرب بالانزعاج. وفي رسالة بعث بها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى صالح في سبتمبر ايلول قال ان الامن في اليمن أمر حيوي بالنسبة للولايات المتحدة وللمنطقة. وعرض مساعدة اليمن في جهود مكافحة الارهاب والتنمية والاصلاح.
وتحذر منظمات الاغاثة من أزمة انسانية في الشمال حيث فر نحو 150 الف شخص من منازلهم منذ شن مايسمى برجال القبائل الحوثيين تمردهم المسلح في عام 2004. وتولى صالح (67 عاما) السلطة في اليمن الشمالي سابقا في عام 1978 وظل رئيسا بعد الوحدة مع الجنوب في عام 1990 وفاز بفترة حكم أخرى مدتها سبع سنوات في انتخابات عام 2006.
ويهيمن هذا الضابط السابق في الجيش اليمني على الهياكل الديمقراطية الرسمية في اليمن عبر قاعدة قوته القبلية في الشمال ودعم القوات المسلحة. واقترع البرلمان في فبراير شباط على تأجيل الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في العام الحالي الى عام 2011 انتظارا لعمليات الاصلاح الانتخابي.
ولا يوجد خليفة مؤكد لصالح. وهو يواجه تحديات متعددة في دولة تتآكل فيها حكومتها المركزية بسبب الفساد وتمارس سيطرة هامشية في مناطق كثيرة مليئة بالسلاح.
وبدا رجال قبائل تقودهم عائلة الحوثي تمردا متقطعا ضد الحكومة في محافظة صعدة قرب الحدود مع السعودية في عام 2004. والمتمردون من الزيديين الذين ينتمون الى المذهب الشيعي الذين حكم ائمتهم اليمن حتى ثورة عام 1962.
وللزيدين شكاوى اقتصادية ودينية ويتهمون صالح وهو نفسه من الزيديين بمحاباة السنة الذين يميلون الى المذهب الوهابي المنتشر في السعودية. وأشارت الحكومة اليمنية الى ان ايران تساند المتمردين لكن لا يوجد دليل قوي يؤيد ذلك.
وقبل زعيم المتمردين عبد المالك الحوثي اتفاقا للسلام تم عبر وساطة قطرية في عام 2007 لكنه انهار مرارا. وتصاعدت الاشتباكات في العام الحالي لتصبح معارك واسعة النطاق منذ أواخر يوليو تموز. ووضع صالح شروطا مشددة لوقف اطلاق النار وهو ما رفضه الحوثيون.
وتقول منظمات الاغاثة ان القتال الذي استخدم فيه الجيش القوة الجوية والدبابات والمدفعية ادى الى نزوح عشرات الالاف من الاشخاص وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ي الاسبوع الماضي ان "الازمة الانسانية المعقدة والاليمة" تزداد سوءا هناك.
واندلع العنف في العام الحالي بعد مسيرة للمعارضة يوم 28 ابريل نيسان بمناسبة ذكرى الحرب الاهلية التي بدأت في عام 1994 والتي هزمت فيها قوات صالح الجنوب الانفصالي الذي كان يعرف قبل اتفاق الوحدة في عام 1990 بجمهورية اليمن الديمقراطية.
ويشكو سكان الجنوب الذي يضم معظم المنشات النفطية اليمنية من ان الشماليين يستغلون اتفاق الوحدة في السيطرة على مواردهم والتمييز ضدهم.
وتحولت مظاهرات قادها ضباط من الجيش غاضبون من معاشات التقاعد الاجباري الضئيلة الى العنف في عام 2007. ومع اتساع نطاق السخط والاستياء من نقص الوظائف والاوضاع الاقتصادية الصعبة آخذ بعض الزعماء الجنوبيين يتحدثون عن "احتلال" شمالي ويدعون الى الانفصال.
وعاني اليمن مسقط رأس والد أسامة بن لادن خلال العام الماضي من موجة جديدة من هجمات القاعدة. وقالت السعودية انها تخشى ان تستخدم القاعدة اليمن في اعادة شن الحملة التي جرت بين عامي 2003 و 2006 للاطاحة بالعائلة الحاكمة في المملكة.
واعلن اليمن قائمة تضم 38 اسما لمتشددين مطلوبين بعد تفجيرانتحاري قامت به القاعدة وقُتل فيه أربعة من السياح الكوريين الجنوبيين في مارس اذار.
وخطف تسعة من الاجانب في محافظة صعدة الشمالية معقل المتمردين في يونيو حزيران. وعُثر على ثلاثة منهم مقتولين وهم اثنان من الممرضين الالمان ومعلم كوري جنوبي. ولا يزال الباقي وهم زوج وزوجة من الالمان واطفالهما الثلاثة وبريطاني في عداد المفقودين.
وغير جناح القاعدة في اليمن اسمه الى تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية في فبراير شباط ملمحا الى انه يهدف الى إحياء الصراع ضد السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وتعاون اليمن مع الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول والهجمات التي شنتها القاعدة في الداخل بما في ذلك الهجوم على سفينة حربية اميركية. وحارب الكثير من اليمنيين القوات التي قادتها الولايات المتحدة في العراق بعد غزو عام 2003.
وبلغ معدل انتاج النفط وهو مصدر ما يتراوح بين 70 و 75 في المئة من عائدات البلاد واكثر من 90 في المئة من دخلها من التصدير 287 الف برميل يوميا انخفاضا من 300 الف برميل يوميا في العام الماضي ومن الذروة التي وصلت الى 457 الف برميل في عام 2002. وهبطت عائدات النفط بنسبة 75 في المئة تقريبا في الشهور السبعة الاولى من عام 2009 مقارنة بنفس الفترة من عام 2008.
ويتوقع البنك المركزي ان ينمو الاقتصاد بنسبة خمسة في المئة في العام الحالي أي أقل من المستهدف نتيجة لتأخير مشروع تصدير الغاز الطبيعي الذي يتكلف خمسة مليارات دولار. وزاد اجمالي الانتاج المحلي بنسبة 4.6 في المئة فقط في عام 2008 بالرغم من ارتفاع اسعار النفط العالمية في الشهور التسعة الاولى منه.
ومن المتوقع ان ينمو الاقتصاد بنسبة تتراوح بين 7 و 8 في المئة في عام 2010 مدفوعا بصادرات الغاز الطبيعي المسال بالاضافة الى قفزة متوقعة في المشروعات التي تمولها المعونات الاجنبية. ويقول البنك المركزي ان الدعم في مجال الطاقة سيبلغ في العام الحالي ما نسبته حوالي ستة في المئة من اجمالي الناتج المحلي.
ويعيش حوالي 35 في المئة من سكان اليمن الذين يبلغ تعدادهم 23 مليون نسمة في فقر. ومن المتوقع ان يتضاعف تعداد السكان في عام 2035.
وأبطأت الأزمة المالية العالمية من تدفق الاستثمارات والعائدات. ويقول البنك الدولي ان احتمالات النمو ضعيفة على المدى المتوسط فيما بعد عام 2009 نتيجة تراجع انتاج النفط.