تركيا وأرمينيا توقعان على اتفاق لتطبيع العلاقات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وقعت كل من تركيا وأرمنيا على اتفاق تاريخي يفتح الابواب امام إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وفتح الحدود المشتركة بينهما. وقد تصافح الوزيران ادوارد نالبنديان واحمد داود اوغلو مطوّلاً بعد التوقيع وسط تصفيق الحضور ومن بينهم وفود من اوروبا والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا.
في النهاية لم يلقَ اي من الطرفين كلمة حسب ما علم من مصدر دبلوماسي تركي.
وبدلاً من الساعة 17,00 (15,00 ت.غ) لم تبدأ حفلة التوقيع سوى الساعة 20,20 (18,20 ت.غ) في جامعة زوريخ اثر محادثات مكثفة بين الطرفين شارك فيها بقوة الطرف الاميركي.
وتعرضت تركيا التي تتطلع الى عضوية الاتحاد الاوروبي وأرمينيا الجمهورية السوفيتية السابقة لضغوط أميركية وأوروبية لتوقيع اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه بوساطة سويسرية والذي يضع جدولاً زمنيًا لإعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح الحدود بين البلدين.
كلينتون ارادت تجنب فشل الاتفاق التركي-الارمني
وقطعت تركيا العلاقات واغلقت حدودها مع ارمينيا في عام 1993 تأييدًا لاذربيجان التي خاضت انذاك معركة خاسرة ضد الانفصاليين الارمن في قرة باغ.
وتوترت العلاقات بين تركيا المسلمة وارمينيا المسيحية بسبب ما يصفه ارمن ومؤرخون غربيون كثيرون بالترحيل الجماعي والقتل المتعمد لما يصل الى 1.5 مليون ارمني على يد الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى.
وعلى الرغم من أن أرمينيا ستحقق مكاسب كبيرة من الاتفاق نتيجة لانفتاح اقتصادها للتجارة والاستثمار الا أن الرئيس سيرج سركسيان يواجه احتجاجات في الداخل ومن عدد كبير من الارمن في الشتات.
وخرج يوم الجمعة نحو عشرة الاف متظاهر في يريفان عاصمة أرمينيا احتجاجًا على الاتفاق.
وقال سركسيان في كلمة أذاعها التلفزيون يوم السبت قبل التوقيع على الاتفاق ان يريفان ستمضي قدما في المطالبة بالاعتراف بالابادة في اطار تنفيذ البروتوكولات الملحقة بالاتفاق.
وأضاف "لا يمكن لاي علاقات مع تركيا أن تثير شكوكا في أن ابادة جماعية ارتكبت في حق الشعب الارميني. يتعين على البشرية أن تعترف بهذه (الابادة) وتدينها."
وستشكل تركيا وأرمينيا لجنة دولية من المؤرخين لدراسة الاحداث بموجب الاتفاق المقرر أن يوقعه في زوريخ في الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت جرينتش) أحمد داود أوغلو وزير خارجية تركيا ونظيره الارميني ادوارد نالبانديان.
يريفان: الخطاب التركي كان السبب في تأخير احتفال التوقيع على الاتفاق
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الارمينية في يريفان السبت ان "صيغًا غير مقبولة" في الخطاب الذي كان سيلقيه الطرف التركي كانت السبب في تأخير التوقيع على الاتفاق بين انقرة ويريفان لاكثر من ثلاث ساعات السبت في زوريخ (سويسرا).
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية تيغران بالايان لوكالة نوفوستي-ارمينيا "كانت هناك صيغ غير مقبولة من الطرف الارميني في هذا الخطاب. وخلال المفاوضات تقرر عدم القاء اي خطاب في الاحتفال".
ورفض بالايان الذي كان يتحدث في زوريخ، ان يحدد الاقسام المرفوضة في الخطاب التركي.
وكان دبلوماسي تركي قدأعلن للصحافيين في زوريخ ان تأخير الاحتفال جاء بسبب "صعوبات ظهرت في اللحظة الاخيرة" وقد اثارها الوفد الارميني وتتعلق بالخطاب الذي كان سيلقيه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو.
واشنطن تعتبر الاتفاقات التركية-الارمنية "تاريخية"
إلى ذلك اعتبر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية السبت ان الاتفاقات الموقعة بين تركيا وارمينيا من اجل تطبيع علاقاتهما هي اتفاقات "تاريخية" وتضع حدا "لعقود من العداء والانقسام".
وقال فيل غوردون، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاوروبية والشؤون الاوروبية الاسيوية "هذا المساء (السبت) شاركنا في حدث تاريخي".
واضاف ان "وزيري خارجية تركيا وارمينيا وقعا بروتوكولات حول العلاقات الدبلوماسية وتطوير العلاقات الدبلوماسية وتخطي سنوات وحتى عقود من العداء والانقسام".
ويرافق غوردون وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي وصلت مساء السبت الى لندن في اطار جولة لمدة خمسة ايام على ست مدن اوروبية.
وقبل وصولها الى لندن، شاركت كلينتون في زوريخ بسويسرا بحفل توقيع الاتفاقات التركية-الارمنية.
واتصل الرئيس الاميركي باراك اوباما هاتفيا بهيلاري كلينتون خلال توجهها الى مطار زوريخ بعد توقيع الاتفاقات.
ومن ناحيته، قال مسؤول اميركي كبير ان اوباما "متحمس" للاتفاق وهو يعتبره بانه "خطوة كبرى الى الامام".
الارمن في الارجنتين يتظاهرون ضد الاتفاق
نددت الجالية الارمنية في الارجنتين بتوقيع اتفاقات تهدف الى تطبيع العلاقات بين ارمينيا وتركيا والتي تمثل كما قالوا "خطرًا على حقوق الانسان".
وذكرت صحيفة "ديارو ارمينيا" التابعة للجمعية الثقافية الارمنية في الارجنتين على موقعها الالكتروني ان "الاتفاقات المطروحة تشكل خطرًا على حقوق الانسان ويمكن ان تؤدي الى تبعية ارمينيا للدولة التركية المبيدة ولحلفائها الامبرياليين".
وحسب الجالية الارمنية، فإن مئات من المتظاهرين احتجوا في بوينس ايرس على توقيع هذه الاتفاقات السبت في زوريخ.
وأوضحت الجالية الارمنية في كوردوبا (وسط) في بيان ان "ارمينيا تتخلى عن الحق غير القابل للتصرف لاجيالنا المستقبلية في الكفاح من اجل مطالبها". واضاف البيان "بالمقابل، نشكك بحقيقة الابادة الارمنية وهي مسألة مرتبطة بقوة بحقوق الانسان".
كما اعتبر احد قادة المعارضة الارمنية ان ارمينيا تواجه "اخطارًا كبيرة" بعد اتفاقها مع تركيا.
وقال ستيبان سافاريان وهو احد قادة حزب جارانكوتيون "مع التوقيع على هذه البروتوكولات، دخلنا في مرحلة من الاخطار الكبيرة والفوضى".
ويتهم معارضو الاتفاقات الحكومة الارمنية بتقديم تنازلات لتركيا خصوصا بقبولها تشكيل لجنة لدرس الخلافات التاريخية بين البلدين.
الاتحاد الاوروبي يرحب بالاتفاقية
رحب الاتحاد الاوروبي بتوقيع كل من تركيا وارمينيا على الاتفاق التاريخي المتعلق بتطبيع العلاقات فيما بينهما الذي تم في مدينة (زيورخ) السويسرية امس وسيتم بموجبه اقامة علاقات دبلوماسية وثنائية بين البلدين بالاضافة الى فتح الحدود المشتركة.
وشجع بيان صادر عن الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي الليلة الماضية كلا الجانبين على الالتزام بعملية التطبيع كما دعا تركيا وارمينا الى تصديق وتنفيذ ما تضمنته الاتفاقية باسرع وقت ممكن.
وفي بيان منفصل رحب الاتحاد الاوروبي بحرارة بالاتفاق الذي وقع من قبل وزيري خارجية البلدين الذي وصفه بانه "خطوة شجاعة وبعيدة النظر وانه يعتبر خطوة للامام " باتجاه تحقيق السلام والاستقرار في منطقة جنوب القوقاز" وانه يعد بصدق قرارا تاريخيا يظهر مدى جاهزية واستعداد كلا الطرفين لتقديم تنازلات".
من جانبها ذكرت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر "ان توقيع هذا الاتفاق يظهر مدى رغبة الجانبين التركي والارميني في طي صفحة الماضي وبناء مستقبل جديد".
واضافت "ان هذا الاتفاق يفتح منظورا جديدا لحل النزاعات لاسيما في النزاع الدائر بين ارمينيا واذربيجان حول اقليم (ناغورني كاراباخ) وفي هذا السياق ادعو ارمينيا واذربيجان الى تكثيف جهودهما داخل مجموعة (مينسك) التابعة لمنظمة الامن والتعاون من اجل ايجاد حل سلمي للقضايا العالقة".
اذربيجان تحذر من زعزعة الاستقرار
من جهتها، نددت اذربيجان الاحد باتفاق التطبيع بين ارمينيا وتركيا وحذرت في الوقت نفسه من ان فتح الحدود الارمنية التركية قد يتسبب بزعزعة الاستقرار في جنوب القوقاز.
وقالت وزارة الخارجية الاذربيجانية في بيان "ان تطبيع العلاقات بين تركيا وارمينيا قبل انسحاب القوات الارمنية من المنطقة الاذربيجانية المحتلة يتناقض بشكل مباشر مع مصالح اذربيجان ويلقي بظلاله على العلاقات الاخوية بين اذربيجان وتركيا المبنية على جذور تاريخية".
واضافت "ان اذربيجان ترى ان فتح الحدود التركية الارمنية من جانب واحد قد يهدد السلام والاستقرار في المنطقة".
التعليقات
ظلم الاتراك .
جميل موسئ . -هل نسي الارمن مجازر التي ارتكبها النظام التركي في عام 1915، حيث أنكرت تركيا حقيقة حصول هذه الجريمة الإنسانيّة، سأعود معكم مرة أخرى للمسلسل التركي الحب والحرب الذي يعرض في احدى اشهر القنوات الفضائية العربية والذي يتناول موضوع القضية الارمنية ولكن بتغيير كامل للحقائق وتحريف الواقع وتزوير التاريخ، وبأن الأرمن هم من قتلوا الاتراك ولم يرحموا حتى النساء والأطفال منهم وأقدموا على فعل أفظع المجازر الإنسانية بحق الشعب التركي، هذه هي السياسة التركية التي تعمل من طرف على اعلان انها تسعى للسلام بغية تضليل الرأي العام وخداعه بأنها جادة في حل القضية المتعلقة بالأرمن ومن الطرف الآخر تزرع الحقد في قلب شعبها تجاه الشعوب الأخرى.
قليل من السلام
لحظة رواق -أخي المعلق جميل ، بفرض أن الأتراك كانوا قتلة و سفاحين كما تتفضل وتقول ، أليس من الأفضل و بعد زوال الظلم عن الأرمن حاليا بأن يتم تناسي مشاكل الماضي ؟ إذا أردت القياس فسأقول بأن مشاكلنا الأساسية مع الاسرائيلين تنبع من استمرار احتلال الأرض ، و تشريد الأهل ، و التضييق و التسوير على من تبقى ، و لكن في حال ذهبت كل تلك المعوقات فستطوى هذه الصفحة ، تماما كما أرجو أن تطوى الصفحة بين تركيا و أرمينيا ، تأمل في علاقات فرنسا و ألمانيا و سترى أني محق ..
والايزيدية ايضا
سرمد -الديانة الايزيدية في شمال العراق تعرضت الى ضلم الدولة العثمانية حيث ابيدت قراهم ومدنهم وقتل الالاف منهم نتيجة الدين والاكراه الديني فهل لهم من مطالب ..؟؟
الارمن هم السبب
السيد -الارمن نوع من المسيحيين المتشدديين ضد كل ماهواسلامي وكانوا مخلب قط ضد المسلميين على مر التاريخ ويوم شافوا بدايه الانهيار للاتراك ارتكبوا مذابح سكت عنها المنتصروون الحاليون لخدمة مخططاتهم المستقبليه ويوم رد الاتراك اقاموا الدنيا شوف بلبنان ولائهم لارميينيا مو للبنان
ارمينيا و التاريخ
فارس -ان رئيس ارمينيا لا يمثل االا من انتخبوه, فما فعله يرتقي الى درجة الخيانة العظمى لحقوق و مطالب الشعب الارمني في الوطن و المهجر.