واشنطن: استخدمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون دبلوماسية الهاتف الخليوي من سيارتها السوداء من نوع بي ام دبليو المتوقفة امام شاليه في منطقة الالب السويسرية لتجنب فشل الاتفاق التاريخي بين ارمينيا وتركيا في اللحظة الاخيرة السبت.

وقالت كلينتون في الطائرة التي اعادتها الى لندن quot;في عدة مرات اضطررت للقول لكل الاطراف المعنية +الامر مهم جدا ويجب ان يؤدي الى نتيجة، ولا يمكنكم العودة الى الوراء+quot;.

والسبت في زيوريخ ظهرت quot;صعوبةquot; في اللحظة الاخيرة ما ادى الى عرقلة التوقيع النهائي للاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد سنتين من المفاوضات الشاقة لتطبيع العلاقات بين البلدين ولفتح الحدود المشتركة، اثر عقد من العداء بسبب ذكرى المجازر وترحيل الارمن من قبل جيش السلطنة العثمانية.

وحوالى الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي (15,00 ت.غ) بدا كل شيء جاهزا. ووصل موكب كلينتون الى جامعة زيوريخ من اجل حفل التوقيع بين وزيري الخارجية الارمني ادوارد نالبنديان والتركي احمد داود اوغلو.

لكن الموكب عاد ادراجه. فقد امتنع نالبنديان عن توقيع الاتفاق بسبب القلق حول الخطاب المرتقب لنظيره التركي كما قال مسؤولون اميركيون في وقت لاحق.

وبدأت ثلاث ساعات من المفاوضات الشاقة.

وبعد محادثات اولى غير مثمرة في الفندق، اتصل مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الاوروبية والاوروبية-الاسيوية فيل غوردن بكلينتون في سيارتها التي كانت متوقفة خلف الفندق.

واجرت كلينتون عدة اتصالات عبر الهاتف الخليوي وتحدثت في الوقت نفسه مع رئيسي الوفدين كما قال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين رافضا الكشف عن اسمه.

وخرجت كلينتون وغوردن في نهاية المطاف من السيارة بعد ساعة. واتصلت وزيرة الخارجية بنالبنديان في الفندق واستدعته الى سيارتها لنقله الى الجامعة. وبهدف تجاوز العراقيل تقرر اخيرا عدم القاء اي خطاب.

لكن عند وصوله استغرق الامر 90 دقيقة اضافية لكي يقرر نالبنديان دخول القاعة التي ينظم فيها الحفل وتوقيع الاتفاق لكن الوجوم بدا على وجهه اثناء التوقيع فيما بدا نظيره التركي مبتسما.

واقرت كلينتون بان الامر كان صعبا جدا بالنسبة للوزير الارمني للتوقيع مشيرة الى الثقل التاريخي لهذا الموضوع والمعارضة السياسية في بلاده.

وقالت quot;كان لديه قلق شديد واراد التاكد من ان الناس يفهمون ذلكquot; مضيفة quot;لقد قلنا له انه ليس فقط نحن نتفهمه وانما نحن مدركون لمدى صعوبة الامر لكنه يجب ان يتمquot;.

واوضحت ان الوزير اتصل بالرئيس الارمني سيرج سركيسيان عدة مرات للتشاور معه.

وقال مسؤول اميركي كبير للصحافيين رافضا الكشف عن اسمه ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصل بكلينتون اثناء مغادرتها الى مطار زيوريخ. واضاف quot;لقد كان متحمسا جدا واعتبر ان ذلك يشكل خطوة كبرى الى الامامquot;.