حسابات الربح والخسارة بين تركيا وارمينيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يتطلع المراقبون الى الخطوات المقبلة بعد توقيع بروتكول تطبيع العلاقات بين تركيا وارمينيا بعد تعنت الاخيرة في اللحظات الاخيرة ما ادى الى تاجيل مراسم التوقيع ساعات والغاء الكلمات التى كان من المفترض ان يلقيها وزيرا خارجية البلدين ووزيرة الخارجية الاميركية واكتفت المراسم بكلمة مقتضبة القتها وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمىاري.
تركيا وأرمينيا توقعان على اتفاق لتطبيع العلاقاتزيورخ: اجمع بعض المتابعين لملف العلاقات التركية - الارمينية على ان التعنت الارمينى الذى ظهر فجأة يعود الى ضغوط تمارسها الجاليات الارمينية في المهجر لاسيما فى أوروبا والولايات المتحدة حيث يمثلون ذراعا قوية ساندت القضية الارمينية لعقود طويلة ووقفت دوما ضد الاهتمامات التركية الدولية.
ويرى ارمن المهجر حسب المراقبين ان البروتوكول الموقع عليه فى زيورخ يعفي تركيا من مسؤولياتها عما حدث للارمن ابان الحرب العالمية الاولى فالارمن يؤكدون ان قوات جيش الامبراطولية العثمانية ابادت مليونا ونصف المليون ارمينى عقابا لهم على تعاونهم مع قوات دول المحور وتسببوا فى هزيمة الجيش العثمانى و يطالبون بعدم التنازل عن اتهام تركيا بارتكاب تطهير عرقى وابادة جماعية متعمدة ضدهم.
في المقابل تعترف تركيا بمصرع 300 الف ارمينى فقط فى منطقة الاناضول ولكن ليس كعملية تطهير عرقى او استهدافهم بسبب انتمائهم الدينى وانما فى اتون تلك الحرب المستعرة التى اتت على الاخضر واليابس. وترى تركيا ان الاتفاقية الثانية التابعة لبروتوكول زيورخ بتشكيل لجنة تاريخية لدراسة الحقائق وتوضيح ما حدث للارمن استعدادا لفتح ملفات ارث الامبراطورية العثمانية وبادرة حسن النوايا للاعتراف بخطأ قد تثبته تلك اللجنة المشتركة.
فى حين يرى ارمن المهجر ان مجرد طرح هذا الملف للدراسة هو تشكيك غير مقبول ويطالبون بالاعتراف بان ما حدث لهم هو ابادة جماعية وضرورة اعتذار تركيا عنه. بل يذهب بعض المراقبين الى ان ارمن المهجر سيخسرون حضورهم السياسي في اوروبا والولايات المتحدة اذا ما استقرت العلاقات بين ارمينيا وتركيا ولذا يريدون ابقاء هذا الملف مفتوحا بشكل دائم على اجندة الاحداث الدولية وتحريكه وقت اللزوم للضغط على تركيا دائما.
في المقابل اعرب المراقبون عن ثقتهم بان ارمينيا ستضرر اقتصاديا كثيرا اذا وقفت المعارضة فى وجه هذا البروتوكول لاسيما ان الاتفاقية الاولى منه تنص على فتح الحدود مع تركيا وهو ما سيسهل عملية التبادل التجارة وسيساهم فى انعاش الحركة الاقتصادية للبلاد لتخرج من ازماتها الاقتصادية المتتالية كما ستستفيد ارمينيا من علاقات تركيا الجيدة مع جمهوريات آسيا الوسطى الاقتصادية اذ ليس من المستبعد ان تمر اغلب المعاملات التجارية عبر اراضيها.
ويجمع المحللون لوكالة الانباء الكويتية على ان تركيا هي الرابح الاكبر من هذا البروتوكول فمن ناحية اثبتت انقرة للغرب مرونة في التعامل مع ادق الملفات حساسية وحرصها على الاستقرار فى المنطقة وتطبيع علاقات حسنة مع دول الجوار ويمكن لتركيا ان تستفيد من تلك الصورة الايجابية لزيادة فرص احتمالات قبولها عضوا بالاتحاد الاوروبى.
ومن ناحية اخرى سيسمح تطبيع العلاقات الكامل بين انقرة وايرفان بمزيد من التقارب الاقتصادى مع دول آسيا الوسطى الغنية بالثروات الطبيعية وستعزز مكانتها سياسيا بين دول المنطقة وهو مكسب سيكسبها ثقلا سياسيا اقليميا ودوليا
مصدر دبلوماسي ارمني: مسالة "الابادة" كانت وراء تاخر توقيع الاتفاق مع تركيا
من جهة أخرى، اعلن مصدر دبلوماسي ارمني الاحد ان مسالة المجازر بحق الارمن التي تعتبرها ارمينيا "ابادة" كانت وراء تاخر توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين ارمينيا وتركيا، وقال الدبلوماسي الرفيع المستوى لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه ان "الاعتراضات من الجانب الارمني كانت على علاقة بصيغ غير مقبولة بخصوص عملية الاعتراف بالابادة الارمنية كانت واردة في البيان التركي".
واضاف الدبلوماسي "بعد مفاوضات طويلة وصعبة تمكن الجانب الارمني من تعديل النص".
الصحافة التركية ترحب بالاتفاقية
رحبت الصحافة التركية الاحد بتوقيع الاتفاقات الهادفة لتطبيع العلاقات بين تركيا وارمينيا واعتبرتها خطوة تاريخية لكنها حذرت من ان متابعة هذه الطريق ستكون مليئة بالعراقيل.
وعنونت صحيفتا "راديكال" الليبرالية و"يني سافاك" الموالية للحكومة على صفحتهما الاولى "توقيع تاريخي" فيما كتبت صحيفة "صباح" الواسعة الانتشار "السلام تجاوز الازمة" في اشارة الى مفاوضات الثلاث ساعات الاخيرة التي سبقت توقيع الاتفاقات السبت.
وكتب فهمي كورو في صحيفة "يني سافاك" ان "بابا فتح بشكل طفيف لحل مشكلة كنا نعتقد انها غير قابلة للحل طالما ان جذورها غارقة بشكل عميق في التاريخ (...) يمكن ان يكون لدينا الامل".
لكن العديد من الصعوبات لا تزال تنتظر العاصمتين على طريق التقارب بدءا بالمصادقة على بروتوكولات من قبل برلماني البلدين كما رأى العديد من كاتبي الافتتاحيات.
واعتبر اولكو كاكيروزر "من جانب البرلمان الارمني فان العقبة الاساسية هي ان الحكومة لن تحصل على الموافقة بدون اعطاء ضمانات بان نظرية الابادة لن تضعف".وكتب مراد يتكين في صحيفة "راديكال" "الجميع يعلم ان تمرير البروتوكولات امام البرلمان التركي مرتبط باتفاق مع ارمينيا حول مستقبل ناغورني قره باخ".
وحدها صحيفة "يني كاغ" القومية نددت بالاتفاقات ووصفتها بانها "استسلام لارمينيا" تم الحصول عليه "تحت ضغط الولايات المتحدة".