إنطلاق الجولة الثانية لحسم منصب نقيب الصحافيين المصريين

وسط حالة من الغموض حول نتائج المعركة الانتخابية لصحافيي مصر في جولتها الثانية، وبعد أن أسفرت الجولة الأولى عن فشل كافة المرشحين في الحصول على 50 في المئة زائد واحد من عدد الأصوات التي أدلى بها أعضاء الجمعية العمومية، يحسم الصحافيون المصريون يوم الاحد واحدة من أكثر عمليات الاقتراع إثارة للجدل، باختيار نقيب جديد لهم من بين مرشحين اثنين هما: النقيب المنتهية ولايته مكرم محمد أحمد، وضياء رشون الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية .

القاهرة: مساء الأحد الماضي أعلن رئيس محكمة جنوب القاهرة ورئيس اللجنة المشرفة على انتخابات النقابات المهنية، المستشار محمد السيد، إعادة الانتخابات على المنصب لعدم حصول أي من المرشحين على نسبة 50 في المئة + 1 من مجمل الأصوات الصحيحة، حيث حصل مكرم على 1497 صوتًا مقابل حصول رشوان على 1458 صوتًا. ويبلغ عدد أعضاء الجمعية العمومية المسدّدين لاشتراكات النقابة الذين لهم حق التصويت في الانتخابات 5416 عضوًا يتوزعون على 20 لجنة انتخابية في مقر النقابة بالقاهرة، فيما يبلغ عدد الأعضاء في الإسكندرية 109 أعضاء يدلون بأصواتهم في لجنة انتخابية واحدة .

وتدور برامج المرشحين على اختلافهم حول قضايا مزمنة في المجتمع الصحافي تشمل ضعف أجور أغلبية الصحافيين وضعف قدرتهم على تملك مساكن مناسبة وانخفاض أجور التقاعد من النقابة، التي تضم جداول القيد فيها ما يقرب من ستة الاف صحافي لهم حق الاقتراع . وثمة من يرى أن معركة نقابة الصحافيين المصريين تعتبر بمثابة "بروفة مصغّرة" لمعركة الانتخابات التشريعية والرئاسية التي سيخوضها المصريون في العامين المقبلين، كما تعكس حجم الخلافات الحادة بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين التي ينظر إليها باعتبارها كبرى الجماعات المناوئة للنظام الحاكم .

معركة مشروعين
ويعمل كل

من رشوان ومكرم محمد أحمد في مؤسسة الأهرام الصحافية التي تملكها الدولة، غير أن الأخير عاد إليها بعد انهاء خدمته في منصب رئيس مجلس ادارة مؤسسة "دار الهلال" ورئيس تحرير مجلة المصور التي تصدر عن الدار المملوكة أيضا لمجلس الشورى . ويقول في بياناته الانتخابية إنه "ملتزم بالعمل على انهاء العمل بعقوبة الحبس في جرائم الرأي مع الجمعية العمومية (للنقابة) ومؤسسات المجتمع المدني ومن خلال الحوار مع الدولة"، بينما لم يكن للمنافس رشوان سوى شعارات "النزاهة واسترداد النقابة من قبضة الحكومة التي طالما هيمنت عليها عبر مرشحيها"، وهو ما عبّر عنه لحظة إعلان النتيجة حين دعا لاستمرار حالة الاستنفار، الأحد القادم، للحصول على استقلال النقابة وتحقيق التغيير .

وتصف بعض الصحف المحلية رشوان بأنه مرشح الشباب مقابل مكرم الذي ينتمي لجيل من الصحافيين سيطر على المنصب طويلا، فإن جماعة الإخوان المسلمين تبدي تأييدًا لرشوان، وينتمي للجماعة مئات الصحافيين في مصر، ويسود اعتقاد واسع بأن غالبيتهم ستنتخب رشوان، كما حدث في الجولة الأولى . ويعمل رشوان باحثاً في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الاهرام الصحافية التي يملكها مجلس الشورى الذي يهيمن عليه الحزب الوطني (الحاكم)، غير أنه ينشر العديد من المقالات في صحف مستقلة ضد ما يتردد على نحو واسع حول انتقال السلطة إلى جمال مبارك (45 عاما)، لكنه قال قبل أيام إن آراءه السياسية لن يكون لها أي انعكاس على ممارسة صلاحياته اذا انتخب نقيبًا للصحافيين .

وخلال الأيام القليلة الماضية تمكن مكرم من التوصل إلى اتفاق مع محرري صحيفة ldquo;الشعبrdquo; المغلقة لإنهاء إضرابهم عن الطعام، بعدما اتفاق مع سلطات الدولة على إنهاء أزمتهم وإعادة فتح ملف التأمينات الاجتماعية للصحيفة وتسوية رواتبهم وتوزيعهم على الصحف القومية . وتحت ضغوط الصحافيين من شتى الاتجاهات السياسية والمشارب الفكرية، ألغت الحكومة قبل سنوات مضت مواد عدّة في قانون العقوبات كانت تجيز الحبس في قضايا النشر، لكن موادًا أخرى ظلت باقية في القانون وقوانين أخرى سارية، كما غلظت أيضًا التعديلات التي ألغت المواد التي تجيز الحبس عقوبة الغرامة، والتي يقول صحافيون انها يمكن أن تنتهي بحبس الصحافيين الذين يعجزون عن سدادها .