أخبار

أوباما يزور تركيا مبكرا للإستفادة من دورها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن بوست: ليشكل أوباما لجنة تحقيق عن السجناء بيروت: يوفر الرئيس الأميركي باراك أوباما فرصة للإستفادة بأقصى ما يمكن من دور تركيا في منطقة الشرق الأوسط الأوسع وذلك ببساطة بالذهاب إلى هناك في وقت مبكر جدا من رئاسته. ولا تحتفظ تركيا العضو بحلف شمال الاطلسي بحلول سحرية ولكن بوسعها ان تساعد الولايات المتحدة في مواجهات وصراعات تمتد من اسرائيل الى افغانستان عبر سوريا والعراق وايران ومن قبرص الى القوقاز.

والزيارة التي يقوم بها اوباما من الخامس وحتى السابع من ابريل نيسان تعد موافقة للوضع الاقليمي لتركيا وقوتها الاقتصادية واتصالاتها الدبلوماسية التي لا مثيل لها ووضعها كديمقراطية اسلامية علمانية تتسع للاسلام السياسي. وقال فيليب روبينز وهو خبير في شؤون الشرق الاوسط في جامعة اوكسفورد "انها قطعة رمزية من الدبلوماسية العامة في وقت ربما لا يشهد ازمة ولكن غموضا كبيرا في العلاقات التركية الاميركية."

ولن تكون تركيا المكان الذي وعد اوباما ان يوجه فيه كلمة رئيسية في عاصمة اسلامية ولكن لورنس كورب وهو زميل كبير في مركز التقدم الاميركي قال ان توقفه هناك مازال وسيلة للتشديد على رسالته بالوصول الى المسلمين. وربما يثير اوباما نوايا طيبة من نفس النوع الذي احدثه الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون عندما زار تركيا في 1999 ولكنه يجازف بتبديد كل ذلك اذا استخدم مرة اخرى كلمة ابادة جماعية لوصف مصير الارمن في الدولة العثمانية في 1915 . وقال روبنز "مع السيطرة على حزب العمال الكردستاني في العراق وعدم مواجهة الامريكيين ايران على الاقل في الوقت الحالي فان القضية الارمنية هي اصعب القضايا."

وتعهد اوباما خلال حملته الانتخابية بوصف عمليات قتل الارمن بأنها ابادة جماعية وتم طرح مشروع قرار لتوصيفها في مجلس النواب الاميركي الاسبوع الماضي. واقر مشروع قرار مماثل قبل عامين في لجنة ولكنه استبعد بعد أن نددت به تركيا بوصفه "اهانة" ولمحت الى وقف الدعم اللوجيستي للحرب الاميركية في العراق. وتقبل تركيا بأن الاتراك العثمانيين قتلوا ارمن مسيحيين كثيرين خلال الحرب العالمية الاولى ولكنها تنفي ان ما يصل الى 1.5 مليون شخص ماتوا نتيجة لابادة جماعية منظمة.

ومن المفارقات ان تركيا وارمينيا لم تكونا قريبتين الى هذا الحد ابدا من تطبيع علاقاتهما واعادة فتح الحدود. ويجادل اومير تاسبينار وهو زميل في معهد بروكنجز بأن التعجيل بهذه العملية قد يحل مشكلة اوباما. وكتب يقول ان "هذا هو ما يحتاجه الرئيس اوباما تماما."

واذا تسنى حل القضية الارمنية بالحيلة والدهاء فان اوباما سيكسب تماما من اعادة تنشيط العلاقات الامريكية التركية ولاسيما في الوقت الذي يقوم بمبادرات تجاه خصوم مثل ايران وسوريا. وارسل اوباما بالفعل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومبعوثه للشرق الاوسط جورج ميتشيل في زيارتين لانقرة. وقال كريم مقدسي بالجامعة الامريكية ببيروت ان "تركيا تلعب دورا محوريا في هذه المنطقة. "اذا كنتم ستسيرون في طريق التعاون والحوار هذا فان الدول التي لها قنوات مفتوحة مثل تركيا هي الدول التي تريدون اجراء محادثات معها."

ولتركيا التي لم تكن على وفاق مع كثير من جيرانها علاقات الان تتجاوز التصدعات في الشرق الاوسط وابعد من ذلك. وقال هيغ بوب وهو محلل بالمجموعة الدولية للأزمات "من سواها يمكن ان يذهب الى موسكو وتفليس والى طهران وتل ابيب؟ ومن سواها يستطيع التحدث الى حماس في دمشق وايضا للمصريين وله علاقات طيبة مع السعوديين علاوة على ذلك؟"

وتأثرت العلاقات الاميركية التركية بشكل بالغ في عام 2003 عندما عارضت تركيا غزو العراق وتظهر استطلاعات الرأي ان معظم الاتراك مازالوا معادين لواشنطن ولكن ادارة الرئيس السابق جورج بوش بدأت في اصلاح الضرر بعد ذلك بخمسة اعوام. وقال بوب "الولايات المتحدة تتعاون الان مع تركيا بشأن العراق ولهذا نتائج مدهشة" مشيرا الى عدم وجود اشتباك ضخم منذ عدة اشهر بين القوات التركية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني الانفصالي والذين لهم قواعد في شمال العراق.

وتعد تركيا مهمة لواشنطن بوصفها مركزا للامداد والتموين للقوات الاميركية التي تستعد لزيادة وجودها في افغانستان وتقليص عددها في العراق. ولتركيا مصالحها الخاصة في الامن الاقليمي. وقال مسؤول غربي في انقرة "اتساع العلاقات والمشاركة التركية كبيران" مشيرا الى الوساطة التركية بين سوريا واسرائيل من بين امثلة اخرى. "الولايات المتحدة تعمل عن كثب على اقتسام معلومات المخابرات ضد حزب العمال الكردستاني وتدعم الاتصالات بين تركيا والحكومة الاقليمية الكردية."

واصبح الرئيس التركي عبد الله جول هذا الاسبوع اول رئيس تركي يزور العراق منذ اكثر من 30 عاما. واستمع الى كلمات صارمة ضد حزب العمال الكردستاني من الرئيس العراقي جلال الطالباني واشار الى قبول تركيا المتزايد للحكم الذاتي الذي يتمتع به الاكراد العراقيون.

وقال ستيفن فلاناجان نائب الرئيس في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان الولايات المتحدة رحبت باستعداد تركيا المعلن للقيام بدور اكبر في وسط اسيا والمساعدة بشكل اكبر في افغانستان حيث يوجد لها اكثر من 800 جندي لا يقومون بمهام قتالية. واضاف "تركيا ستريد الاستماع إلى المزيد بشأن خطط الانسحاب الاميركي من العراق."

واعلنت تركيا هذا الشهر انها ستفكر في الوساطة بين ايران والولايات المتحدة على الرغم من اعلان الرئيس الايراني محمود احمدي نجادي في وقت لاحق انه لا توجد حاجة لذلك.
ومع التغير المتواصل في العلاقات الاميركية الايرانية - بعد ان اثار عرض اوباما بتحسين العلاقات هذا الاسبوع طلبا ايرانيا باجراء تغييرات في السياسة الاميركية - تثمن واشنطن مقترحات تركيا بشأن جارتها. وقال المسؤول الغربي في انقرة "يريد الرئيس قبل ان يتخذ اي خطوات الاستماع للاتراك."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف