الناتو قرر مواصلة الحوار مع روسيا رغم الخلاف معها

هل سيكون العالم أقل أمناً دون الناتو؟

أوباما يشيد بمحادثاتها مع زعماء العالم في أوروبا

جرحى في صدامات عنيفة اثناء تظاهرة مناهضة للناتو

وريثة قائد حلف وارسو قد تنضم إلى عدوه التقليدي

ستراسبورغ:اكد قادة حلف شمال الاطلسي في ختام قمتهم السبت في ستراسبورغ (شرق فرنسا) على الاهمية التي يعلقونها على الحوار والتعاون مع روسيا، رغم تراكم الخلافات بين الطرفين منذ عام.

وشكلت العلاقات الاطلسية-الروسية والوضع في افغانستان الموضوعين الرئيسيين على جدول اعمال قمة حلف شمال الاطلسي التي عقدت الجمعة والسبت في ستراسبورغ وبادن بادن (غرب المانيا)، كما اتى البيان الختامي للقمة مرارا على الاشارة الى موسكو.

وشدد رؤساء دول وحكومات الحلف ال28 في بيانهم الختامي على "وجود مصالح مشتركة في المجال الامني بين حلف شمال الاطلسي وروسيا"، بدءا ب"ارساء الاستقرار في افغانستان" ومرورا ب"مكافحة الارهاب والمخدرات والقرصنة" ووصولا الى "نزع الاسلحة ومنع الانتشار" النووي.

وبعد مرور ستة اشهر على تعليق اعماله اثر الحرب الروسية-الجورجية في آب/اغسطس الفائت، سيستأنف مجلس الحلف الاطلسي-روسيا اجتماعاته في الاسابيع المقبلة.

ويتناغم هذا الموقف مع رغبة واشنطن في اعادة اطلاق علاقاتها مع موسكو "من الصفر"، بعدما شاب التوتر هذه العلاقات خلال السنوات الماضية.

غير ان البيان الختامي لقمة الاطلسي اعرب ايضا عن اسفه لان تكون العلاقات الاطلسية-الروسية قد شهدت منذ قمة الاطلسي السابقة في بوخارست في نيسان/ابريل 2008 "خلافات عميقة في مجال الحوار والتعاون مع روسيا"، كتجميد موسكو معاهدة القوات التقليدية في اوروبا والحرب في جورجيا.

وردا على طلب الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف اعادة بناء اسس الامن في منطقة اوروبا-الاطلسي، ابدى قادة الحلف "انفتاحهم على حوار" بهذا الشأن مع موسكو. الا انهم جددوا التأكيد على ان منظمة الامن والتعاون في اوروبا تشكل الاطار الانسب للحوار في هذا المجال رافضين التشكيك بقدرات هيئات حل النزاع وارساء السلام الموجودة حاليا والمنبثقة من الحرب الباردة.

هاربر

من جانبه اعتبر رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر السبت ان مصالحة فعلية بين حلف شمال الاطلسي وروسيا تستدعي خطوات من جانب موسكو، خصوصا في ما يتصل باعلان تحليق مقاتلات استراتيجية روسية.

وقال هاربر اثر قمة الحلف الاطلسي "آمل تحقيق مصالحة، ولكن من اجل مصالحة فعلية في رأينا، نحتاج الى خطوات مصالحة حقيقية ايضا من جانب الروس في عدد من المجالات حيث تشكل تحركاتهم مصدر قلق بالنسبة الينا".

ولم يحدد رئيس الوزراء ماهية الخطوات التي ينتظرها من موسكو، لكنه لفت تحديدا الى قلق كندي حيال رفض موسكو القيام باعلان مسبق عن تحليق مقاتلاتها الاستراتيجية في جوار الاراضي الكندية في القطب الشمالي.

ودانت الحكومة الكندية مرارا ما اعتبرته "توغلا" للمقاتلات الروسية. واعلنت في شباط/فبراير الفائت ان مقاتلات كندية انطلقت لاعتراض طائرة روسية كانت تقترب من المجال الجوي الكندي.

وعلى صعيد التقارب بين الحلف الاطلسي وروسيا في ضوء انقطاع الحوار بينهما العام الفائت اثر النزاع في جورجيا، قال هاربر "لا ارى تناقضا بين التعامل مع روسيا واظهار حزم كبير عند الحاجة والتعبير بوضوح عن استيائنا".

ومن ضمن مصادر القلق الذي يثيره موقف موسكو، توقف هاربر عند "خطوات معينة (من جانب روسيا) في القوقاز ورد فعل الدول المجاورة".

واضاف ان كندا لا تزال تدعم انضمام اوكرانيا وجورجيا الى الحلف الاطلسي، مع اقرارها بان هذا الموضوع يطرح مشكلات.