تراجع التراشق الإعلامي بين حماس والسلطة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عقدة إسمها إعادة بِناء قوّات الأمن الفلسطينية رام الله: تراجع التراشق الإعلامي بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية في الآونة الأخيرة، في ما إعتبره محللون مؤشرا على إمكانية التوصل إلى إتفاق قريب رغم التباعد في المواقف السياسية للطرفين. ونشر موقع المركز الفلسطيني للاعلام الالكتروني القريب من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الثلاثاء صورة لرسومات على جدران لقلب يخرج منه سهمان، الاول يشير الى حركة فتح والثاني الى حماس، تعبيرا عن الحب في حين ان هذا الموقع كان دائم الهجوم على حركة فتح والسلطة الفلسطينية.
بالمقابل خلا الشريط الاخباري في تلفزيون فلسطين التابع للسلطة الفلسطينية من اي اخبار هجومية على حركة حماس، خلافا للاشهر الماضية. وقال روهام نمري مسؤول وحدة الرصد الاعلامي في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار التي تراسها النائبة حنان عشراوي "بدأنا نرصد تراجعا واضحا في حدة التراشق الاعلامي بين حركتي فتح وحماس، وبين حماس والسلطة الفلسطينية". واضاف "بداية التحول كانت عقب الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة، وارتفعت وتيرة التراجع عقب بدء جلسات الحوار في القاهرة".
وتابع نمري "لاحظنا هذا التراجع ليس فقط في وسائل الاعلام التابعة لحركة حماس او فتح، وانما ايضا في لغة وسائل الاعلام المحلية عامة في الضفة الغربية، بحيث ان المصطلحات التي كانت هذه الوسائل تستخدمها سابقا بخاصة ضد حركة حماس، تراجعت كثيرا". واستضافت قناة الاقصى التابعة لحركة حماس، مساء الثلاثاء رئيس لجنة الافتاء الشرعي في الجامعة الاسلامية في غزة رمضان الزيان حيث كان محور الحوار نبذ الحقد وتبني التسامح.
ويجري مبعوثان من حركة فتح، ارسلهما الرئيس محمود عباس من رام الله الى غزة، مباحثات مع قادة حركة حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى بغرض البحث عن امكانية التوصل الى اتفاق. ووصل القياديان في حركة فتح عبد الله الافرنجي عضو اللجنة المركزية للحركة ومروان عبد الحميد مستشار الرئيس عباس لشؤون التنمية والاعمار الى غزة الثلاثاء.
وقالت حماس عبر موقعها الالكتروني ان هذه الزيارة "تمت بالتنسيق المسبق مع حركة حماس". وقال رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة" التابعة للسلطة الفلسطينية والتي تصدر في رام الله، حافظ البرغوثي ان "حدة التراشق الاعلامي خفت خلال الفترة القليلة الماضية، لكنها لم تنقطع تماما".
والتقى قياديون من حركتي حماس وفتح والفصائل الفلسطينية في القاهرة بداية اذار/مارس الماضي، بهدف التوصل الى اتفاق فلسطيني داخلي ينهي حالة الانقسام، حيث اتفق ممثلو الفصائل الفلسطينية حينها على وقف التحريض الاعلامي. وقال البرغوثي" يجب ان يتم تحسين لغة التخاطب الاعلامي، لان انحطاطها واستخدام لغة شوارع والاتهامات المجانية المتبادلة، لن تسمح بامكانية الجلوس مع بعضهم البعض في المستقبل". واضاف "لا يوجد منطق يقول ان تتهم شخص بالخيانة والعمالة اليوم، وتجلس معه في الحوار يوم غد، لذلك فان التراشق والتحريض الاعلامي المتبادل يجب ان يتوقف".
ورغم جولتين من الحوار في القاهرة برعاية مصر لا تزال هناك خلافات بين حركتي فتح وحماس خصوصا في ما يتعلق ببرنامج الحكومة والنظام الانتخابي. وقال هاني المصري، وهو كاتب ويدير مركز للدراسات الاعلامية، بان الطرفين فتح وحماس "باتا يدركان ان الكل الفلسطيني يعيش في ازمة واحدة". واضاف "ان التراجع في التراشق الاعلامي ما بين الطرفين، ناجم عن الازمة التي يعيشها الطرفان، سواء حماس في غزة او فتح في الضفة الغربية". وتابع "هناك من يكابر، لكن الاغلبية في فتح وحماس يدركون بانه لم يعد امامهم الا توحيد الصفوف لان الوضع الفلسطيني كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
واشار المصري الى ان تراجع التراشق الاعلامي انما هو "تعبير عن الشعور العام في فتح وحماس بفداحة استمرار الانقسام ، وهذا ما يفسر الجو الودي الذي بات يظهر بين الجانبين".