مؤشرات بتوجيه إتهامات قضائية لنصرالله

التحقيقات في خلية حزب الله تكشف تفاصيل مثيرة وتشعل الجدل
مؤشرات بتوجيه اتهامات قضائية لنصرالله ومحاكمته في مصرإسرائيل تبتسم وتراقب بارتياح الأزمة المصرية مع حزب الله
إيران: الضجة حول حزب الله تهدف إلى التأثير على الانتخابات النيابية في لبنان صحيفة: خلية حزب الله في مصر كانت تخطط لمهاجمة أهداف إسرائيلية إنقسام لبناني بين إتهامات مصر وجواب نصرالله

الأمن القومى فوق كل اعتبار والقضية نقطة سوداء في ثوب حزب الله
الشارع المصري منقسم بشأن تصريحات حسن نصر الله

حكوميون لـ "إيلاف": أمين عام حزب الله سقط في شر أعماله

الإخوان لـ إيلاف : قضية كوادر حزب الله أبعادها سياسية

مصادر: الأزمة بين مصر وحزب الله تؤثر على سوريا

السعودية تحض اللبنانيين على عدم التوتر ومصادر مصرية تعتبر إتهامات حزب الله مفتعلة

نبيل شرف الدين من القاهرة، وكالات: وسط أجواء من الجدل المحتدم في مصر، ومظاهر الاهتمام وردود الفعل المتباينة حول ما كشف عنه مؤخراً بشأن ما بات يصطلح على تسميته بخلية "حزب الله"، تتواصل التحقيقات في قضية تلك المجموعة التي اتهمتها السلطات المصرية بالعمل لصالح "حزب الله" اللبناني، وتشير أحدث الأنباء في هذا الصدد إلى أن النائب العام المصري تلقى بلاغات من محامين تطالبه بتحريك الدعوى الجنائية ضد حسن نصرالله، أمين عام الحزب اللبناني، بتهم التحريض ومساعدة المتهمين في تلك الخلية، وهو الأمر الذي توقعت معه دوائر مقربة من السلطة أن يستجيب له النائب العام في مرحلة لاحقة بعد انتهاء التحقيقات، وقد يوجه بالفعل اتهامات قضائية إلى نصرالله يحاكم بموجبها غيابياً أمام القضاء المصري .
وكشفت التحقيقات التي تجريها نيابة أمن الدولة العليا في مصر بأن المتهمين في تلك القضية كانوا يتألفون من أربع مجموعات يديرهم جميعاً قيادي بارز في حزب الله، وأن هذا القيادي زار مصر بأوراق مزورة، والتقى عدداً محدوداً من قادة تلك الخلية التي تتهمها السلطات المصرية بالعمالة لحزب الله .
أما ميدانيا فقال مصدر أمني مصري، إنه تم اتخاذ إجراءات مشددة في عدة مناطق بسيناء، بحثاً عن عناصر يشتبه في علاقتها بتنظيم "حزب الله" الذي تم ضبطه مؤخراً، لافتاً إلى أن هذه الإجراءات تأتي ضمن سلسلة تدابير اتخذت بعد خطاب حسن نصرالله الأخير، الذي انتقد فيه النظام المصري عقب الإعلان عن ضبط تنظيم يتبع حزب الله بتهمة الإعداد لتنفيذ عمليات تخريبية في البلاد .
ومضى ذات المصدر المصري قائلاً "إن المتهمين الذين ألقي القبض عليهم قبل تنفيذهم عمليات تخريبية لمصلحة حزب الله، أكدوا مسؤولية قيادات الحزب عن التورّط في المخطط الذي كان يشرف عليه مسؤول جهاز استخبارات الحزب، وأضاف أن المتهمين، المنتمين إلى أربع دول عربية، دخلوا إلى مصر بطرق غير شرعية واستخدموا جوازات سفر مزوّرة وأسماء حركية بهدف تضليل أجهزة الأمن .
لكن في المقابل فإن عددا من ممثلي قوى المعارضة في مصر يرون أن القضية سياسية بالدرجة الأولى وليست أمنية، وهنا يتوقع حمدين صباحي رئيس حزب "الكرامة" القومي العربي، أن تنتهي هذه القضية إلى لا شئ على الصعيد القانوني، "استناداً إلى ما جرى في عدة وقائع مماثلة شهدتها مصر من قبل وفي ظروف توتر سياسي مشابهة"، على حد تعبيره . مفاجآت التحقيقات
أما في تفاصيل التحقيقات فقد سرب مصدر قضائي أنباء مفادها أن المتهمين في خلية حزب الله ألقي القبض عليهم قبل تنفيذهم عمليات تخريبية، واعترفوا بمسؤولية قيادات الحزب عن تدبيرّ هذا المخطط، ولفت المصدر إلى أن المتهمين اعترفوا بأن مسؤول جهاز استخبارات الحزب كان يشرف على هذه الخلية
ووفقاً لأوراق القضية فإن التحقيقات فيها تشير إلى أن الخلية الأولى كان يرأسها اللبناني، وكان يشرف أيضاً على بقية المجموعات، أما الثانية فكانت تضم فلسطينيين ولبنانيين مكلفين بالإشراف على تنفيذ العمليات التخريبية التي تتحدث عنها السلطات، وذلك من خلال نقل التكليفات وشرحها لمجموعة التنفيذ .
أما تضم المجموعة الثالثة فتضم فلسطينيين ومصريين كانت مهمتهم تنفيذ تلك العمليات، وتبقى المجموعة الرابعة وهي من المصريين، وتشير التحريات التي أجرتها أجهزة الأمن إلى أن أفراد تلك المجموعة ربما لم يعلموا بتفاصيل المخطط الذي كانوا جزءًا منه، لكن مهمتهم انحصرت في إنهاء الإجراءات مثل الإجراءات والاتصالات، فضلاً عن توفير المجموعة بالمستندات المزورة، وغير ذلك من صور الدعم اللوجيستي، التي رأت معها المصادر الأمنية أنها لا تعني بالضرورة علم هذه المجموعة بالأهداف الحقيقية
وأشار ذات المصدر إلى أن خطة الخلية اعتمدت على إرسال العناصر على دفعات، لتكون جاهزة لتنفيذ عملياتها في الموعد المحدّد، وأوضح أن عدداً من اللبنانيين من نشطاء "حزب الله"، وآخرين من الفلسطينيين تمكنوا من دخول مصر عن طريق الأنفاق بين مصر وقطاع غزة، وأن قيادياً بحزب الله يدعى محمد قبلان أقام في مصر بين عامي 2007 ، و2008 لاستقطاب العناصر للخلية، وأن الحزب دفع مرة أخرى بقيادي يدعى محمد يوسف منصور، الذي كان يستخدم اسما حركيا هو "أبو يوسف"، وهو من الضاحية الجنوبية لبيروت، وكان معه جواز سفر مزوّر استخدمه في دخول البلاد ومغادرتها .
وفي جانب آخر من المشهد تقدم المحامي سمير الششتاوي، ببلاغ إلى النائب العام يطالب فيه بإدراج حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، كمتهم رئيسي في القضية التي تحققها نيابة أمن الدولة العليا، باعتباره شريكاً للمتهمين بالاتفاق والتحريض والمساعدة، وطالب المحامي باستدعاء المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين للتحقيق معه في التصريحات التي تشكك في سلامة الإجراءات القضائية، ومنعه من الإدلاء بما وصفه بالتصريحات المعادية للمصالح المصرية العليا .
ووفقاً لمصادر رسمية مصرية فقد نجحت الخلية في تجنيدrlm;12rlm; مصرياًrlm;,rlm; أما باقي المتهمين السبعة والثلاثينrlm; فهم من أربع دول عربية وهيrlm;:rlm; لبنانrlm;,rlm; سورية, والسودانrlm;,rlm; والأراضي الفلسطينية,rlm; وجميعهم دخلوا مصر بجوازات سفر وأوراق مزورةrlm;,rlm; وانتحال أسماء أخرى، وضبطت لديهم كميات كبيرة من المبالغ النقدية تجاوزت مليوني دولار أميركي، خلافاً للسيارات والمواد المتفجرة والمجهزة للاستخدام في عملياتهم التي أحبطت بالقبض عليهم، كما تقول المصادر الحكومية المصرية وتسربه من معلومات متداولة إعلامياً . جدل واسعمن جهة ثانية أثارت قضية التنظيم التابع لحزب الله الذي أعلنت السلطات المصرية عن ضبطه قبل أيام، وخطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي أقر فيه بانتماء المتهم الرئيسي بالتنظيم إلى حزب الله، جدلا واسعاً، فبينما أثنى البعض في مصر على موقف نصر الله، متهمين السلطات بتلفيق القضية للمتهمين، قال آخرون إن هذا التنظيم يدخل في نطاق قضايا التجسس ( لو صحت الاتهامات الموجهة إليه ) ، مؤكدين أن المصريين " ليسوا في حاجة لمن يعلّمهم دورهم الوطني ". الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع المعارض شن هجوماً شديداً على حسن نصر الله قائلا لـ"الشرق الأوسط" "نصر الله لا يستطيع أن يفعل ما قال إنه مساعدة للفلسطينيين في سورية أو لبنان أو في أي بلد آخر". ورفض جورج إسحاق المنسق العام المساعد للحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" كل ما جاء في خطاب نصر الله، قائلا "سبق أن رددنا على خطاب نصر الله أيام الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة وقلنا إننا لسنا بحاجة إلى من يعلمنا دورنا الوطني، والآن نحن في حركة كفاية نشدد على هذا المعنى مرة أخرى". فيما رفض محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين"، المؤيدة لمواقف نصر الله في الحرب الأخيرة على غزة، التعليق على الأمر، مكتفياً بالقول "كلام حسن نصر الله مضبوط بنسبة 100%". من جهته، اتهم محمد الدريني رئيس المجلس الأعلى لآل البيت (تجمع الشيعة في مصر) وزارة الداخلية المصرية بتعمد استهداف الشيعة في مصر، ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بهم. وقال الدريني "التنظيم الذي أعلنت السلطات المصرية عن ضبطه لا يوجد به شيعي واحد ورغم ذلك وُجهت له تهمة نشر الفكر الشيعي، دون أن يشير أحد إلى ضبط منشورات أو كتب أو مطبوعات تحمل الفكر الشيعي، هل كانوا ينشرون الفكر الشيعي شفاهة؟". وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال مساء الجمعة رداً على الاتهمات المصرية إن المواطن اللبناني سامي شهاب الذي اعتقل في مصر هو عضو في الحزب، وانه كان يهتم "بتأمين حاجات لوجستية للمقاومة في غزة". وقال إن كل ما ورد في الاتهامات المصرية "لا أساس له من الصحة"، نافياً بشكل قاطع أية نية لدى الحزب باستهداف المصالح المصرية. وشدّد نصر الله على أنه لا يريد العداء مع اي نظام عربي لاسياسياً ولا عسكرياً او امنياً، وان حزب الله هو حزب لبناني قيادة وقاعدة وليس لديه فروع في اي مكان. عائلات معتقلين في مصر: كلام نصر الله يضر بأبناءنا الى ذلك انتقدت عائلات معتقلين فلسطينيين ومصريين تحدثت إليهم "الشرق الأوسط" خطاب حسن نصر الله وأجرت "الشرق الأوسط" اتصالات بعدد من ذوي المتهمين الفلسطينيين والمصريين في قضية تنظيم حزب الله في مصر، ورووا قصصاً عن ذويهم المتهمين، قائلين إنهم لا يعرفون طبيعة التهم الموجهة إليهم، وإن خطاب حسن نصر الله بخصوص القضية، ليس في صالح أبنائهم الذين قالوا إنهم لا علاقة لهم بحزب الله. وقالت والدة المتهم في القضية، إيهاب عبد الهادي القليوبي، إن ابنها، وهو مصري من مواليد 1979، يعمل عامل بناء في العريش، كان يصلي العشاء، وجاءت سيارة من مباحث أمن الدولة وصعد الضباط للبيت، وأخذوا (القرص الصلب) من الكمبيوتر الخاص به وأضافت: "كلام حسن نصر الله كان بيقصد ناس آخرين، لكن أولادنا ليسوا بهذا الشكل، وبعد كلام نصر الله، ممكن يذهبوا ممكن يذهبوا في الرجلين". وقال محامو الدفاع، ومنهم المحامي منتصر الزيات، والمحامي عبد المنعم عبد المقصود، إن نيابة أمن الدولة العليا وافقت لهم على حضور التحقيقات بداية من الليلة الماضية. وشن الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع المعارض (ذي التوجهات اليسارية)، هجوماً شديداً على حسن نصر الله قائلا لـ"الشرق الأوسط" "نصر الله لا يستطيع أن يفعل ما قال إنه مساعدة للفلسطينيين في سورية أو لبنان أو في أي بلد آخر". لبنان في لبنان صدرت مواقف متناقضة مئة في المئة في النظرة إلى الاتهامات التي وجهتها النيابة العامة المصرية إلى " حزب الله "، وعكس هذا التناقض الإنقسام السياسي على مستوى كل لبنان حيال كل ما يتعلق بهذا الحزب وسلاحه ودوره وسياسته المحلية والإقليمية. رئيس الوزراء اللبناني السابق سليم الحص قال "ان الحملة التي تشنها السلطة المصرية ضد "حزب الله" جائرة ومضللة، وهي تندرج في خط واحد والسياسة التي تنتهجها السلطة المصرية حيال غزة المجاهدة"، معتبرا ان مصر "شاركت عمليا في حصارها عندما اغلقت معبر رفح في وجه حركة الافراد والتموين في خلال حرب الكيان الصهيوني على غزة وابقت قيودا كيفية على هذه الحركة حتى اليوم". من جانبه قال المنسق العام للأمانة العامة لقوى 14 آذار/ النائب السابق فارس سعد: "إنزلق حزب الله كما في كل الثورات إلى أن يتحول من مصدر فخر واعتزاز بمقاومته تجاه العدو الإسرائيلي إلى مصدر قلق لدى العالم العربي الكبير. أن هذه المقاومة أي حزب الله هي مشروع بلا أفق . فعلى المستوى الاسلامي يصطدم بالشرع السني وعلى مستوى الدولة هو مصنف ارهابي. أما عميد حزب "الكتلة الوطنية" المرشح في كسروان كارلوس اده فقال "حزب الله يعرض لبنان لمخاطر عدوان اسرائيلي جديد. ولقد اعترف السيد نصرالله في اطلالته التلفزيونية مساء الجمعة ان سامي شهاب، الذي اتهمته السلطات المصرية بانه جزء من شبكة ارهابية تخطط للقيام بسلسلة اعمال ضد الامن المصري، هو عضو في حزب الله، وهو اكد ان شهاب كان يقوم بعمليات وصفها السيد نصرالله "باللوجستية" على الحدود المصرية مع قطاع غزة، وهو بدا جليًا أنه حصل من دون موافقة مسبقة من السلطات المصرية. سوريا في سوريا رأت مصادر دبلوماسية لإيلاف ان اتهامات القاهرة لحزب الله ستؤثر بشكل أو بآخر على العلاقات مع دمشق ، ولكنها أضافت إن العلاقات السورية المصرية في الفترة الأخيرة لم ترتق إلى درجة المصالحة بل كانت مجرد تهدئة بين البلدين، وأشارت إلى وجوب الأخذ بعين الاعتبار عدم وجود زيارات أو مبادرات تجاه القاهرة لدمشق وتجاه دمشق للقاهرة، معتبرة ان الملف السوري المصري مرتبط بعدة ملفات أبرزها الملف الفلسطيني ، كما إننا لا يجب في هذه الفترة تحديدا ان ننسى وصول العلاقة المصرية القطرية الى حائط مسدود ومدى تأثير ذلك على العلاقة مع سوريا.

وبالنسبة لتأثير اتهامات القاهرة لحزب الله على العلاقات مع دمشق اعتبر المحلل السياسي السوري أيمن عبد النور رئيس تحرير نشرة كلنا شركاء "إنها لن تؤثر على علاقة القاهرة بدمشق ، فالنظام السوري يشتهر بإمكانياته في التعامل مع المتناقضات وفتح علاقات مع جهات متنافرة اذا كان ذلك يحقق مصلحته". لذلك ليس لديه مشكلة ان يدير علاقة ممتازة مع مصر ، وبنفس الوقت تكون علاقة مصر متوترة مع حزب الله". من جانب اخر رأى عبد النور "ان مشكلة علاقة دمشق مع القاهرة مرتبطة برغبة كلا البلدين بلعب دور اقليمي في الملف الفلسطيني" . قال "من هنا فان تحسن هذه العلاقة مرتبط بالحلول الاقليمية لقضية الحكومة الفلسطينية المقبلة واي خط سيسلك اذا ما كان التصعيد والمقاومة المسلحة ام المفاوضات ".