الحكومة البريطانية تعترف "بمفاجأة" مقاومة الطالبان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف الصحيفة الوحيدة التي حضرت جلسة الإستجواب البرلمانية
الحكومة البريطانية تعترف "بمفاجأة" مقاومة الطالبان
تعليق عضوية اثنين من أعضاء مجلس العموم البريطاني
واشنطن تزود باكستان بمعلومات تجمعها طائرات التجسس
كوشنير يبحث الانتخابات والمساعدة الصحية مع كرزاي
جيلاني يؤكد: باكستان ستهزم طالبان
834 الف نازح بسبب الهجوم على طالبان في شمال غرب باكستان
تحطم مقاتلة بريطانية في افغانستان
عادل درويش من برلمان وستمنستر: إعترف مسؤلان بريطانيان مساء الخميس "بمفاجأتهما" بالمقاومة المضادة للطالبان في منطقة هيلماند الأفغانية ونصحا الساسة بعدم تعليق آمال كبيرة على توجيه ضربة قاصمة تنهي الطالبان بل الإكتفاء بمنعها من إحراز نصر إستراتيجي، وقللا من أمل تحول أفغانستان نحو الديمقراطية وأكدا على ضرورة إنتهاء مهمة القوات البريطانية قريبًا خاصة مع تنامي حاجة الأمن الداخلي في بريطانيا لها. وطالبًا بإبعاد سياسة بريطانيا عن الجدل بشأن الغارات الأميركية على الطالبان على حدود باكستان قائلين إنها أمر خاص بإسلام آباد وواشنطن؛ وذلك في إدلاء وزير الدولة للشؤون الخارجية ومدير قسم جنوب آسيا بوزارة الخارجية بتصريحهما أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم.وكانت اللجنة قدإستبعدت اللورد مالوك-براون وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وآدم طومسون، المدير الإقليمي المختص في الوزارة نفسها بشؤون جنوب آسيا وأفغانستان، للممثول امامها في جلسة استمرت مايزيد عن ساعتين ونصف الساعة، حيث طلب النائب العمالي مايكل جيبس، رئيس اللجنة المكونة من كل الاحزاب معرفة تقديرهما لمهمة القوات في افغانستان وما هي الاهداف الاستراتيجية القصيرة والبعيدة المدى، وهل سينتهي الامر ببقاء القوات الى ما لا نهاية؟
وضم النائب العمالي الاخر اندرو ماكينللي صوته موجهًا عدة اسئلة للمسؤولين حول طبيعة مهمة القوات وماذا سيقول للناخبين في دائرته عن الاسباب التي يموت من اجلها ابناؤهم الجنود في افغانستان، "خاصة ان القوات ذهبت دون مناقشة الامر في البرلمان"!
وحدد الوزير المهام الاستراتيجية ببناء حكومة صالحة ومسؤولة، وتحجيم الارهاب لتقليل احتمالات وصوله الى بريطانيا، وبناء الديمقراطية. واضاف بان شراسة الطالبان وحصولها على اسلحة جديدة ومتطورة وتدفق اعداد كبيرة من قواتها الى المنطقة عبر حدود باكستان كان مفاجاة تكتيكية غير متوقعة. وهنا تساءل السير جون ستانلي عضو اللجنة بنبرة ساخرة بانه "لم يكن من الاسرار ان لدى الطالبان والقاعدة موارد مالية غير محدودة ، بسبب تجارتهم في المخدرات، تمكنهم من دفع من 10 الى 15 دولارًا يوميًا للمقاتل الواحد، وهو اعلى من مرتب خريج الجامعة في باكستان؛ كما ان البطالة والتاثير الايدولوجي للمدرسة الدينية يوفر لهم مصدرًا لا ينضب من المقاتلين وحدود 450 كيلومترًا من الحدود المفتوحة بلا حراسة تعني ان الطالبان جيش لايستهان بقدرته، فكيف كان الامر مفاجئًا"؟. فقال الوزير مالوك براون ان المفاجاة كانت تكتيكية لقلة تدريب وضعف القوات الافغانية امكانياتها، كما ان الامر استغرق وقتًا طويلاً لوصول المعدات المطلوبة.
واضاف أن بعض الذين قالوا ان مهمة القوات ستكون مثل القيام بعمليات تنزه في حديقة كانوا مخطئين لان وزارة الدفاع فوجئت بشراسة الطالبان ومقاوتهم. وقاطعه النائب دافيد بوب متسائلا عن تصريح وزير الدفاع السابق الدكتور جون ريد للبرلمان عندما ذهبت القوات لمنطقة هيلماند على الحدود الباكستانية الافغانية، بان القوات البريطانية ستساعد الجيش الافغاني على اقتلاع نباتات الافيون التي يصنع منها الهيروين،وتوقع "الا تطلق القوات رصاصة واحدة" بينما فقدت اكثر من مئة في هذه العملية وحدها في عامين؟ والمعروف ان تاخر وصول السيارات المصفحة، ونقص طائرات الهليكوبتر صعب من مهمة القوات البريطانية وأدى لارتفاع الضحايا.
وكانت لجنة المصاريف العامة البرلمانية نشرت الاربعاء تقريرًا يفيد بانه بعد ثمانية اعوام في افغانستان، فان نسبة وصول المعدات المطلوبة للقوات على الخط الامامي في الموعد المطلوب لاتزيد على 57% فقط. وبدت ملامح خيبة الامل على اعضاء اللجنة عندما نصح الوزير مالوك-براون بعدم المبالغة في توقعات ان تتحول افغانستان الى ديمقراطية بالمستوى الاوروبي، ملمحًا الى انه ما يعنيه بالديمقراطية ان تتم الانتخابات العامة في نهاية العام في نزاهة بشكل مرضٍ ومقنع لاغلبية الافغان في البلاد.
وكان النقاش حول حقوق الانسان هو الاكثر حدة، فبينما ذكرت اللجنة انها لاحظت في زيارتها التي قامت بها مؤخرًا الى افغانستان وباكستان ان بعضهم يمارس عدالة لاعلاقة لها بالقانون والمحاكم حيث قتلت رجل ابنته فبي جريمة شرف ورجل آخر اعدم بطريق وحشية في ضواحي افغانستان دون تدخل البوليس. واوصت اللجنة المسؤولين بان تطالب الحكومة البريطانية الرئيس الافغاني حامد كرزاي التي تتمتع حكومته بحماية القوات البريطانية، ان تطالبه بشرح موقفه تجاه السماح لطائفة شيعية بالاستثناء من القانون الافغاني للاحوال الشخصية، وان تطبق قانونها الخاص الذي "يحرم الزوجة والمراة من ابسط حقوقها الانسانية".
ووافق المسؤولان على ان موقف الرئيس كرزاي من القانون غامض، خاصة وانه وعد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بتعديل هذا الاستثناء ليكون الجميع سواسية امام القانون. وكرر السير جون ستانلي على اسماعهما ضرورة التزام بريطانيا وقوات التحالف هناك بوجود نساء افغانيات ضمن وفد الحكومة في اي مفاوضات مقبلة مع الجناح المعتدل في الطالبان قائلا "انه في جميع الاتفاقيات السابقة دفعت النساء والاقليات ثمنها اذ اطلقت الاتفاقية يد الطالبان لقهرهن". ووافق مسؤولا وزارة الخارجية على الطلب، وأضافا أن اتفاقية وادي سوات بين الطالبان والحكومة الافغانية مثال على ذلك.
واستغل الوزير مالكوم-براون هذه النقطة ليشرح خط الحكومة الباكستانية عندما توصلت لاتفاقية السماح للطالبان بتطبيق الشريعة في مناطقها، حيث فاوضت من موقع ضعف، ففسر الطالبان ذللك على انه انتصار لها على الحكومة. واضاف الوزير بان خطة احتواء الطالبان بمنعهم من تحقيق اي انتصار او التفاوض من موقع قوة، تعني بقاء القوات البريطانية وقوات التحالف حتى يتم ذلك.
وتطرقت المناقشة الى وضع الحلفاء وضعف مساهمة الاوروبيين، حيث وافق المسؤولون اللجنة على ان الشركاء الاوروبيين لايقدمون الجهد والعتاد والقوات المطلوبة. واقترح النائب كريغ بوب ان تدفق الالاف من القوات الاميركية على افغانستان سيعني ان المهمة التي تعلق عليها لافتة القوة الدولية لبناء افغانستان ستكون في حقيقة الامر مهمة اميركية خالصة. وانتقدت اللجنة عرقلة البعثة الاميركية لعمل الامم المتحدة برفضها التنسيق او القيام بمهام موازية خاصة في مجال الاعمار والبناء. واستخدم مالوك- براون لغة ديبلوماسية بقوله ان بريطانيا تتوسط من اجل تجنب الازدواجية في هذه المهام.
وردًا على سؤال رئيس اللجنة جيبس عن مساهمة غارات الطائرات الاميركية بدون طيار وقتلها المدنيين على الحدود الباكستانية في اشعال الغضب الذي يؤدي الى تجنيد المزيد من الاهالي في صفوف الطالبان، اسرع الوزير بتخليص حكومته من اي مسؤولية قائلاً انه امر يتعلق بكل من باكستان والولايات المتحدة وليس لبريطانيا شأن به. وتدخل المستر طومسون ناصحًا بعدم الوقوع في فخ تصديق دعاية الطالبان.
وكان هناك اتفاق في الراي بين اللجنة وممثلي الحكومة على ان الوضع في باكستان له التأثير الأكبر على الوضع في افغانستان وعلى الامن القومي البريطاني. لكن بدا هناك شك لدى اللجنة في امكانية تحقيق الاهداف الاستراتيجية ببقاء القوات في افغانستان وتعرضها للمزيد من الخسائر البشرية.
وكان هناك اتفاق بين الطرفين على ضرورة ادخال الهند في العملية الديبلوماسية للامن الاقليمي، لان استراتيجية الدفاع الباكستانية كلها مبنية على مواجهة خطر من الجانب الهندي في اقليم كشمير، حيث تضع باكستان 800 الف جندي على الحدود مع الهند. وتحاول الاستراتيجية البريطانية اقناع باكستان بتغيير نظرية الدفاع الحالية، وايضا اقناع المخابرات الباكسنانية العسكرية بالامر لتوجيه الجنود والقوى نحو محاربة الطاالبان. وانتهت الجلسة وجو من الشك يخيم على اعضاء اللجنة في نهاية تبدو مبهمة بالنسبة لوجود القوات في اطول حرب خاضتها بريطانيا.