رئيس الوزراء البريطاني يخوض معركة حياة أو موت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تصاعد الضغوط المطالبة بتنحي غوردون براون
توقعات بإستقالة وزيرة داخلية بريطانيا وبراون يبدو غير قادر على مجارة الأحداث.
لندن: ذكر متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية ان رئيس الوزراء غوردن براون سيجري تعديلا وزاريا اليوم الجمعة بعد اعلان استقالة ستة وزراء خلال ثلاثة ايام. وقال ناطق باسم رئاسة الحكومة البريطانية "يمكننا ان نؤكد ان هذا سيحصل اليوم". وكانت الصحف ذكرت ان الاعلان عن هذا التعديل قد يجري في الساعات المقبلة. ويأتي هذا التعديل غداة استقالة عضو خامس في الحكومة البريطانية جيمس بورنل وزير العمل والمتقاعدين. واستقال وزير الدفاع جون هاتن اليوم ليصبح سادس عضو في حكومة براون يستقيل من منصبه.
ويخوض براون معركة حياة او موت سياسي بعد ان استقال ثالث وزير من حكومته وطالبه بالتنحي حتى لا يدفع حزب العمال الحاكم الى هزيمة منكرة. وأعلن جيمس برونل وزير العمل والمعاشات استقالته في رسالة نشرت في صحيفة التايمز تضمنت هجوما مباشرا على براون وزادت من فرص التشكيك في جدوى زعامته لحزب العمال.
وأظهرت النتائج الاولية خسائر كبيرة لحزب براون في الانتخابات المحلية التي جرت يوم الخميس مما زاد من الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني المحاصر الذي يعلن يوم الجمعة تعديلا وزاريا في محاولة لاعادة ترتيب الصفوف. ومع تزايد عدد السياسيين العماليين الذين يدعون علنا الى تنحي بروان يرى محللون سياسيون ان رئيس الوزراء قد يتعرض الى جرح قاتل.
ويقول سايمون لي الخبير السياسي في جامعة هال انه في حالة ان تكشف نتائج انتخابات البرلمان الاوروبي التي جرت في بريطانيا يوم الخميس ولن تعلن قبل يوم الاحد القادم عن اداء سيء لحزب العمال البريطاني الحاكم ان يكون ذلك بمثابة ضربة قاضية لبراون.
وقال "حتى لو لم يحذ اي وزير اخر حذو برونل من الان وحتى يوم الاحد واذا جاءت النتائج سيئة كما هو مرجح سيكون من الصعب على غوردون براون ان ينجو." ويشعر الناخبون بوخز ألم أسوأ كساد منذ الحرب العالمية الثانية ويريد كثيرون معاقبة حزب العمال الذي يشغل سدة الحكم منذ عام 1997 على فضيحة سياسيين انتهكوا لوائح حسابات المصروفات الخاصة.
واستشاط الناخبون غضبا من ان اعضاء برلمانيين من حزب العمال وأحزاب أخرى استغلوا نظام حسابات المصروفات السخي المتاح لهم للحصول على أموال لتغطية نفقات مصاريف منزلية ورعاية حدائقهم وتنظيف حمامات السباحة الخاصة بهم. وصعد حزب المحافظين الذي يتقدم على حزب العمال بفارق 20 نقطة مئوية في استطلاعات الرأي من مطالبته باجراء الانتخابات عامة فورا قائلا ان حكومة براون أصيبت "بالشلل."
وقارن بعض المعلقين بين موقف براون وموقف مارجريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة المحافظة حين اضطرت الى الاستقالة عام 1990 عقب استقالة وزير هام. وقال برونل وزير العمل والمعاشات وهو نجم صاعد في حزب العمال لبراون في رسالته ان زعامته للحزب تمهد الطريق لفوز مرجح للمحافظين من يمين الوسط في الانتخابات العامة التي تجري العام القادم.
وكتب برونل في الرسالة التي ضمنها استقالته "ولذلك ادعوك للتنحي لتعطي حزبنا فرصة القتال من اجل الفوز." وصرح برونل بأنه لا يسعى لتولي زعامة حزب العمال لكن تحركه بهذا الشكل يمكن ان يشجع منافسا على الظهور. وكان برونل ثالث وزير في حكومة براون يستقيل هذا الاسبوع بعد هيزل بليرز وزيرة الاقاليم والحكم المحلي وجاكي سميث التي كانت أول وزيرة تشغل منصب وزيرة الداخلية في بريطانيا.
وفاقمت استقالة برونل من الانقسامات بين صفوف حزب العمال الحاكم. ونشرت وسائل الاعلام البريطانية تقارير تحدثت عن استعداد 75 نائبا عماليا في البرلمان اي نحو خمس اجمالي نواب الحزب الحاكم في المجلس لتوقيع رسالة تطالب براون بالرحيل حتى من قبل الكشف عن استقالة برونل. وينظر الى وزير الصحة الان جونسون على انه المرشح الاوفر حظا لخلافة براون. وقال برنامج (أخبار المساء) في هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) انه "أعد بالفعل" حملته لانتزاع الزعامة من براون.
حزب العمال الحاكم في بريطانيا أكبر الخاسرين في النتائج الأولية للإنتخابات المحلية
الى ذلك أظهرت النتائج الأولية للإنتخابات المحلية في بريطانيا أن حزب "العمّال" الحاكم بزعامة غوردون براون هو أكبر الخاسرين في الإنتخابات بمدينة بريستول، وفقد ثمانية من أصل 10 مقاعدة في مجلس بلديتها.وانتزع حزب "الديمقراطيين الأحرار" أربعة مقاعد من أيدي "العمّال" في مجلس بلدية بريستول، ورفع رصيده الآن من 32 مقعداً إلى 36 مقعداً، كما انتزع حزب "المحافظين" المعارض هو الآخر أربعة مقاعد من الحزب الحاكم، ورفع رصيده من 13 إلى 17 مقعداً، فيما احتفظ "العمّال" بمقعدين فقط لكن رصيده هبط من 23 إلى 16 مقعداً في مجلس بلدية بريستول. وحلّ "الديمقراطيون الأحرار" في المرتبة الأولى في انتخابات بريستول، تلاهم حزب "المحافظين" ثم "العمال".
وتأتي هذه النتائج التي تعكس سخط الناخبين البريطانيين من تعامل حكومة "العمال" مع فضيحة نفقات النواب، في وقت يضع فيه براون اللمسات الأخيرة على التعديل الوزاري الذي يزمع ادخاله على حكومته بعد استقالة ثلاثة وزراء. وأوردت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الجمعة نقلاً عن مصادر مطلعة أن وزير الخزانة (المالية) في حكومة براون سيبقى في منصبه بعد أن كان تردّد من قبل بأنه سيكون من بين الوزراء الذين سيفقدون مناصبهم في التعديل الوزاري الجديد.