إنتخابات الرئاسة الإيرانية غدًا: هل تشهد البلاد تحولاً إلى الدولة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الحرس الثوري يحذر من ثورة مخملية وموسوي سينهي "الأكاذيب"
إنتخابات الرئاسة الإيرانية غدًا: هل تشهد البلاد تحولاً إلى الدولة؟
الإنتخابات الرئاسية الإيرانية غدا... هل تشهد البلاد تحولا من الثورة إلى الدولة؟
طهران: اشتداد التنافس مع اقتراب يوم الاقتراع
البيت الابيض ينأى بنفسه عن الانتخابات الرئاسية الايرانية
إتهام أحمدي نجاد بالكذب... وطيارو الإير فرانس يرفضون الطيران
الكتلة البرلمانية الايرانية المحافظة تدعم احمدي نجاد
طهران، وكالات: إزدادت حدة الدراما التي تشهدها السياسة الإيرانية منذ بعض الوقت بصورة غير مسبوقة، وذلك قبل أقل من 24 ساعة من إنطلاق الإنتخابات الرئاسية وكان الرئيس الإيراني المنتهية ولايته، محمود أحمدي نجاد، يزيدها إستعارًا مع رده على الإنتقادات اللاذعة التي وجهها إليه أحد أبرز السياسيين الإيرانيين وغيره من المنتقدين. وقال أحمدي نجاد: "إنهم يخلقون أجواء في هذا البلد لجعل الشعب يعتقد بأن شيئًا لم يحدث... وسأقول... أنتم تكذبون". وأضاف في خطاب تلفزيوني عدد فيه قائمة طويلة من الإنجازات التي تحققت أثناء إدارته: "إن عملنا يجري أمام أعين الشعب". وجاءت تصريحات نجاد الأخيرة ردًا على الحملة العنيفة التي شنها عليه الرئيس الإيراني الأسبق، أكبر هاشمي رفسنجاني، الثلاثاء عندما وصفه بـ"الكذب والتشويش"وذلك في رسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي.وجاءت رسالة رفسنجاني ردًا على اتهامات نجاد، خلال المناظرة التي جرت الأسبوع الماضي بين الرئيس الإيراني المتشدد، وخصمه المعتدل مير حسين موسوي، واتهمه فيها أحمدي نجاد، والرئيس الأسبق، محمد خاتمي، بسوء الإدارة والفساد حياكة مؤامرات ضده. وفي أحدث تصريحاته، وردًا على تصريحات نجاد، قال المرشح مير حسين موسوي، مساء الأربعاء: "لقد جئت لوضع نهاية لعهد من الأكاذيب".
وقال موسوي: "لا أعرف كيف أن أولئك الذين يواصلون إرسال رسائل تهنئة لا يرد عليها إلى الولايات المتحدة هم خصومها.. وفي الوقت نفسه يوسم كل من ينتقدهم بأنه صهيوني أو أميركي؟" وفقًا لما نقلته وكالة أنباء العمال الإيرانية المستقلة "إيلنا".
هذا وتشهد الحملات الانتخابية في إيران، مناظرات رئاسية عنيفة تتخللها اتهامات ومزاعم عديدة بين المتنافسين، وأبرزهم أحمدي نجاد وموسوي ومهدي كروبي. وقال رفسنجاني في رسالته التي نشرتها وكالة "مهر" شبه الرسمية، إن ملايين الإيرانيين شهدوا "مغالطات وفبركات" للحقائق خلال المناظرة التي جرت الأسبوع الماضي بين أحمدي نجاد وموسوي.
ويشار إلى أن رفسنجاني، وهو "رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام" من كبار الشخصيات السياسية في إيران، تولى الرئاسة من عام 1989 إلى 1997، وخاض السباق الرئاسي مجدداً عام 2005، ليخسر في مواجهة أحمدي نجاد، الذي كان عمدة طهران حينذاك. وأضاف: من المؤسف أن التصريحات غير المسؤولة والعارية عن الحقيقة لأحمدي نجاد استعرضت الذكريات المرة لأقاويل وممارسات المنافقين والفئات المعادية للثورة في السنين الأولى التي تلت انتصار الثورة، وكذلك الاتهامات التي أطلقت في الانتخابات الرئاسية السابقة سنة 2005.
التحول من الثورة إلى الدولة
وفي كتاب يصدر يوم الخميس عشية الإنتخابات ترجح باحثة مصرية كفة التيار الإصلاحي لقيادة البلاد في الفترة القادمة بعد 30 عاما على الشرعية الثورية منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979 على يد الزعيم الاعلى الايراني اية الله الخميني الذي أنهى حكم أسرة بهلوي.
وتقول منال محمد أحمد ان التيار الاصلاحي بدأ صعوده بعد رحيل الخميني عام 1989 وتمثل ذلك في التراجع النسبي لاحتكار المحافظين للسلطة بالتوازي مع تصاعد المؤسسات السياسية المنتخبة وبداية تبلور مجتمع مدني وان هذه الملامح "تشير الى أن ايران بصدد التحول من الثورة الى الدولة" وان المؤسسات والقوى السياسية تسهم في هذا التحول.
وترى أنه على الرغم من السلطات الواسعة للمرشد الاعلى للثورة الايرانية فان رئيس الجمهورية يمثل "أعلى سلطة رسمية في الدولة بعد سلطة المرشد" وهو مسؤول عن الربط بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية. لكنها في كتابها (ايران من الداخل.. تحولات القيادة السياسية من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية) تنوه الى أن الرئيس بعد أن كان مسؤولا عن ممارسة سلطاته أمام الشعب فقط أصبح بمقتضى الدستور المعدل مسؤولا أمام الشعب والمرشد ومجلس الشورى الاسلامي "وهو المؤسسة الوحيدة غير القابلة للحل." ويقع الكتاب في 317 صفحة من القطع الكبير ويصدر عن (مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات) في القاهرة.
وتجرى الانتخابات يوم الجمعة وتشهد منافسات شرسة بين أربعة متنافسين أبرزهم رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي والرئيس محمود أحمدي نجاد. وتقول منال ان الشرعية الثورية التي تأسست بعد خلع شاه ايران الراحل محمد رضا بهلوي لا يمكن أن يحتملها المجتمع الى ما لا نهاية فهي "شرعية مؤقتة" يحاول فيها النظام انجاز وعوده وتليها مرحلة انتقالية تتجاور فيها الشرعية الثورية والشرعية الدستورية تمهيدا للوصول الى الشرعية الدستورية.
لكنها ترى أنه "في حدود الامد القريب وفي ظل التوازنات الحاكمة للنظام الايراني سيظل المرشد هو مركز الثقل الرئيسي في ايران"استنادا الى نظرية ولاية الفقيه التي عرضها الخميني عام 1965 في كتابه (الحكومة الاسلامية). وتصف نظرية ولاية الفقيه كما وضحها الخميني بأنها دعوة للثورة والخروج على مبدأ "الانتظار" في اشارة الى الامام الغائب منذ أكثر من 11 قرنا وهو محمد بن الحسن (المهدي) كما يذهب التصور الشيعي.
وتسجل أن بعض علماء الشيعة اعترضوا على رأي الخميني في قضية ولاية الفقيه "وبعض هؤلاء ممن شاركوا شعب ايران في ثورته على الحكم الامبراطوري...اجمال موقفهم هو ضرورة امتناع الفقهاء عن الاشتغال بالسياسة" على أن يقتصر دور الولاية على أمور القضاء والافتاء.
وتقول ان الخميني تخطى عقبة وجود الامام الغائب في المذهب الشيعي "من منطلق سياسي يتيح للشيعة اقامة دولة اسلامية على الرغم من غيبة الامام المعصوم" حيث كان قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979 بداية لتطور درامي في المنطقة فبعد رحيل الشاه شرطي واشنطن السابق في المنطقة قامت حرب الخليج الاولى (1980 - 1988) التي استهلكت 180 مليار دولار ومليون قتيل وتصور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أنه خرج منها منتصرا فغزا الكويت عام 1990 وشنت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة حربا لاخراج جيشه من الكويت وبلغت خسائر العراق من الحرب والحصار في السنوات التالية 320 مليار دولار ووصل عدد القتلي الى مئة ألف قتيل من المدنيين والعسكريين ومئة ألف عاجز.
وفي عام 2003 قادت أميرما تحالفًا دوليًا غزا العراق وأسقط نظام صدام ثم اتجهت أصابع الاتهام الاميركية الى ايران بسبب برنامجها النووي الذي تعتبره واشنطن واجهة لصنع قنابل ذرية وتتزعم حركة دولية تدعو الى تجميده بحجة الحفاظ على نظام حظر الانتشار النووي عالميا لكن ايران تقول انه سلمي وتنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وتستشهد منال بقول بعض المراقبين ان ايران ترى لنفسها دورًا عالميًا يتجاوز منطقة الشرق الاوسط فتقول ان هذا الدور الاقليمي ازداد مع "احتلال العراق بعد حرب الخليج الثالثة حيث أصبحت ( ايران) تتقاسم الهيمنة على الخليج مع القوات الاميركية." وترصد المؤلفة في كتابها صورة لمستقبل القيادة في ايران قائلة ان الثورة اكتسبت شرعيتها بالتفاف الجماهير حولها ولكن الامر ايجاد نمط اخر من الشرعية.
وترى أن الشرعية الدستورية ممكنة في ظل وجود تيار اصلاحي "وتزايد المعارضة لولاية الفقيه" بين رجال الدين والمثقفين العلمانيين الذي يرون أن احتكار الحكم وانكار حق الاخرين فيه " هو انكار لحق الاخر" وحرمان للمجتمع في الاختيار بين مجموعة من البدائل. وتقول ان مستقبل الجمهورية الاسلامية يتوقف على التحول نحو الشرعية الدستورية والانتقال من ولاية الفقيه الى ولاية الشعب.
تحذير من ثورة مخملية
الى ذلك اتهم مسؤول كبير في الحرس الثوري الايراني معارضي نجاد مؤيدي الاصلاح يوم الاربعاء بتدبير "ثورة مخملية" في ذروة حملة لانتخابات الرئاسة تحتدم فيها المنافسة. وهذه التصريحات تصعيد اخر في حرب لفظية بعد أن اتهم أحمدي نجاد منافسيه بتبني أساليب تجريح استخدمها الزعيم النازي أدولف هتلر لتشويه سمعة المنافسين وقال انهم قد يواجهون السجن لاهانته. ويواجه أحمدي نجاد تحديا قويا من رئيس الوزراء السابق المعتدل مير حسين موسوي.
وأظهرت الحملة وجود انقسامات قوية بين الشخضيات البارزة في الجمهورية الاسلامية بين مؤيدي الرئيس الايراني وبين مدافعين عن الانفتاح على الغرب أكثر اعتدالا الذين خرج مؤيدوهم للشوارع في تجمعات صاخبة. وقال يد الله جواني رئيس المكتب السياسي في الحرس الثوري الايراني " وجود أنصار موسوي في الشارع جزء من ثورة مخملية." وأضاف في تصريحات نشرت في موقع الحرس الثوري على الانترنت "أي نوع للثورة المخملية لن يكون ناجحا في ايران."
وخرج مؤيدو موسوي يرتدون ثيابًا خضراء بألوان حملته الى شوارع طهران في مسيرات ليلية يلوحون بأعلام ولافتات ويرددون شغارات مناهضة لاجمدي نجاد. ووقعت اشتباكات متفرقة في العاصمة ولكن حملة الدعاية في الانتخابات التي ستجرى يوم الجمعة كانت هادئة الى حد كبير. وغالبا ما تتهم ايران القوى الغربية بالسعي الى تقويض الدولة الاسلامية من خلال ثورة "لينة" أو "مخملية" بمساعدة مثقفين واخرين داخل البلاد. وقال التلفزيون الايراني ان كل أشكال الدعاية الانتخابية يجب أن تتوقف من صباح الخميس وان جميع السيارات التي تحمل ملصقات وصور المرشحين ومواد دعائية ستمنع من الحركة وستصادر.
ويؤيد موسوي تخفيف التوترات النووية بينما يرفض مطالبة طهران بوقف عملها النووي الذي يخشى الغرب ان يستخدم في صنع قنابل. وتقول ايران خامس اكبر مصدر للنفط في العالم ان برنامجها النووي سلمي. ولن تغير انتخابات الجمعة سياسة طهران النووية التي يقررها الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي لكن فوز موسوي قد يمهد الطريق امام علاقات تقوم على قدر اقل من المواجهة مع الغرب. وحصل موسوي البعيد عن دائرة الضوء السياسي منذ عمل رئيسا للوزراء أثناء فترة الحرب العراقية الايرانية فيما بين 1980 و1988 على تأييد قوي في الانتخابات ويعتقد مؤيدوه على نحو متزايد أنه قد يفوز في الانتخابات.
ولا يزال من الصعب التنبؤ بما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات. وكان أحمدي نجاد غير المعروف نسبيا فاجأ الجميغ بفوزه قبل أربعة أعوام وتمتع بتأييد من الزعيم الاعلى الايراني أثناء رئاسته. ويقول محللون انه من غير المرجح أن يحصل أي من المرشحين على نسبة 50 في المئة المطلوبة لحسم الانتخابات في الجولة الاولى مما سيؤدي الى جولة ثانية بين المرشحين اللذين يتقدمان السباق بعد أسبوع. ويقولون انه حتى لو فاز موسوي على أحمدي نجاد فلن يكون هناك تغيير مفاجئ في العلاقات مع الغرب. وقال علي الانصاري من جامعة سانت أندروز في اسكتلندا "الامور في ايران تتحرك ببطء انها تنبئ بتغير ذي مغزى لكنها لن تعبر عن تغير في النظام."