أخبار

لماذا تهاجم إيران بريطانيا وتتغاضى عن أميركا؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بريطانيا تسحب أسر موظفي سفارتها في إيران

نحو ألف متظاهر إيراني يتجمعون في وسط طهران

دبي-نيويورك: شهدت المدن الكبرى الإيرانية مظاهرات عارمة اعتراضا على نتائج الانتخابات الرئاسية بالبلاد، في الوقت الذي أعرب فيه كثير من الدول الغربية عن تحفظه على هذه النتائج، إلا أنه لوحظ أن الحكومة الإيرانية قد تجنبت الهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية وصبت جام غضبها على حليفتها بريطانيا، مما دعا إلى عدد من التأويلات.

فرغم انتقادات مسؤولين إيرانيين لفرنسا وألمانيا، إلا ان مرشد الجمهورية الإسلامية خص بريطانيا دون غيرها بأنها "الشيطان الأصغر."

فيرى الكاتب والمحلل السياسي في CNN، روبن أوكلي، أن هذه الأحجية ليست غامضة بالصورة المتخيلة، فالانتخابات التي فاز فيها الرئيس الإيراني المحافظ، محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية ضد منافسه الإصلاحي مير حسين موسوي، ليست خاتمة المطاف في العلاقة بين النظام الإيراني والولايات المتحدة.

فمن ناحية اكتفى الرئيس الأميركي، باراك أوباما بالتعبير عن قلقه العميق لما يجري على الساحة الإيرانية. وتعرض إثر ذلك لانتقادات شديدة من النواب الجمهوريين، مثل خصمه السابق في الانتخابات الرئاسية، جون ماكين، الذي اعتبر أن لهجته كانت أخف مما ينبغي.

وبالنسبة لأوكلي، فالأمر لا يدعو للاستغراب، فسياسة اليد الممدودة التي تبناها أوباما، ومطالبته باستئناف الحوار مع السلطات الإيرانية حول برنامجهم النووي، هي سياسة مدروسة، لأنه بالنسبة له من الأفضل ألا يعرض مسيرة هذه الحوارات إلى أي نوع من الخطر، رغم كل الانتقادات.

ومن جهة أخرى رأى أوكلي، أن سياسة أوباما قد أحرجت سادة طهران الذين لم ينفكوا عن إرهاب خصومهم بأمريكا التي يعتبرونها "الشيطان الأكبر،" وبالتالي وعبر هذه السياسة يظهر أوباما أن هذه الصورة التي يرسمها النظام الإيراني لبلاده هي غير دقيقة على أقل تقدير.

وأوضح أوكلي أن أوباما بهذه الطريقة عالج المسألة بذكاء كبير، لأنه تجنب إظهار نفسه على أنه يتدخل بالشؤون الإيرانية، ومن ناحية أخرى هز مصداقية الزعم الذي يتبناه بعض القادة الإيرانيين حول كون أن أميركا هي "شيطان أكبر" وخطر داهم على الإيرانيين.

وبالمقابل رأى أوكلي أن القيادة الإيرانية بعد خطوة أوباما الذكية، لم تتمكن من مهاجمته بشكل مباشر بل سعت نحو مهاجمة بريطانيا عوضا عن الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تجلى على لسان مرشد الدولة الإيرانية، علي خامنئي وأكده رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني عندما طلب قطع علاقات بلاده ببريطانيا.

ويدلل أوكلي على صحة هذا الاستنتاج عبر الإشارة إلى أن الكثير من القيادات الغربية كانت قد انتقدت ما يجري على الساحة الإيرانية بعد الانتخابات، مثل الرئيس نيكولا ساركوزي الذي اعتبر أن نتائج الانتخابات مزورة.

بان كي مون يدعو الى انهاء استعمال العنف
من جانه، حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السلطات الايرانية الى وضع حد فوري للاعتقالات والتهديدات واستعمال العنف.

وجاء في بيان لمكتبه الاعلامي ان بان اعرب عن "صدمته من اعمال العنف التي تلت الانتخابات" في ايران "خصوصا من خلال استعمال العنف ضد المدنيين الذي ادى الى سقوط ارواح بشرية وجرحى".

واوضح البيان ان بان "يدعو السلطات الى احترام الحقوق المدنية والسياسية الاساسية وخصوصا حريات التعبير والتجمع والاعلام".

واشار الى ان "الوضع في ايران هو مصدر قلق للاسرة الدولية وان الامين العام يدعو الحكومة والمعارضة الى حل خلافاتهم سلميا عن طريق الحوار والطرق الشرعية".

واضاف ان بان "يطالب بانهاء الاعتقالات فورا وكذلك التهديدات واستعمال العنف" كما اعرب مجددا عن "الامل في ان تحترم الارادة الديموقراطية للشعب الايراني كليا".

واطلقت شرطة مكافحة الشغب الاثنين القنابل المسيلة للدموع لتفريق الف من انصار المعارضة كانوا يتظاهرون في طهران بالرغم من تحذير القوى الامنية بسحق اي احتجاج ضد عملية الانتخاب المثيرة للجدل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف