أخبار

اوباما يدعو من غانا الى احترام الديموقراطية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أكد على أهمية الجهد الدولي لوقف الإبادة الجماعية في دارفور
اوباما يدعو من غانا الى احترام الديموقراطية وانهاء الفساد


أوباما ذو الأصول الإفريقية يبدأ رحلة تاريخية

اكرا، كوست، اديس ابابا: غادر الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء السبت غانا مختتما زيارته لهذا البلد الافريقي وجولة استمرت ستة ايام قادته الى روسيا وايطاليا، وفق مصور وكالة فرانس برس. وينتظر ان يصل اوباما ليل السبت الاحد الى واشنطن. وخلال هذه الزيارة الى غانا التي استمرت اقل من 24 ساعة، القى اوباما خطابا أمام البرلمان الغاني تناول خلاله أربعة محاور رئيسية هي الديمقراطية والاقتصاد ودعم الصحة والصراعات في افريقيا، ودعا اوباما في خطابه إلى نشر الديمقراطية ومحاربة الفساد في أفريقيا، مضيفاً "لا بد من الشفافية وحكم القانون وممارسات صحيحة للديمقراطية". وجاء الخطاب في أول زيارة لاوباما إلى دولة أفريقية جنوبي الصحراء منذ توليه مهام منصبه، وأكد الرئيس الأميركي أهمية بناء مجتمع مدني يتساوى فيه المواطنون في افريقيا، لكنه أكد على حق كل أمة في أن تتبنى الديمقراطية التي تناسبها قائلا "ليس بالانتخابات فقط تقام الديمقراطية" مؤكدا أن بلاده لن تفرض شيئا على دول القارة وأن مستقبل أفريقيا يخص الأفارقة، وشدد اوباما على أن "الحكومات لا بد أن تستجيب لرغبات شعوبها"، وأضاف "أميركا لن تحاول فرض أي شكل من أشكال الديمقراطية، ما سنفعله في الولايات المتحدة هو دعم هذه المؤسسات القوية والرجال الاقوياء".

وفي المحور الاقتصادي وعد الرئيس الأميركي بتقديم 3.5 مليار دولار في مجال التقنية لدعم المزارعين، وأكد اوباما على أن نمو افريقيا "هو أمر مفيد بالنسبة لنا"، وقال إن افريقيا هي "أقل المناطق في العالم تلويثا للجو"، مضيفا "يمكننا أن نعمل معاً من أجل الكوكب الذي نعيش فيه".

اكثر من خمسة الاف رسالة من افريقيا الى اوباما

وحول المشكلات الصحية في افريقيا وعد اوباما بتقديم "63 مليون دولار لدعم هذا القطاع"، متعهدا كذلك بالعمل على القضاء على الملاريا في افريقيا ومحاربة الامراض الاستوائية. وتعهد اوباما بأن تواصل بلاده دعم جهود مكافحة الامراض في افريقيا، بهدف اجتثاث الملاريا والسل والشلل، واكد اوباما ان افريقيا حققت تقدما في المجال الصحي، "لكن لا يزال الكثيرون يموتون نتيجة امراض لا يفترض ان تقتلهم"، وقال ان بلاده ستدعم الجهود الصحية في اطار "استراتيجية عالمية".

وبالنسبة للصراعات المسلحة التي تعاني منها القارة، دعا اوباما إلى توقف النعرات القبلية والعرقية، وأضاف أن مشكلة "الإبادة الجماعية في دارفور والإرهاب في الصومال تحتاجان جهدا دوليا"، وشدد اوباما على أن مشكلة دارفور "لا تخص افريقيا فقط، بل تخص العالم كله"، وأضاف أن "الاستعمار يتحمل جزء من المسؤولية عن الصراعات في افريقيا"، الا انه شدد على اهمية تعزيز قدرات افريقيا الذاتية للرد.

وقال الرئيس الأميركي "ان افريقيا ليست الكاريكاتير الفظ لقارة في حرب. لكن بالنسبة لكثيرين من الافارقة ان النزاع هو جزء ثابت من الحياة مثل الشمس"، وقال ايضا "اننا نشجع رؤية هيكلية اقليمية للامن تكون قوية ويمكن ان تنتج قوة فعالة متعددة الجنسيات ان لزم الامر". وخاطب الرئيس الأميركي الشباب الافريقي قائلاً "إن لديكم اتلقوة ويمكنكم النهوض"، وأضاف "افريقيا يمكن أن تعيش الحلم في نيروبي وهراري وكيجالي وهنا في أكرا".

ولم يخل الخطاب من بعض اللمحات الشخصية، حيث قال اوباما "لدي بعض الدماء الفريقية في داخلي، وأسرتي شهدت المعاناة والانتصار للافارقة"، وأضاف "لقد كان أبي يرعى الاغنام في افريقيا".

وفي وقت سابق قال الرئيس الأميركي إن غانا يمكن أن تكون نموذجاً للنجاح للدول الافريقية الاخرى، واضاف أوباما عقب لقائه بالرئيس الغاني جون ميلز إنه اختار أن تكون زيارته عقب قمة الدول الثماني ليظهر أن "افريقيا ليست معزولة عن شؤون العالم"، وقال اوباما إن القادة الأميركيين يقومون عادة برحلات تمتد لاسبوع إلى افريقيا لكنهم نادراً ما يدمجونها في زياراتهم العالمية، مضيفاً "ما يحدث هنا له تأثير في كل مكان". وعبر اوباما كذلك عن اعتقاده بأن الاقتصاد الغاني يدار بطريقة جيدة.

يذكر أن زيارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى غانا، كانت قد أطلقت نوبة من "الهوس" في القارة الأفريقية، إذ عمد الباعة الجائلون في الشوارع إلى عرض كميات من الأعلام الأميركية الصغيرة، ولبس الأفارقة قمصاناً تحمل صور أوباما، وأفرزت زيارة أوباما التي سبقها مدح الرئيس الأميركي للديمقراطية في غانا، دعوات شعبية لمراجعة السياسات الحكومية في دول في غرب أفريقيا.

وقال أدريان لانداري، مدير فندق الشاطئ بالعاصمة الغانية أكرا، إن "الناس أعدوا ملابس خاصة لمناسبة زيارة أوباما.. إذ أن كونه ينحدر لوالد أفريقي، واختار غانا لتكون محطته الأولى في أفريقيا، فذلك يعني امتياز لنا."

وُتعد زيارة أوباما لغانا، الأولى له منذ توليه منصبه رسمياً مطلع العام الجاري، والثالثة لرئيس أميركي، بعد زيارة بيل كلينتون عام 1998، كما توقف الرئيس السابق جورج بوش في الدولة الأفريقية العام الماضي.

هذا وزار الرئيس الاميركي باراك اوباما ترافقه عائلته السبت قلعة كيب كوست التي تبعد 160 كلم من اكرا وتشكل رمزا للعبودية، وذلك بعد القائه خطابا امام البرلمان الغاني حول مستقبل القارة السوداء، وجال اوباما برفقة زوجته ميشال وابنتيه ماليا وساشا في ارجاء القلعة التي شكلت منطلقا لهجرة الاف من الافارقة الى اوروبا واميركا وجزر الكاريبي في رحلة لا عودة منها.

وقال الرئيس الاميركي "كانت تجربة مؤثرة في مكان يخيم عليه حزن عميق"، واذ اشاد ب"شجاعة كثير من البيض والسود للقضاء على العبودية"، اعتبر اوباما انه "مهما كان التاريخ حزينا، هناك دائما فرصة لتجاوزه". واستمع اوباما الى شروح من دليلين غانيين حول تاريخ هذه القلعة التي تعود الى القرن السابع عشر والمدرجة حاليا على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.

وبعد الاحتفال في البرلمان الذي حضره الرئيس الغاني جون اتا ميلز، توجهت العائلة الرئاسية الى كايب كوست في مروحية. واثر هذه الزيارة، من المقرر ان يغادر اوباما واسرته غانا عائدين الى واشنطن.

ترحيب بخطاب اوباما في مقر الاتحاد الافريقي باديس ابابا

الى ذلك، تابع نحو 200 من الدبلوماسيين واعضاء منظمات المجتمع المدني السبت في مقر الاتحاد الافريقي باديس ابابا خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما في اكرا حول افريقيا، واعتبروه مشجعا ومنطقيا، وقالت مفوضة الاتحاد الافريقي للتجارة والصناعة اليزابيث تانكو لفرانس برس "اعطاني الرئيس اوباما الانطباع انه يتفهم الرهانات الرئيسية (التي تواجهها القارة) والمتعلقة بالديموقراطية والتعليم ومسائل مماثلة".

وقال تيم موريثي، من معهد الدراسات الامنية ومقره جنوب افريقيا، ان "خطاب الرئيس اوباما يستحق التقدير، ولكنه كان قصيرا وأغفل بعض القضايا مثل دور الولايات المتحدة في افريقيا ابان الحرب الباردة. ولكنه كان ممتازا عندما تحدث عن اثر النزاعات على القارة"، واضاف ان خطاب اوباما كان جيدا لانه "تضمن تعهدا بالعمل جنبا الى جنب مع المؤسسات الافريقية في مواجهة التحديات".

واعتبر اخرون ان الخطاب مشجع، ومن بينهم يميسراك كيبيدي، المدير التنفيذي لمركز مشاركة المواطنين في الاتحاد الافريقي، الذي يضم جمعيات تعمل على اسماع صوت المجتمعات المدنية لدى الاتحاد، وقال كيبيدي "لقد تحدث عن الشبيبة الافريقية. هذا تقدير كبير للسكان الافارقة ومصدر الهام لهم، لان الشباب هم مستقبل القارة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف