مقتل زعيم السلفية الجهادية في غزة

يوسف صادق من غزة، وكالات: قالت مصادر مطلعة لإيلاف أن الشيخ عبد للطيف موسى زعيم تنظيم السلفية الجهادية قتل في إشتباكات مع عناصر من الشرطة المقالة التابعة لحركة حماس، فيما أعلنت شرطة غزة، مدينة رفح مغلقة بالكامل، يحظر على وسائل الإعلام دخولها وكذلك مستشفيات قطاع غزة. لكن حماس لم تعلن حتى اللحظة رسميًا مقتل موسى. وأكدت مصادر طبية أن عدد القتلى، ارتفع إلى 22قتيلاً بينهم القيادي البارز في كتائب القسام محمد الشمالي، سقطوا في الاشتباكات الدائرة بين عناصر امن حماس ومسلحين من السلفية الجهادية الذين تحصنوا في مسجد ابن تيمية في رفح، فيما أصيب 120 آخرين بينهم عدد في حالة الخطر الشديد. وأوضحت المصادر الخاصة لـ" إيلاف " أن العدد النهائي للقتلى في الاشتباكات التي اندلعت منذ عصر اليوم الجمعة في مدينة رفح الحدودية مع الأراضي المصرية، قابل للزيادة. وهو ما أكده معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ. واكد حسنين أن العدد سيرتفع في ظل وجود أكثر من 20 إصابة خطرة، خمسة في حالة موت سريري، من بين 120 إصابة خلال الاشتباكات التي جرت في أحياء مختلفة من رفح.

وقال شهود عيان أن أحد عناصر المجموعة التابعة لعبد اللطيف موسى (أبو النور المقدسي)، فجر نفسه بسيارة تابعة لحماس في مكان الاشتباكات.

جاء التوتر في مدينة رفح، بعد أن أعلن الشيخ عبد اللطيف موسى، إمام مسجد في مدينة رفح جنوب قطاع غزة في خطبة الجمعة أمس، عن ولادة المولود الجديد الذي اسماه "الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس، ستبدأ من مدينة رفح الحدودية".

وقال الشيخ عبد اللطيف موسى أمين عام السلفية الجهادية "سنقيم هذه الإمارة على جثثنا وأجسادنا, وسنقيم بها الحدود والجنايات وأحكام الشريعة الإسلامية وستعيد لهذه الإمارة الحياة وطعمها، ونعاهد الله أن نعمل على طاعته وان نرجو ثوابه وان نترك ونبتعد عن ما نهانا عنه"، وأضاف موسى أن حركة حماس في فسحة من أمرهما ما لم تقتربا من مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية، فهم يحاولوا ضمه لأوقاف وهذا شيء مستحيل - على حد قوله. ودعاهم "إما أن يطبقوا شرع الله ويقيموا الحدود والأحكام الإسلامية أو يتحولوا إلى حزب علماني تحت مظلة الإسلام".

ويعتبر الشيخ موسى، أحد أقطاب جماعة الكتاب والسنة في فلسطين، التي كان لها الفضل في إغلاق دور السينما في محافظتي رفح وخان يونس، وتحويل إحداها في خان يونس لمركز رئيسي لجمعية دار الكتاب والسنة. لكن موسى كشف اللثام أمس عن ترأسه للعمل العسكري السري في تنظيم السلفية الجهادية.

ويعرف عن جماعة الكتاب والسنة تأيدهم للرئيس والحاكم. ويقولون أن تغير القائد الفاسد لا يتم من خلال السيف، بل يجب تقديم النصائح له والإرشاد، وتتهم السلفية الجهادية وحركات إسلامية أخرى تنتشر في غزة، حركة حماس بأنها لا تطبق الشريعة الإسلامية، وأن نهج حماس بعد دخولها الإنتخابات التشريعية تغير تماماً.

حكومة حماس تعلن انتهاء اشتباكات رفح

الى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إيهاب الغصين، في بيان له إن العملية الأمنية التي نفذتها أجهزة الأمن ضد "الجماعة التكفيرية" التي يتزعمها عبد اللطيف موسى، "بعد تهديده للحكومة الشرعية في غزة والإعلان عن الانفصال ووصف حركة حماس بالحركة العلمانية الواجب قتالها وقتلها" انتهت.

وأضاف "ما يجري الآن هو عملية تمشيط أمنية فقط، وأن منطقة رفح والمشافي الطبية لا زالت مغلقة أمام الجميع وذلك للحفاظ على الأمن العام".

وقال الغصين " تم التأكد من مقتل عبد اللطيف موسي زعيم هذه الجماعة" موضحاً أن "عدد القتلى وصل إلى 22 بينهم ستة من أفراد الشرطة وستة من المواطنين من بينهم طفلتان". وقال مصدر طبي إن عدد الجرحى بلغ 150 جريحًا بينهم 20 في حالة الخطر.

ونقلت وكالة "صفا" المحلية عن مصدر مطلع تفاصيل مقتل موسى، وقال إن الشرطة أجرت عملية تمشيط لمكان اندلاع الأحداث واكتشفت نفقا يمتد من مسجد ابن تيمية إلى منزل موسى، وتفاجأت بوجود شخصين داخل النفق يطلبان تسليم نفسيهما مقابل تأمين حياتيهما، تبين أنهما موسى و زعيم جماعة جند أنصار الله ابو عبد الله السوري.

وأضاف المصدر أن شرطيًا اقترب من الشخصين لاعتقالهما ، غير أن أبو عبد الله السوري" سارع بتفجير حزام ناسف كان يلفه على وسطه، الأمر الذي أدى لمقتله و زعيم الجماعة، فيما أصيب الشرطي بجراح خطرة".

وقال الغصين " هؤلاء هم عبارة عن مجموعة من الأفراد وليسوا تنظيماً، وليس لهم اتصالات خارجية، ويحملون أفكارا منحرفة ويقومون بتكفير أهل غزة وبالعديد من عمليات التفجير في الأفراح والمقاهي".

وأشار إلى أنه "في البداية كانت الملاحقة تتم على خلفية الحوادث وبعد تتبع هذه الأمر تبين أنهم يتبعون لزعيم وتم التواصل معهم ومع ذويهم لوضع حد لهم وإقناعهم بالتحلي بالإسلام الوسطي لكنهم رفضوا".

وأوضح الغصين أنه "كانت هناك اتصالات كاملة معهم وتوعية لهم، وبالأمس كان هناك إعلان لهم في خطبة الجمعة يسمى بالإمارة الإسلامية وجرت اتصالات لضبط الأمر إلا أنهم أفشلوا هذه الاتصالات وباشروا بإطلاق النار فاستشهد أحد أفراد الشرطة وعلى اثر ذلك استمرت الاشتباكات حتى صباح اليوم"، مشيرا الى أن" تجمعهم كان بشكل رئيس في منطقة رفح فقط".

وأضاف أن "المدعو موسى كانت له اتصالات تنسيقية مع الأجهزة الأمنية التابعة( للرئيس الفلسطيني) محمود عباس، وربما هناك من يقف خلفه لمحاولة استغلال الوضع والإخلال بالأمن في القطاع خاصة أنهم لم يستطيعوا الدخول إلى القطاع عبر مجموعتهم الأمنية برام الله وقد تكون هذه الطريقة جديدة لزعزعة الأمن في غزة".

وأعرب الغصين عن أسفه لوقوع عدد من الضحايا من أبناء الشعب، داعياً الأهالي الى توعية أبنائهم وتعليمهم الإسلام الصحيح الوسطي .

.. وتوعد بالثأر

هذا وتوعدت جماعة جند أنصار الله المتشددة اليوم السبت بالثأر لأعضائها الذين قتلوا في الاشتباكات مع قوى الأمن التابعة لحركة حماس في محيط مسجد ابن تيمية في رفح جنوب قطاع غزة.

وقالت الجماعة في رسالة نشرت على موقعها الالكتروني، "رحم الله شهدائنا .. والله الذي لا إله إلا هو الذي رفع السموات الطباق بلا عمد لنثأرن لدمائكم ولنرملن نسائهم كما رملوا نساء مجاهدينا".

وأضافت "غزونا بني صهيون في عقل دارهم ورجعنا لاهلينا سالمين غانمين .. فقتلوا على أيديكم في ليلة الجمعة وفي هذه الأيام المباركات".

يو بي اي