أخبار

الخلاف النووي يحول الإهتمام عن اضطرابات إيران

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
النفط والإيديولوجيا تمنعان الصين من تشديد عقوبات إيران

سيحاول قادة إيران المتشددون كسب الوقت لبرنامج البلاد النووي في المحادثات التي تجري مع ست قوى عالمية في جنيف يوم الخميس وتعزيز مصداقيتهم في الداخل بعد اشهر من الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات.

عواصم: وسيقود الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا المحادثات باسم الصين وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا، مع المفاوض الايراني سعيد جليلي الذي سيلتقيه للمرة الاولى منذ تموز/يوليو 2008 في سويسرا. ويرى الخبراء على غرار العواصم الغربية ان العنصر المجهول المهم في هذا الاجتماع هو موقف ايران التي لم تكف منذ اسبوع عن ابداء مواقف متقلبة. ولخص سولانا الثلاثاء الوضع بقوله ان اختبار (نوايا طهران الحقيقية) سيكون في الاول من تشرين الاول/اكتوبر".

وعلى الرغم من المجازفة بالتعرض لعقوبات أقسى فان الزعماء الإيرانيين قد يشعرون بثقة اكبر في التعامل مع امور الهيبة والردع العسكري اكثر مما يشعرون به في التعامل مع الانقسامات الداخلية التي كشفتها الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها وجرت في يونيو حزيران.

هذا ودعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد نظيره الأميركي باراك أوباما لتطبيق شعار "التغيير" الذي رفعه خلال حملته الانتخابية،وعدم السير على خطى الإدارات الأميركية السابقة التي أقر بنفسه بأخطائها. ونقلت وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية غير الرسمية عن أحمدي نجاد قوله للصحفيين، على هامش اجتماع مجلس الوزراء، "آمل أن يعمل أوباما بتعهده في منظمة الأمم المتحدة بأن لا يسير على خطى رجال الإدارات الأميركية السابقة، ويطبق شعار التغيير الذي رفعه خلال حملته الانتخابية".

كما أكد الرئيس الإيراني مجددا "أن عصر الغطرسة قد ولى"، مشيرا الى أن اوباما انتقد ذلك الموضوع بشدة في الأمم المتحدة وأنه أقر كذلك بأخطاء الإدارات الأميركية السابقة. وقال إن بلاده تواصل برنامجها النووي المدني وفقا لقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبناءً على ذلك قامت طهران بإبلاغ الوكالة الدولية بالمنشأة النووية الجديدة قبل الموعد المقرر.

وحيال الضجيج الإعلامي الغربي حول منشأة فوردو الجديدة لتخصيب اليورانيوم، قرب مدينة قم جنوب طهران، قال "إن قيام ايران بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمنشأة الجديدة لتخصيب اليورانيوم قبل عام واحد من الموعد المقرر، مؤشر على أنها تسير حسب اتفاقاتها مع الوكالة الدولية".

وأضاف "نشارك في مفاوضات يوم الخميس بخطة عمل منسجمة ورصينة تتضمن حلولا تنفيذية وآليات تنفيذية محددة، والوفد الايراني يرحب بجميع المقترحات الإيجابية لإتاحة أرضية جيدة للتعاون الجماعي". ووصف اجتماع الدول الست مع إيران بالمهم، مشيرا الى أنه توجد قضايا مهمة في العالم سيتناولها الاجتماع تخص الشؤون الاقتصادية والأمنية وتنظيم العلاقات الدولية.

هذا وأعلن مسؤول اميركي رفيع للصحافيين ان على ايران "ان تستعيد الثقة المفقودة بالطابع السلمي" لبرنامجها النووي، وذلك عشية اجتماع حاسم في جنيف بين الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني وطهران. وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته "ننتظر (من الايرانيين) ان يكونوا مهيأين للتركيز على القضية النووية وان يظهروا استعدادهم لاتخاذ تدابير بهدف استعادة الثقة المفقودة بالطابع السلمي" لبرنامجهم النووي.

وقال باقر معين المحلل المتخصص في الشؤون الإيرانية "القيادة تستطيع الذهاب للمفاوضات واثقة الخطى اكثر من اي وقت منذ الانتخابات" مشيرا الى أن الجمهورية الاسلامية تستخدم الازمات الخارجية منذ فترة طويلة للتغطية على الانقسامات الداخلية. وأضاف "كسب الوقت هو استراتيجيتهم الوحيدة بسبب غياب الثقة على الجانبين."

وأظهرت تجارب اطلاق الصواريخ الإيرانية التي جرت هذا الاسبوع تحديا مألوفا بعد ايام من استغلال الدول الغربية كشف طهران عن امتلاك محطة ثانية لتخصيب اليورانيوم لمطالبة إيران باتاحة مزيد من المعلومات وامكانية الدخول لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وعلى الرغم من هذا سيحاول الزعماء الإيرانيون منع تنامي اي توافق بين القوى الكبرى لفرض عقوبات دولية أشد على الانشطة النووية التي يشتبه الغرب أنها تهدف الى امتلاك القدرة على تصنيع قنابل وليس فقط محطات لتوليد الكهرباء مثلما تقول طهران. وقال معين "انهم يرغبون في التنازل عما يستلزمه الامر لتجنب انضمام الصين وروسيا لهم (الغرب) دون المساومة على التخصيب. لابد أن يكون هذا الخط الاحمر بالنسبة لهم."

وكانت إيران قد سارعت الى تأكيد أن محطتها التي كشفت عنها مؤخرا والمدفونة اسفل جبل قرب مدينة قم قانونية ويستطيع مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيشها. وهزت الاضطرابات التي وقعت بعد الانتخابات قيادة إيران المتشددة لكن الحياة عادت الى طبيعتها في الشوارع بعد المؤتمرات الحاشدة التي لم يسبق لها مثيل المناهضة لاعادة انتخاب محمود احمدي نجاد لولاية ثانية وبعد أن قمعتها السلطات بالقوة.

غير أن أنصار المرشحين المهزومين مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذين يقولان ان الانتخابات زورت على الرغم من النفي الرسمي المتكرر ما زالوا ينظمون احتجاجات متقطعة على نطاق أصغر. ولم تلتئم الجراح داخل النظام الحاكم بعد وذلك بعد أن انتقد بعض الساسة ورجال الدين البارزين تلميحا او تصريحا اسلوب تعامل الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي مع اخطر أزمة داخلية منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979.

وربما يعتمد خامنئي على أنه يستطيع استعادة الدعم من خلال الدفاع عن خطط إيران النووية في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها. ويقول جالا رياني في مذكرة لمؤسسة (اي.اتش.اس) جلوبال اينسايت المتخصصة في التحليلات وتتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها "لا يزال البرنامج النووي يخاطب العناصر الوطنية للهوية الإيرانية.

"كما أنه مرتبط بشدة بنضال النظام الحالي من أجل الشرعية. فوسط الانقسامات السياسية الداخلية فانه أداة فعالة ولازمة لتحقيق الوحدة الداخلية." وكان زعماء المعارضة بإيران قد انتقدوا خطاب احمدي نجاد الحاد فيما يتصل بالقضية النووية وليس البرنامج نفسه. وقال علي رضا نادر المحلل في مؤسسة راند التي تتخذ من واشنطن مقرا لها ان المتشددين الإيرانيين لا يريدون أن يبدو وكأنهم يتنازلون على صعيد المسألة النووية خاصة لان هذا سيعتبر علامة على الضعف بين أنصارهم الاساسيين.

ومضى يقول "في الوقت نفسه هم يدركون أن عليهم التحرك بحذر حتى لا يزيد الضغط على إيران لان من الممكن أن تشعل العقوبات غضب رجال الاعمال المحافظين الذين كانوا يدعمون الجمهورية الاسلامية تاريخيا لكنهم شعروا بالاستياء بسبب أداء احمدي نجاد الاقتصادي."

وقال معين ان المتشددين ربما يستفيدون من فرض عقوبات جديدة على المدى القصير عبر سيطرتهم على مؤسسات الدولة التي ستستخدم للتحايل على الاجراءات لكن العزلة الدولية ستضعهم في موقف دفاعي بدرجة اكبر على المدى الاطول. وأحجمت الصين وروسيا مرارا فيما سبق عن الاقتراحات بتشديد العقوبات والتي تحبذها الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون فرنسا وبريطانيا والمانيا على نطاق واسع. وستمثل الدول الست في محادثات جنيف مع إيران.

اما الرئيس الأميركي الذي هزه الفتور الذي استقبلت به إيران مبادراته المبكرة وانتقد لرد فعله المعتدل على الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات في إيران فسيتطلع الى محادثات جنيف بحثا عن اي مؤشر على أن طهران مستعدة للحوار الاوسع نطاقا الذي تصوره لتهدئة عقود من الحقد المتبادل.

ولهذه الفكرة جاذبية تجاوز الجدل بشأن فرض مزيد من العقوبات وهو ما قد يضر بالشعب الإيراني دون ان يدفع زعماءه الى تغيير مسارهم فضلا عن الخيارات المزعجة مثل القيام بعمل عسكري او التعايش مع إيران وهي تمتلك قدرات نووية. وبالنسبة للمتشددين الإيرانيين فان التواصل مع الغرب اشكالي كما أن أهدافهم تؤثر على بعض مصالح الولايات المتحدة بالشرق الاوسط.

وقال نادر من مؤسسة راند "النخبة الحاكمة في إيران... تود اعترافا بدور إيران بالمنطقة وسترغب بنهاية المطاف في التمتع بموقف جيوسياسي مهيمن." ويريد القادة الإيرانيون المزايا الامنية والاقتصاددية التي قد تعقب المقاربة لكنهم قلقون من التأثيرات الثقافية والسياسية الغربية. وقال "الانفتاح على الغرب يمكن أن يقوض تدريجيا ركائز الجمهورية الاسلامية التي هي في جوهرها كيان ثوري مناهض للغرب."

وأشار معين الى أن الغرب بحاجة الى استراتيجية واضحة ونهج مشترك مع روسيا والصين لكنه تساءل عما اذا كانت الولايات المتحدة تستطيع أن تعطي إيران الاعتراف الاقليمي الذي تتوق اليه دون اغضاب حلفائها العرب والاسرائيليين. وقال "ما سنراه في هذه المفاوضات هو ما اذا كان هناك اي مؤشر عن اي نهج تجاه بناء الثقة التدريجي ام لا."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف