وعيٌ على ذكرياتي: حبٌ في البصرة (1)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كانت دار المقيمين مكونة من طابقين.. ثلاثة غرف في الطابق الارضي، الوسطى يشغلها الدكتور حسن السكافي لوحده فهو رئيس المقيمين وابن أخت شاكر توفيق السكافي رئيس الصحة..غرفتنا انا ونعمان على يساره بينهما حاجز خشبي يمكن فتحه على سعته.أطلعني مسعود على تفاصيل الدار، وبعد ان وضع حقيبتي في غرفة نعمان، سألني إن كنت افضل قدح شاي او فنجان قهوة او شرابا مبردا، وحين شكرته معتذرا واطلعته أنني بشوق لاتعرف على مدينتي الجديدة مادام اليوم هو الجمعة، اي قبل موعد مباشرتي الرسمية بيوم واحد.. سالني عن موعد عودتي وعن ما اشتهيه للغداء والعشاء كي يقوم باعداده في المطبخ.حين عدت ليلا وجدت نعمان قد أعد سريري ووضع حقيبتي بجانبه وعلى الكوميدي جوار السرير مزهرية صغيرة بها اضمامة ورد صغيرة ومصباح منضدة....شكرته على هذا اللطف الرقيق.-كيف كانت جولتك في البصرة ؟-لاتقلْ البصرة، بل قلْ جمهورية البصرة، إنها تختلف عن كل ما رأيت لا بين مدن العراق، بل ومدن العالم الاخرى التي عرفتها..شيء في غاية الجمال والتميّـز معالما واناسا.. لن ابرحها ما حييت يا نعمان.
في الصباح توجهت الى غرفة مدير المستشفى، أحد أمهر جراحي العراق وأكثرهم نبلا، الدكتور مصطفى الخضار.قدّمت اليه الامر الاداري.. رحب بالطبيب المقيم الجديد، ومع فنجان القهوة اطلعني على بعض ردهات المستشفى الضخم واقسامه، وأنه يضع جدول التدريب واختيار الاقسام بين ايدي وجبات المقيمين انفسهم واختياراتهم قدر المستطاع، وهذا نظام قد اتبعه في السنين التي مضت واثبت نجاحه في تدريب الدفعات الجديدة وفائدته لمرضى المستشفى.... طلب مني أن ازور الردهات واعرّف نفسي على مسؤوليها من الاختصاصين وأن اجد ما يناسبني للاشهر الثلاثة الاولى من الاختصاصات لبدء الاقامة الدورية.... قمت بجولتي، وعرضت خدماتي وتدريبي على الدكتور مصطفى النعمة، اخصائي الامراض الباطنية المخضرم، زميل الكلية الملكية البريطانية وعميد كلية الطب لاحقا.حين عدت بعد اقل من ساعة الى مدير المستشفى، مطلعا اياه على اختياري للامراض الباطنية كبداية لاقامتي الدورية وموافقة الدكتور النعمة على ذلك، سألني متى اريد البدء، وإن بامكاني أن ابدء من يوم غد اذا اردت،لاكمال اطّلاعي على اقسام المستشفى، رجوته أن يسمح لي بالبدء فورا.. ابتسم وهو يوقع الامر الاداري :-يبين إنت كلش مستعجل عل التعب.التحقت على الفور في جولة الدكتور النعمة الصباحية على مرضى ردهته وكان يرافقنا في الجولة محمد (ابوجاسم) اقدم مضمد في المستشفى واكثرهم خبرة وجهدا ووفاءا في عمله.. رجل اسمر الوجه، ضخم الجثة، منتصب القامة، وادع القسمات انيق الملبس بالصدرية والبنطال الابيض، خدم منذ اوائل تأسيس المستشفى وتدرب وعمل مع المجموعة الطبية البريطانية المنتدبة في اوائل العشرينات... كانت ترافقنا في الجولة زهور، ممرضة سمحة الوجه في العشرينات من عمرها، مسؤولة تنظيم اوراق المرضى ومواعيد فحوصهم ومواعيد الطبيب الاختصاصي وجهاز تخطيط القلب في غرفتة... مريض الربو في طور التحسن.. عجز في القلب.. فقر الدم المنجلي..تضيّق صمام القلب التاجي.. حين وصلنا الى المريض الثاني عشر-آخر الجانب الايمن من الردهة- والمختفي كليا تحت اغطية السرير، تجاوزه الدكتور النعمة.. سألته عن تشخيصه المرضي فاجاب :-ضياع الهوية المزمن.(اطلعني ابوجاسم بعد مغادرة النعمة، بأن هذا الرجل الملتحف وهو في الستينات من عمره، عامل على ظهر مركب هندي (بوم)، تخلّـف عن موعد اقلاع مركبه، فغادر المركب مرساه في البصره عائدا الى الهند، تاركا اياه دون جواز او اوراق ثبوتية هندية..القنصلية الهندية في البصره ترفض استلامه والسلطات العراقية ترفض بقاءه.. راجع (الهندي التائه) الدكتور النعمة لمرض ألم به.. أدخله الردهة.. بعد شفائه لم يسمح ضمير الدكتور النعمة في رميه الى المجهول خارج الردهة، فابقاه عسى أن تحل قضيته وهذه هي السنة الثانية والقضية لم تحل بعد وهذا المصاب بمرض (ضياع الهوية المزمن) يأكل وجباته على السرير ثم يلتحف باغطيته ويعود الى النوم.
اليوم هو يومي الاول كطبيب ردهة خافر.كان الليل قد اقترب من منتصفه.. أجلس في غرفة خفارة الردهة (هي غرفة الممرضات وغرفة ابو جاسم صباحا)، اراجع ملفات المرضى واحدا بعد الآخر واستعين بمرجع (ميرك) في التشخيص والعلاج.. سمعت جلبة وزعيقا وثلاثة رجال يقتحمون الردهة، حاملين معهم مريضا يرفس برجليه ويصارع الهواء بيديه وجسمه يتلوى بين أذرعهم وهم يحاولون بشق الانفس كي لا يفلت المصروع من بين ايديهم....أشرت اليهم أن يضعوه على طاولة الفحص في الغرفة.. نظرت اليه وانا أكثر منه ومن مرافقيه هلعا.. لم ار شيئا كهذا في مستشفيات موسكو او براغ..&..حاولت أن أشم رائحة الاسيتون من فمه (كما هو عند صرع المصابين بالسكري) فلم استطيع حتى الاقتراب..حاولت الامساك بمعصمه الساخن لجس نبضه فرميت بعيدا..&أقف حائرا.. ما هذا يا إلاهي.. صرع الحمى التيفوئيدية الشديد..صرع.... وجدت ابو جاسم الى جانبي (يأتي في الليل المتأخر لمتابعة عمل الممرضة وللتأكد من وجبات الادوية وساعاتها)... أمر الممرضة أن تحضر ادوات خزع النخاع الشوكي... وقفت الممرضة الخافرة الى جانبي مع طاولة متحركة تحمل فوقها محقنة كبيرة وابرة طويلة وقنينة صبغة اليود وقطنا ووعاءا معدنيا وكفوفا مطاطية.... دفع ابو جاسم الرجال الثلاث جانبا وطوى المريض بيديه الجبارتين، بحيث اصبح تقوس ظهره امامي...طلب من الممرضة الخافرة قص كل ما يغطي الظهر، فبانت نتوءات الفقرات المقوسة.. سارعت الممرضة لمساعدتي في حشر كفي بالكفين المطاطيين.. مسحت جلد الظهر فوق منطقة اعلى الفقرات القطنية..-هيّـا دكتور توكل على الله..اعرف انها اول مرة! قالها ابو جاسم مشجعاًسحبت نفسا عميقا وتوكلت على الله وادخلت الابرة الطويلة دون عناء &-لحسن الحظ-..إمتلا المحقن بسائل حليبي قذر... التهاب السحايا الصديدي!(لا تُجرى هذه العملية في الغرب إلا من قبل الطبيب الاختصاصي)سارعت لحقنه بالمضادات الحيوية ومركبات السلفا بجرعات ضخمة ثم حقنة من اللومينال (للنوم)... نقل الى السرير وشدّ بأحزمة فوقه.خلعت عني الصدرية وفانيلتي ومسحت العرق المتصبب على جسدي ووجهي رغم اننا في منتصف الشتاء.. شكرت ابا جاسم بحرارة.-لقد مر علي عشرات الاطباء قبلك لاكون معهم في حالات مماثلة، قالها مبتسماً.خفّـت حمى المريض عند الصباح.. بدا يتعافى مع استمرار العلاج..خرج من الردهة بعد اسبوعين بصمم جزئي وهو لا تسعه واهليه الارض من السعادة... اعتقد اني كنت بسعة سعادته.. لقد انقذت أنا وابوجاسم انسانا من موت شبه اكيد... حُملت اليّ &- في دار المقيمين- اول صينية من اسماك الصبور المشوية المعدة على الطريقة البصرية ومعها صحن رز بالزعفران وحشوة اللوز والزبيب والبصل..وصحن كبير من (الحلاوة).. شارك كل المقيمين في الدار في تناولها.التحق عدد آخر من الدورة الجديدة بالمستشفى، وبدأت الحياة تدب بل وتصخب احيانا في الدار.. ننشغل كل في ردهته نهارا ونتعاون في خفارات الليل في كثير من ألاحيان على انقاذ هذا المريض وتتبع حالة صعبة لمريض آخر..لا ننام إلا سويعات.. نلهو ليالي الجمعة ونهاراتها.. نصخب احيانا في حديقة الدار ليلا للحد الذي يرغم رئيس الصحة الطيب الوقور الذي يسكن لصقنا، وكلنا يدعوه بالخال لانه خال زميلنا الدكتور حسن، على طرق باب الدار في وقت متأخر سائلا ايانا بادب جم وقور أن نقلل صخبنا كي يستطيع أن ينام بقية الليل.
لا تزال ردهة النسائية دون طبيب خافر فلم يكتمل نصاب الاطباء المقيمين الجدد بعد.. نقتسم نحن القلة من الموجودين خفاراتها.في اول ليلة لي هناك.. كانت الحالات عديدة.... نزف رحمي شديد لاسقاط غير مكتمل يستدعى عملية لجرف بطانة الرحم...نعيمة الشابة الجميلة السمراء كانت الى جانبي هذه المرة بدلا من المضمد الاقدم المخضرم ابو جاسم..لقد كانت نعم العون حقاً.. مع طاولة الادوات الطبية اللازمة وهي تقف الى جانبي في غرفة عمليات الردهة، أجريت اول عملية نسائية في حياتي الطبية.. كان جرف البطانة الرحمية ناجحا تماما.. توقف النزف الدموي المهدد للحياة بعده تماما&.. لم نسترح إلا قليلا لتدخل حالة ولادة مستعصية.. مقعد الجنين هو المتقدم في فتحة المهبل..&.. نعيمة تكرر وتشير باصبعها..-قليلا الى اليمين دكتور.. دكتور اسحب أكثر.. اليك المقص واقطع العجان جانب المهبل الى اليسار، اعلى فتحة الشرج بثلاثة اصابع.. ها قد ظهر الجسد.. دوّره الى اليسار قليلا.. الى اليمين قليلا..،..قلبت الطفل الوليد المغطى بالشحوم والسوائل والدم ممسكا به من كاحليه.. ضربت بكفي على ظهره.. اطلق اول صرخة بكاء في حياته (وليس آخرها).. تماسكتُكي لا ابكي انفعالا.. تذكرتُ زميلتي الروسية في السنة الخامسة وهي تجهش بالبكاء العنيف عند خروج اول طفل من رحم امه ونحن نتابع اول ولادة نشهدها في المستشفى التعليمي الكبير...حالة من حالات الارجاج الشديد (eclampsia)..&..هيّـأت نعيمة الغرفة المظلمة.. تم زرق المراة الحامل المتشنجة بعقار للاسترخاء، ومخفّض للضغط، ومادة مدررة وتم وضعها بحذرورفق شديدين فوق السرير.ما أن حاولنا ان نستريح قليلا من العناء آخر الليل، حتى اُدخـلت طفلة في الثانية عشرة من العمر بتمزق مهبلي ونزف شديد...طفلة عروس في ليلة دخلتها... وقفت نعيمة من جديد الى جانبي في غرفة عمليات الردهة النسائية.. ناولتني مقرص الشرايين.. " إقرصْ على منطقة النزف اسفل المهبل! ".. " جيد! ".." وعلى الآخر اعلاه!".... " الآن وبعد أن خف النزف.. ابدأ بخياطة الانسجة الممزقة! "..،..اوشك الفجر أن يجهجر..جلست لاستريح في غرفة الطبيبات بينما كانت نعيمة تعد الشاي.. جلبته مع بضع قطع من البسكويت....ونحن نسترخي على الكنبات الواسعة&وبعد ان نعمنا ببعض الراحة والاسترخاء.. قالت والبسمة على شفتيها :-هل تعلم يا دكتور باننا &-نحن الممرضات- عقدنا اول أمس اجتماعنا الدوري الذي يجري بعد قدوم كل دورة جديدة من الاطباء المقيمين، وقد حُددت حصة كل ممرضة فينا &- بالتفاهم والتشاور الودي &- منطقة شباك صيدها المرمية على واحد بعينه من الوافدين الجدد... لم يحصل سابقا اي تجاوز في المناطق المرسومة، لذا كانت كلمة الشرف الجديدة كسابقاتها أن نلتزم حدودنا هذه.. وان لا تتجاوز اي واحدة منا على حقوق صيد صاحبتها..-وانا يا نعيمة كنت حصة شباك اي منكن ؟-ومن تظن بربك ايها الدكتور العزيز ؟!!(في دورتنا الحالية المكونة من تسعة اطباء افلحت شبكتان في صيدهما بزواج شرعي معلن.. الاول لعدنان الابيض الاشقر سليل عائلة غنية معروفة، بزواجه الموفق السعيد بممرضة زنجية السواد نوبية الجمال وقد احتفلنا بعد عامين، وهو عائد من وظيفته في الخليج، بقدومه خلال زيارة للبصرة مع زوجته الحسناء وطفلهما الجميل خلاسي اللون مجعد الشعر.. والثاني بزواج تعس مليء بالمشاكل والصدام والمنتهي بطلاق باهض التكاليف)&
كنت طبيبا خافرا في العيادة الخارجية للمرة الثانية منذ قدومي...أتت حالات بسيطة كثيرة، واخرى اكثر اهمية بقليل.قرابة الثامنة ليلا، هرعتْ الى غرفتي إمرأة مرعوبة منشدهة، تحمل فوق ذراعيها صبيا في الخامسة او السادسة من عمره..يشهق فيصدر صفيرا حادا مع كل نفس عسير يأخذه..وضعته على طاولة الفحص وصرخت باكية :-دخيلك دكتور..ابوس ايدك!قفزتُ الى جانب الصبي المريض.. ضغطت بخافضة اللسان في فمه.. طبقة من غشاء ابيض تغطي مدخل البلعوم.. الطفل محموم وفي حالة من الاعياء الشديد..الدفتريا دون ادنى شك.... " هل ساقوم بشق اسفل العنق طولا واعلى الرغامة وأضع على الفور انبوبا، لافسح المجال لدخول الهواء الى الرئتين.. لكن لماذا وهنالك الآن ولحسن حظ المريض يتواجد الدكتور احمد مصطفى السلمان والطبيب المقيم الاقدم في الجراحة معه في جولة مسائية لهما في ردهته الجراحية.."... لم ادع الوقت يمضي في طلب نقّـالة ومضمد ليأخذاه معي الى ردهة الدكتور السلمان..حملته على ذراعيّ وركضت كالمجنون تحت ابصار المضمدين والمعينين المستغربين وتوجهت عبر ساحة المستشفى الكبيرة فالممر الطويل المؤدي الى ردهة الدكتور السلمان.... اقتحمتها فاتجهت صوبي انظار المرضى والدكتور السلمان والدكتور حسن والمضمدين بدهشة تكاد تكون رعبا..صرختُ وانا عند باب الردهة المشرع :-دخيلك دكتور السلمان.. ارجوك!!.. حالة خنّـاق شديدة حرجة!!طلبَ من الدكتور حسن ان يرافقني الى صالة العمليات الكبرى... دخلناها وانا ادعوا الله شبه باك أن يتمكن زميلي وجاري وصديقي حسن من انقاذه بشق الرغامة السريع... طلب الدكتور حسن من ممرضة الجراحة وضع المريض نصف المختنق فوق طاولة العمليات واعداد الصالة.... أخذ يغسل كفيه، ويعيد غسلهما وينظف اطراف الاصابع بفرشاة تنظيف الكفين..-ارجوك اخي حسن!..ارجوك اسرع!..لا ضرورة في هذه اللحظة الحرجة للتقيد بوسائل التعقيم النمطية.. ارجوك!!-اهدأ يا فلاح..اهدء كل شيء سيتم على ما يرام.&اندفعتُ الى صالة العمليات بحذائي المتسخ.. توجهت الى طاولة الادوات الجراحية مبعثرا العديد منها بحثا عن مشرط..أتاني صوت الممرضة :-آىسفا يا دكتور..لقد توفي الصبيجمدت في مكاني..لم ار شيئا غير ضباب ازرق لفترة غير قصيرة..ضياع في متاهة فراغ الروح والجسد.... صحوت على من يهز كتفيّ برفق..-استهدي برحمانك يا صاحبي.. لقد بذلنا جهدنا يا صديقي..كان حسن يقولها وهو يحاول سحبي برفق عن طاولة الصبي الممدد التي كنت اتشبث بها.&&
التعليقات
حبٌ في البصرة
mohammed -ربنا يحميك
البلد الحبيب
زينة -هكذا كانت الرعاية الطبية في العراق الحبيب ،،، الكل من الطبيب ، المضمد ،و الممرضة يتعاونون لرعاية المريض و شفائه .
السبعينيات
قاسم الجلبي -مع هذه الذكريات لطبيب مقيم, عادت بي ذكرياتي كطبيب مقيم في الموصل في السبعينيات من قرن العشرين , تكاد تجمعنا بعض او تخاف, بداية العمل محفوفة بالمشاكل والتعقيادات والرهبة من انقاذ مرضى وانت الوحيد في تلك اللحظه , طفل في السنة الثانيه من عمره قد احيل الينا في المستشفى الجمهوري بالموصل لعمل سحب سائل النخاع الشوكي للاشتباه بمرض السحايا, ولاول مرة اقوم بهذا العمل بمساعدة الممرضة المتمرسة بهذا العمل , اقمنا العملية وتمت وبنجاح , الخدمات والعلاقة بين الطبيب والمريض تتسم بالثقة والاحترام المتبادلين وهذه السمة هي النجاح في العمل .
احسنت كما انت دائماً
دكتور صباح جمال الدين -اشتركنا في حبيب واحد حبه يغلو على كل حبيباخي وصديقي العتيق والصداقة كالخمرة اجودها المعتققبل ايام ارسلت ديوان البصرة للطباعة فهي من حبيباتي التي قلت في فيهن الكثيرشكراً لك ان تشاركني ، حتى في الحب
تعليق
ن ف -لا أظنُّ أنّ هناك مرض بعنوان ((فقدان الهوية المزمن)). ولا أظنّ أنّ كتاب Davidson في الطّب قد تطرّق إليه من قريب أو من بعيد. اعتقد أنّ هذا الهندي كان يُغطي نفسه بالبطانيات هرباً من مواجهة الواقع وخوفاً من أنْ يقضي حياته في ((القلوغ= السجن)). لو كنتُ مكان ((أبو جاسم)) ذلك الممرّض الأسمر لضربته بـ راشدي من هذا أبو الزين وجعلته يذهب إلى السفارة الهندية في الصباح الباكر لترتيب أوراق سفره إلى الهند على أقرب طائرة. الحق أقول هو أنّ فقدان الهوية هو الهوية بعينها. أجمل ما في الإنسان هو أنّه لا يحمل علماً. وبدلاً من ذلك ((أي بدلاً من يحمل علماً)) على الإنسان أن يحمل إنسانيته أينما حلّ.
مقال فلاح الجواهري
د طلعت الخضيري -عدت بِنَا اخي فلاح الى ذكريات الستينيات من القرن الماضي ،كنت انا قد بدات عملي في المستشفى الجمهوري بالبصره في رده الأطفال عندما عملت معنا كمقيم وكنت متوتر الاعصاب جدي في عملك وتصرفك ، ومرت الايام واذا بك طبيب أخصائي في قسم الأشعة ومرت ايام اخرى جمعتنا بها صداقه حميمة تبادلنا بها همومنا واشجاننا خلال ظروف قاسيه احاطتنا من كل جانب،،ومرت ايام اخرى واذا بصديقي يسكن السويد ويودع بلده الى غير رجعه ، واليوم تعيش سعيدا تحقق هوايتك في الرسم والكتابه،اتحفنا بذكرياتي عن البصره الحبيبه وذكريات ايام جميله عندما كانت البصره كما عرفتها