قراءات

وليام بتلر ييتس: إبحارٌ إلى بيزَنْطيَة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&هناك مخطوطة لهذه القصيدة من أربع صفحات أي ما يقارب ضعف القصيدة النهائية. مليئة بأبيات مشطوبة. فمثلا هناك ست أبيات قبل البيت الأول، يتضح فيها على الأقل أن "ذلك البلد... " هو ايرلندا. إن الغرض الرئيسي في هذه القصيدة هو أن الجوهر بالنسبة إلى ييتس يكمن في الإبداع، وهذا يفضي إلى أن الحياة الروحية هي كما تتمثل في الفن وليس العكس. وبيزنطية هي اشبه بالقدس الجديدة في نظر ييتس. وقد قرأ كل شيء عن بيزنطيَة، وخصوصا ما هو مشاع أسطوريا عن هذه المدينة. فمثلا "الغصن الذهبي": "قرأت في مكان ما بأن هناك في قصر الامبراطور ثيوفيلوس في بيزنطية شجرة مصنوعة بأغصانها وأوراقها، من الذهب والفضة وتجثم عليها طيور اصطناعية تغني".

إن قوّة شعر ييتس تكمن في إلغام كلمة معينة بمعنى يكشف عنه السياق وليس المرجع القاموسي. فمثلا في البيت الرابع والعشرين جاء في الأصل: & Into the artifice of eternity&وإذا رجعنا إلى أي قاموس عربي لنبحث عن مقابل لـ Artifice سنجد أمامنا عدة كلمات: حِذقٌ، مهارة، براعة الحِيلة، دهاء، حيلة، اصطناعية... الخ، وكلها لا تلبي ما يطلبه السياق. يجب أن نجد كلمة تعطي معنى "مكان"، فييتس واضح في ندائه إلى حرق قلبه وأن تُجمَع رفاته "في .... الأبدية" مصهر؟ قريبة من المعنى لكنها بعيدة التأويل. يكفي أن نعرف أن ييتس يضرب معنيين بكلمة واحدة، حتى نجد الكلمة المطلوبة: في نظر ييتس أن الأبدية هي المصنع لما هو خالد، وفي الوقت ذاته هي نفسها خدعة، شيء مُصطَنع، من ابتداع الشاعر لنفسه كعلامة على انتصار الفن. لذا كان أقرب كلمة تدل على المعنيين: "في مُبْتَدَع الأبديّة"! والقصيدة تمت ترجمتها انطلاقاً من هذه المقاربة والاعتماد على كتاب جوهري لفهم قصائد ييتس: Jeffares, Alexander Norman: A Commentary on the collected poems


ذلك ليسَ ببلدٍ للطاعنين في السّنّ. الشّباب&&كلٌّ منهم بذراع الآخر، الطيورُ على الأشجار&&- تلك الأجيال المُحْتَضَرة &- لا تني تغنّي،&مساقطُ السّالمون، اليمُّ الملآن بالسَّمك البحري&كلّ ما يَسبحُ، يَمشي ويَطير، يتغنّون طوال الصيف&بأي مَنسولٍ، يولد ويموت.&مأسورين بتلك الموسيقى الشهوانية، يُهمِلُ الجميعُ&&مآثرَ العقل الذي لا يشيخ.
&2الرجلُ المُسنُّ ليس سوى شيءٍ تافه&معطفٍ رثّ على عُكّازٍ *، ما لَم&&تُصفّقِ الرّوحُ بيديها وتُغنّي، وبصَوتٍ عالٍ،&&لكلِّ خرقةٍ من لباسِها الزائل، فليس&ثمّة مدرسةٌ للغناء سوى دراسةِ&مآثرِ فخامتِها&&لذلك قد جُبتُ البِحارَ وجئتُ&إلى مدينة بيزَنْطيَة المُقدّسة.
&3يا أيّها الحُكَماء ** الواقفون في نار الله القدسيّة&في فُسَيفَساء جدارٍ ذهبيّة&ألا اخرجوا من هذه النّار، دُوروا في حركةٍ لولبية&وكونوا أساتذةَ روحي في الغناء&احرقوا قلبيَ؛ المريضَ بالشهوة،&&المربوطَ بدابةٍ مائتةٍ&فهو لا يعرف من هو؛ ثُمَّ جَمّعوني&&في مُبتَدَعِ الأبديّة.
&4وحين أكون قد رحلت عن الدنيا، فلن&&أتجَسّد الشكلَ الدنيوي (الموجود)&وإنّما الشَّكل الذي كان يبتدعه الصّاغةُ الاغريق&من الذهب المطروق، أو الطلاء الذهبي&لجعل الامبراطور النّاعِس يقظاً&أو لأغّني، على غصنٍ ذهبيّ&لسادةِ بيزَنْطيَة وسيّداتِها&&عما مضى أو يمضي أو ما سيكون.&إحالات:* &أي أشبه بخَيال المآتة** الحكماء إشارة الى القديسين الشهداء المرسومين على فسيفساء تشكل افريزا جداريا في كنيسة سان ابولينارو نوفو في مدينة رافين الإيطالية التي زارها ييتس عام 1907& &&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف