قراءات

سيرة حياة بيكاسو في سنوات الإضطراب الإسباني

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&ربما يجهل الكثيرون أن أهم نحات اسباني عرفه القرن العشرون، بابلو بيكاسو، كرس بضع سنوات من حياته لإنجاز مجموعة من اعمال الحفر على النحاس او ما يسمى بالغرافور. كان ذلك بين 1930 و 1937 وقد أنجز الفنان 100 مجموعة من الحفريات تضم كل واحدة عددا متفاوتا من المكونات وتشكل كل منها سلسلة خاصة. وجاء هذا الإنتاج بطلب من تاجر الاعمال الفنية في ذلك الوقت أمبرواز فولار الذي حصل ايضا من بيكاسو على حقوق طبع السلسلة كاملة. ولم تصدر طبعات ورقية لجميع هذه الحفريات لاسيما إذا ما علمنا أن بعضها تعرض الى التدمير على يد ميليشيات معارضة للمفكرين والفنانين والأدباء الإسبان الذين يعيشون في الخارج والذين وقفوا الى جانب الجمهوريين خلال الحرب الأهلية الإسبانية وكانت النتيجة أنه لم يتبق من كامل السلسلة غير حوالى 60 توزعت لاحقا على متاحف العالم كما لم يوقع بيكاسو بخط يده إلا على عشر مجموعات منها طبعت منها فقط.

ولأن هذا الجانب من أعمال بيكاسو غير معروف تماما قرر متحف كلية كولبي تنظيم معرض يبدأ اليوم الثاني من حزيران/يونيو ويحمل عنوان "بيكاسو: سلسلة فولارد" ومن شأنه أن يستمر حتى 21 آب/اغسطس المقبل.&ويتفق نقاد فن ومؤرخون بشكل عام على ان هذه السلسلة تعتبر من اهم أعمال بيكاسو في مجال الحفر فهو يتنقل فيها بين موضوعات مختلفة شغلت ذهنه لسنوات عديدة ومنها هويته الخاصة نفسها وإبداعه وحياته الجنسية وكلها محفورة ومنقوشة بأسلوب كلاسيكي حديث.&وتعتبر المجموعات التي يعرضها متحف كولبي نادرة لأنها لم تعرض سابقا ويبدو أن عدد من شاهدها حتى الآن قليل جدا في العالم وعدد من لمسها أقل وقد انتج بيكاسو هذه الأعمال خلال فترة علاقته مع الموديل ماري تيريز وولتر التي تصدرت العديد من أعماله في تلك الفترة وركز فيها على ثيمة الأساطير والجنس حتى أن بعض النقاد يعتبرونها مثل يوميات فنان أو مذكراته إضافة الى كونها مؤشرا لمسار تطوره خلال تلك السنوات.&يذكر أن تلك لاسنوات كانت مشوبة بمشاعر الإضطراب وبحالات من التقلب في حياة بيكاسو إذ تبدو أولى المجموعات رقيقة وتأملية فيما نلمس نوعا من العنف في المجموعات اللاحقة وربما كان السبب تأثر الفنان بالحرب الأهلية الإسبانية في عام 1936 حيث طرح بيكاسو موضوعة الكائن الأسطوري مينوتور. &انجز بيكاسو هذه الأعمال في منزله قرب جيسور في شمال غرب باريس في ورشة خصصها للنحت والحفر. وكان فولار الذي أوصى بهذه السلسلة على أساس أن يتمكن من بيعها لاحقا غير أنه توفي في عام 1939. وبعد عقد اشترى تاجر الاعمال الفنية هنري بيتييه الحفريات ثم ما لبثت المتاحف تسعى إلى الحصول عليها ابتداءا من عام 1950. وتأتي السلسلة التي يعرضها متحف كولبي من مجموعة بيتييه حسب قول مديرة المتحف شارون كوروين وهي الوحيدة التي تحمل توقيع الفنان والتي تقع ضمن ملكية متحف فني تابع لكلية، حسب قولها.&بعد انتهاء المعرض في آب المقبل، سيعود كولبي الى تعليق مجموعة منتقاة من سلسلة فولار وعددها حوالى 20 في معرض آخر مخصص للطلاب ابتداءا من الخامس عشر من أيلول/سبتمبر المقبل. وفي عام 2018 ينوي المتحف تنظيم معرض ضخم لمجمل السلسلة مع أعمال أخرى لبيكاسو وعدد من معاصريه.&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف