أفضل تقرير صحفي في القرن العشرين: يوم كشف كاتب حقيقة هيروشيما
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسلوب غير مسبوقفي البداية، طلبت مجلة نيويوركر من هيرسي الذي كان مستقرا في ذلك الوقت في اليابان، تقريرا عن المباني التي لحقها الدمار في هيروشيما. ولكن الكاتب قابل 6 ضحايا، فقرر أن يروي قصصهم في تقريره مع شرح لما كانوا يفعلون عندما انفجرت القنبلة. وكان هذا الأسلوب غير مسبوق في ذلك الزمان. &ولد جون هيرسي في عام 1914 في تيانجن في الصين، وكان في العاشرة من عمره عندما غادرها مع والديه اللذين كانا يعملان ضمن بعثة تبشيرية، ليعود إلى الولايات المتحدة علما أنه تعلم الصينية قبل تعلم الإنكليزية. وبعدها درس في جامعة ييل وأصبح عضوا في جمعية سرية هي الجمجمة والعظام ثم درس في كامبردج. وفي عام 1937، كان في الثالثة والعشرين عندما بدأ يميل إلى الكتابة ثم ما لبث أن وجد عملا كسكرتير خاص للكاتب سنكلير لويس، وهو أول أميركي يتسلم جائزة نوبل للآداب. وأيا كانت أهمية الكاتب، لم يحب هيرسي عمله فانتقل في خريف العام نفسه ليعمل في صحيفة التايم بعد كتابته مقالة انتقدها فيها. وبعد عامين، إنتقل إلى مكتب شونغبنغ في الصين ليصبح مراسلا هناك وكان يكتب عن الحرب وعن قصصها الجانبية. &&وفي عام 1945 نشر هيرسي "جرس لآدانو" وهي قصة عن ضابط إيطالي أميركي في صقلية خلال الحرب العالمية الثانية تمكن من كسب احترام سكان بلدة آدانو لأنه ساعدهم في الحصول على جرس لكنيسة البلدة ليحل محل الجرس القديم الذي وضعت السلطات الفاشية يدها عليه رغم ان عمره 700 عام وقامت بإذابته لتحويله إلى أسلحة. وبفضل هذه الرواية حصل الكاتب على جائزة بولتزر.وفي العالم اللاحق صدرت "هيروشيما" وهي نص صادم ومؤلم وصف فيه بدقة متناهية ما حدث لضحايا القنبلة، وشرح مثلا أولى إشارات الإصابة المتمثلة بنزيف في منطقة اللثة وكتب يقول "ينخفض عدد الكريات البيض في الدم بشكل حاد فيما تتفجر شعيرات الجلد الدموية في مناطق الأنسجة المخاطية. وعادة ما يؤدي انخفاض عدد الكريات البيض إلى تقليل قدرة الجسم على مقاومة الإلتهابات".&وعدا الضحايا، يصف هيرسي أيضا مدينة فقدت ألوانها. ويكتب "تركت القنبلة آثارا على الجدران هي عبارة عن ظلال الأشياء التي أصابها البريق (...) ما نلبث أن نكتشف أن هناك صورا لهياكل عظمية على الجدران، مثل صور سالبة". ولم يعرف هيرسي في ذلك الوقت بأن روايته تلك ستتحول إلى مرجع، ولفترة طويلة بعد الحدث، باعتباره النص الذي كشف للعالم أجمع حقيقة المأساة الفعلية التي مرت بها هيروشيما.&أسس هيرسي أسلوبا مختلفا في سرد قصص المدينة المدمرة وسكانها بطريقة روائية، وهو نمط لم يكن مطروقا في ذلك الوقت، وقد سمي لاحقا في عالم الصحافة المكتوبة ب "الصحافة الجديدة". ويرمز هذا التعبير إلى استخدام أسلوب روائي في سرد قصص ضمن تقرير صحفي قد يتضمن أحيانا وجهات نظر متعددة وحتى حوارات. وقد انتشر هذا الأسلوب بشكل واسع في الولايات المتحدة في نهاية ستينات القرن الماضي واستخدمه كثيرون، ومنهم توم وولف، ترومان كابوت، نورمان ميلر، هانتر ايس تومبسون. ولكن بداية الصحافة الجديدة وجذورها كانت في 31 آب/اغسطس 1946.&ويكتب هيرسي في ذلك التقرير، "بقلم صحفي أراد أن يفهم".... "مات مئات الآلاف من الأشخاص بقنبلة ذرية، ويتساءل من بقوا على قيد الحياة، لماذا كثيرون آخرون ماتوا، ولماذا ما يزالون هم على قيد الحياة؟".&
(التقرير الأصلي في نيويوركر http://www.newyorker.com/magazine/1946/08/31/hiroshima)&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف