قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&بعد القيام بأدوار البطولة في مسرحية صامويل بيكيت "في انتظار غودو" عام 2009 عاد الممثلان ايان ماكيلين وباتريك ستيوارت الى الخشبة في مسرحية هارولد بنتر "الأرض الحرام" التي كتبها عام 1975 ، ومن اخراج شون ماتياس نفسه الذي اخرج مسرحية بيكيت قبل 7 اعوام. &وكانت النتيجة "انتاجا اميناً وحبيباً يقتنص تناقض السوداوية الجوهرية والكوميديا في هذه الرائعة المسرحية الغامضة" ، على حد تعبير مايكل بيلنغتون الناقد المسرحي لصحيفة الغارديان. ويكمن جمال مسرحية بنتر في انفتاحها على الكثير من التأويلات. &وهي في الظاهر تبدو بسيطة. &فان سبونر شاعر فاشل التقطه الكاتب الشهير هيرست في حانة ودعاه الى منزله الفاخر في هامستيد. &ولكن في حين ان سبونر المتزلف يسعى الى كسب ود هيرست المدمن على الكحول فانه يجد نفسه امام عقبة تمنعه من بلوغ هدفه هي بريغيز وفوستر خادما هيرست. &وبالتدريج تتغير النبرة عندما يحاول سبونر إحياء مخيلة هيرست المبدعة وتحريك ذكرياته. &وتبوء المحاولة بالفشل لأن هيرست يبدو حبيس أرض حرام تمهد الطريق الى الموت. وتوحي شخصية هيرست الثري السكير ، المحبوس والمقطوع عن مصدر وحيه الأصلي بأنها رؤية بنتر الكابوسية الى عزلة الشهرة. &وان سبونر الشاعر المغمور الذي يكدح من أجل رقمة العيش في أعمال مختلفة ، يعيد الى الأذهان ماضي بنتر نفسه حين عاش حياة الفقر. &ولكن المسرحية تغتذي من تناقضاتها في النبرة ، بحسب الناقد بيلنغتون مشيرا الى ان وراء ذلك يوجد صراع مستمر بين الموت والحياة ، بين الاستسلام والمقاومة ، بين الجمود والحراك ، وحتى بين المدينة والريف. ولا تعتبر "الأرض الحرام" أكثر مسرحيات بنتر شاعرية فحسب بل انها مسرحية تتيح فرصاً كبيرة للممثلين يستثمرها الممثلان ستيوارت وماكيلين بمهارة لتصوير شخصيتي سبونر وهيرست باطلاق كل طاقاتهما الفنية في أداء متألق. &&قد تبدو المسرحية عن حالة سكونية ولكن هناك حركة ديناميكية نراها في مشهد اليوم التالي لأحداث ليل البارحة حين يعود الكاتب الشهير هيرست الى الغرفة ويحيي سبونر كأنه صديق قديم &كان مفقودا والتقى به من جديد. &ويتضمن الحوار بعضاً من أفضل ما كتبه بنتر. كما ان وراء الكوميديا حافة خطر نراها في شخصية الخادمين بريغز وفوستر. &فان بريغز الذي يقوم بدوره اون تيل يبدو بلطجياً كما يوحي شاربه ووشومه الظاهرة لكن بلطجته تتحول رقة عندما يحاول اقناع الحاضرين بالقدرات الشعرية لصديقه الخادم الآخر فورستر الذي يقوم بدوره ديمين مولوني. &ولكن الحركة الغسقية البطيئة لنهاية المسرحية هي الأشد تأثيراً كما يقول الناقد بيلنغتون الذي يرى ان سبونر تحول من طفيلي ذي مآرب الى منقذ هيرست المحتمل لولا حقيقة الموت التي لا تتزحزح. &ولكن الحكم متروك للمشاهد في هذا الشأن. &وما لا مراء فيه ان اربعة ممثلين رائعين يلتقطون في ظل اخراج ماتياس تقلبات المزاج في هذه المسرحية المتميزة. &فان مسرحية "الأرض الحرام" مبكية ومضحكة في آن واحد وتنقل، &دون تسويق أي رسالة ، التناقض الذي لا ينتهي بين حيوية الذكرى المتفجرة وخطر الاندثار الداهم. في المشهد الأخير من المسرحية يقول سبونر مخاطبا هيرست "كلا. أنت لست في أرض حرام ، لا تتحرك ابداً ولا تتغير ابداً ، لا تكبر ابداً لكنها تبقى جليدية ـ صامتة الى الأبد". &ويجب هيرست "وأنا ارفع نخباً لذلك" ثم تخفت اضواء المسرح ببطء الى ان يسود الظلام. &يستمر عرض "الأرض الحرام" على مسرح ويندهام في لندن لغاية 17 كانون الأول/ديسمير.&