أبو القعقاع داعية وعضوًا في حزب البعث2
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أبو القعقاع داعية وعضوًا عاملاً في حزب البعث السوري2-2
إيلاف- خاص: لم تصدر الجهات الأمنية السورية حتى الآن أي بيان يذكر عن التحقيقات الجارية حول عملية إغتيال "ابو القعقاع" ( الداعية) الاسلامي الذي إغتيل يوم الجمعة الفائت 28-9، بينما كان خارجًا من جامع الايمان في حلب ( شمال سوريا). ويقول بعض المراقبين أنه لا يتوقع أن يصدر أي شيء لاحقًا عن
وكما ذكرت مصادر متعددة فإن " الجاني هرب بسيارة بيك آب زراعية كانت تنتظره، غير أن قريبين من الدكتور "وهو اللقب الذي يناديه به المقربون منه" لحقوا بالسيارة التي اتجهت الى غرب المدينة، واستطاع أحدهم أن يصطدم بها وجهًا لوجه، وأطلق منفذو العملية النار، لكن بعد انتهاء طلقاتهم جرى التعارك معهم بالأيدي واعتقل الشخصين في مكان يبعد عن حلب حوالى 20 كيلومترًا".
هنا الجزء الثاني من القصة:
قصة اعتقاله في الرياض
أهم ما كشفه المصدر عن أبي القعقاع هوإعتقاله في الرياض في عام 2004 وهو في رحلة عبور عبر مطار الرياض الى أحد الدول وقد سجن في سجن " الحائر " في الرياض مدة عشرين يومًا، مؤكدًا أن اعتقاله تم بطلب من القوات الأميركية في العراق إلى أجهزة الأمن السعودية. إلا أن مفاوضات "أمنية" على مستوى عالٍ بين الجهات الامنية السورية من جهة، والجهات الأمنية السعودية والأميركية من جهة ثانية قادت إلى الإفراج عنه، مقابل أن تسلم السلطات الامنية السورية معتقلين سعودين لديهاممن إعتقلوا في سوريا على أساس إنتمائهم إلى تنظيم القاعدة، وهو ما يشير إلى اهتمام السلطات السورية بمصير أبي القعقاع.
علاقته مع سلطات بلاده
إضافة الى كونه عضوًا عاملاً في حزب البعث، ودرس في كلية الشريعة على حساب الحزب، فإن بعض المصادر تؤكد أنه أدى خدمته العسكرية في المخابرات العسكرية تلك التي يرأسها آصف شوكت. ووفقًا لأحد أتباعه فإنه سئل مرة من أحد حضور جلساته " اذا رأينا احد عناصر الامن يسب الدين ماذا نفعل؟ فقال ضع قدمك على صدره واقتله وانا المسؤول "
ويروي مقرب منه أن أبا القعقاع تحدث مع مسؤولين سوريين من أعلى المستوى، وطرح عليهم أن يسمحوا لجماعته بأن يقوموا بأعمال جهادية ضد إسرائيل انطلاقًا من الأراضي اللبنانية! كما قام بمحاولات عديدة مع حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني الذي رفض ذلك رفضًا قاطعًا.
ولأبي القعقاع كتيب صغير بعنوان " حقوق ولي الأمر- الحاكم" أهداه الى " ابناء أمتي حكامًا ومحكومين ، مسؤولين ورعايا ، حملة رتب وأصحاب لحى ، دعاة دين وفرسان سياسية، عناصر أمن وجند ايمان".في هذا الكتيب يوضح العلاقة مع "الأمن"، بالنسبة " للجهاديين "" الذين غالبا ما يقفون على مسافة من الحاكم، لا بل هم يكفرون الجميع ". وتحت عنوان "بيعتنا" يقول " نبايع الله على ألا ننازع الحكم أهله، والنصح لولاة الأمور والسعي الى وحدة صفوف الأمة حكاما ومحكومين على اساس العلاقة التعاونية التناسقية في مواجهة كل صور الفتن الداخلية والمؤامرات الخارجية ضد بلادنا، ونكون لوطننا أدوات بناء لا هدم ، وطاقات تعمير لا تخريب ، حتى وان ظلمنا وأصابنا الأذى "، وهو أمر ذكره في عدة مقابلات إعلامية. وفي خطبه له بعنوان " زفرات بين يدي القائد " يخاطب أبو القعقاع الرئيس السوري بشار الاسد بعد الاستفتاء على ولاية له، قائلاً " الشعب راك الفاروق ياقائد الوطن وبايعك ووضع في الصناديق قلوبه بدل الاوراق "
وفي آذار عام 2006، تصدت قوات الأمن السورية لمجموعة متطرفة قرب مبنى التلفزيون وسط دمشق، ونشرت وسائل الإعلام المحلية حينها صوراً ظهرت فيها الأشياء التي كانت بحوزة المجموعة، منها أقراص مدمجة تتضمن خطبًا جهادية لـ " ابو القعقاع "، غير أن هذا لم يؤثر على علاقته بالسلطات الأمنية السورية.
تلتها " حادثة " أعلنت عنها أجهزة الأمن السورية في 2006/12/4 في شمال بين عناصر أمنية من " قوات مكافحة الارهاب" و"مجموعة تكفيرية" وأسفرت عن جرح اثنين من العناصر الأمنية واثنين من افراد المجموعة وأحد المارة في حي" النقارين" بالمدينة قيل حينها أن هذه المجموعة من المنشقين عنه.
قصة اختفائه وظهوره مرة أخرى
يذكر مصدر مقرب منه أنه بعد اختفائه شاهده يركب سيارة فارهة من نوع مرسيدس وقد حلق لحيته وارتدى لباسًا مدنيًا يشي بالفخامة وكذلك ساعة فاخرة، وحوله مجموعة من المرافقين، وذكر له في هذا اللقاء أنه أصبح مطلوبًا من جهات دولية عديدة.
وقد ذكر أحد أتباعه أنه شاهده مرة يركب سيارة من نوع " همر " تحمل لوحة صفراء، وهو اللون الذي يعطى لسيارت الادخال الموقت في سوريا وعادة تكون تابعة لمنظمات أو شركات دولية عاملة في سورية، أو لجهات أمنية رفيعة.
وقد أصبح يرتاد المقاهي التي يرتادها أصحاب الدخول المرتفعة، ويدخن " الأركيلة "، وثمة من شاهده حليق اللحية في تلك الفترة، وهو ما أثار حوله لغطًا من أتباعه الذين شاهدوه على هذه الهيئة.
أما عن مظاهر الثراء التي برزت عليه فقد أولها بعضهم أنها من المساعدات المالية والعينية التي كانت تعطى له من التجار والصناعيين ليوزعها بطريقته "على الأسر المستورة والفقيرة والمحتاجين".
وقد ظهر للعلن منذ حوالى العام بهيئته الجديدة أثر تعيينه مديرًا للمدرسة الشرعية بحلب إضافة الى تعيينه خطيبًا لجامع الايمان في حي حلب الجديدة غرب حلب وهو أحد الاحياء " الراقية " التي يتمركز فيها أثرياء المدينة، وهو المسجد الذي اغتيل فيه.
علاقته بتنظيم القاعدة
بدأ أبو القعقاع علاقته الخطابية مع تنظيم القاعدة بعد 11 أيلول/سبتمبر، حيث كان يثني على " الشيخ " أسامة بن لادن ويصفه بالمجاهد، وبعد دخول القوات الاميركية الى العراق أصبح مسجد العلاء بن الحضرمي وجهة لكل من يريد الذهاب للقتال ضد القوات الاميركية في العراق، ليس فقط من داخل سوريا، بل من كل الدول العربية المجاورة وذكرت مصادر إعلامية في حينها أنه كان يجند هؤلاء الشباب ويرسلهم الى العراق لمواجهة القوات الاميركية بل إن بعض هذه المصادر أشار إلى أنه هو أول من أسس نواة للقاعدة في العراق، وأنه كان ينسق في إرسال هؤلاء المقاتلين مع شخص في العراق يدعى " أبو هاجر " وهو ما ينفيه بشكل مستمر أبو القعقاع في كل مقابلاته الاعلامية. لكن الثابت أنه انقلب لاحقًا إعلاميًا على تنظيم القاعدة.
كما أن الشكوك لاحقًا تكاثرت حول علاقته باعتقال بعض الذاهبين الى العراق عن طريقه من قبل القوات الاميركية، ويشير محللون الى أن السلطات السورية استخدمته لتعقب " خطوط تهريب المجاهدين "، محاولة عبر ذلك فتح صفحة جديدة مع الأميركيين الذين كانوا يتهمون المسؤولين السوريين بتسهيل عبور المقاتلين الى العراق. لكن ذلك لم يحسن العلاقة السورية الاميركية ولم يقلل التهم الاميركية بشأن تسهيل تسلل المقاتلين الى العراق، وعندما انتهى هذا التعاون الأمني بين الطرفين كان أبو القعقاع قد كشف أمره، لدى الذين يحاولون الذهاب الى العراق، وأصبح ورقة لا يمكن استخدامها، فاستخدم السوريون طرقًا أخرى.
إذ ظهر فيما بعد بيان على شبكة الإنترنت لما يسمى مركز خدمات المجاهدين في العراق حذر ممن وصفهم بالمندسين والمنافقين، حيث اتهم " أبو القعقاع " بالتجسس والعمالة لسلطات الاحتلال الأميركية. واتهمه بتسببه بالغارة التي شنتها الطائرات الاميركية على معسكر " راوه " الذي قتل فيه حينها أكثر من ثمانين " مجاهد " من أتباع القاعدة في العراق. على ما ذكرت المواقع الالكترونية الموالية لها في العراق. بل إن بعض هذه المواقع قد سمت بعض المندسين في صفوف التنظيم من أتباعه الذين قبض عليهم ومنهم " الهالك أبو معاذ السوري والهالك، ابو عوف. وما زال بين الصفوف منهم ..." كما ذكر أحد المنتديات التي تتبنى فكرهم.
مقتله الغامض
يشير المطلعون على تاريخه الشخصي و"الجهادي" أن قصة اغتياله التي أعلنتها السلطات السورية يشوبها الكثير من الغموض، فمنذ منتصف الثمانينات لم تشهد سوريا إلا فيما ندر حوادث اغتيال على خلفيات سياسية، ومنها اغتيال " أمين يكن" نائب المراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين. في عام 1999، وزعم في حينه أن الاغتيال كان بسبب خلاف على أرض بين القاتل والمغدور، وكان "يكن" قد قاد وساطة بين الإخوان المسلمين السوريين وبين النظام في سوريا في بداية الثمانينات والنصف الثاني من التسعينات، وعزت بعض التحليلات مقتل أبي القعقاع " لانتهاء دوره وانكشافه بصورة فجّة " ورغبة النظام في سوريا " الإلقاء بورقة لم تكن موضع إجماع داخل مؤسسات القرار السوري، عندئذٍ لا أهمية للتساؤل عمّن قتل أبا القعقاع: هل هي القاعدة - فعلاً- بعدما دخل في معركة إعلامية معها (...) أم شباب سوريون ممّن غُرّر بهم فأمضوا سنوات في سجون العراق، ليكشتفوا أنهم كانوا أدوات في صراع أكبر منهم، أم من قرر إنهاء تلك اللعبة وإسدال الستار على خشبة المسرح! "