إيلاف+

إيلاف في معاقل حزب العمال الكردستاني 2-2

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف أول صحيفة تدخل معاقل حزب العمال الکردستاني 2-2
مقاتلون من جنسيات مختلفة بين عناصر الحزب

نزار جاف من بون: سعت و تسعى الکثير من وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة للوصول الى معاقل خصم ترکيا العنيد حزب العمال الکردستاني، وقد کان کاتب السطور شاهدا على محاولات موفد من قبل مجلة دير شبيغل الالمانية في أواسط التسعينات للدخول الى تلك المعاقل و إعداد تحقيق صحافي عنها، غير انه لم يفلح إطلاقا في مسعاه وإصطدم بمماطلة تلو الاخرى حتى قفل راجعا من دون جدوى. لکن الامر الذي فاجأنا هو ترحيبهم غير العادي بنا حين علموا إننا موفدون من قبل"إيلاف"و أبلغونا بأنهم سوف يخصوننا بما لم يخصوا به أي وسيلة إعلامية اخرى في العالم.


الزعيم اوجلان..ومن قال انه غاب؟
في زاوية حيث جلست بضع مقاتلات يتناولن شايا ساخنا قمن بإعداده، فاجأتنا احداهن بسؤال عن صحة جلسة شاي السيد عبدالله اوجلان"زعيم حزب العمال الکردستاني"، وحين أخبرناها باننا قد قرأنا أنباء تتحدث عن تسميمه، قالت:"اوجلان رمز السلام و الإعتدال و الدعوة للتعايش بين الشعوب، ولو حدث له مکروه لاسمح الله، فسوف تکون ترکيا اول و أکبر الخاسرين". وعندما بادرنا فتاة اخرى کانت ترتشف الشاي بقولنا ان السيد اوجلان رغم غيابه فهو حاضر لديکم بقوة فباغتتنا بإجابة سريعة وهي تقول:"ومن قال ان آبا"کنية ينادون بها السيد اوجلان"قد غاب؟ هو دائما معنا وهو سر قوتنا و نضالنا و إيماننا بأنفسنا وانني أشك بأن تلجأ ترکيا لجريمة إغتياله لکنها سوف تدفع الثمن باهظا لو فعلت ذلك".

الترکي و العربي أيضا تجدهما بين المقاتلين
حقي اقجاي، شاب في عنفوان شبابه، الماني من أصل ترکي، حاصل على اجازة في الهندسة الميکانيکية من الجامعات الالمانية، وجدناه في احدى الزوايا وقد بدت عليه رصانة غير مألوفة، ولما إقتربنا منه سألناه هنا تعمل الالمانية ميديا ماذا تفعل هنا أجاب:"أنا هنا من أجل قضية أؤمن بها، هي قضيتي کانسان اولا، و کترکي ثانيا، أنا أرفض الاضطهاد و قمع الاخرين و أطالب بمنحهم ما لهم من حقوق"، وعندما سألناه هل هو مرتاح في هکذا وسط يکاد يکون بدائيا بالقياس الى المانيا حيث الرفاه الاجتماعي، قال:"ليس المهم کيف هو حال الوسط الذي أنت تعيش فيه، لکن الاهم هو مدى إرتياحك و قناعتك النفسية بذلك، أنا هنا کأنني أجد الجانب الاهم من انسانيتي، انني احاول من خلال دوري في هذا الوسط أن أجسد الماهية الحقيقية للانسان و إيصال رسالتي الحضارية کإنسان يدرك الاشياء بمسمياتها"..

أما الشاب العربي السوري"باسل"وهو طبعا اسمه الحرکي، فقد قال لنا:"لو سعى کل منا من جانبه إلى ردم الهوات و الفوارق التي تفصل بين الشعوب و حاول مد جسور التواصل و الالفة، فإن العالم يقينا لن يبقى على ماهو عليه من حال مزرٍ، يجب أن نجد و نبحث عن مکامن الخلل و نثابر لمعالجته، و قبل هذا کله، يجب علينا أن لاننحني أمام الظروف الطارئة التي تباغتنا بين الفينة و الاخرى، يجب أن نکون مقاتلين أشداء و أصحاب مواقف لا تلين و عندما أقول مقاتلين أشداء فليس لأنني أحب القتال وإنما أقصد الايمان بالقضية ببعدها الروحي قبل أي شيء آخر". ولما سألناه لم لاتذهب و تقاتل في فلسطين قال مبتسما"لحساب من تريدني أن أزايد؟ کلهم يکذبون و يضحکون على الشعب الفلسطيني المظلوم، لو إعتمد الفلسطينيون على أنفسهم لتوصلوا الى نتائج أفضل من تلك التي يمنى بها أشقاؤهم في الدم و حتى في العقيدة".

أتراك قياديون!!
دوران کالکان، الترکي الذي يشغل مسؤولية"رئيس لجنة الدفاع"في قوات حماية الشعب الکردستاني، صافحنا بقوة وهو يدعونا لتناول الشاي الذي تم إعداده على الحطب الجبلي، وباغتناه بالسؤال: هل أنت مستعد للحرب مع ترکيا؟ فقال بعد أن سحب نفسا طويلا:" نحن نرفض الحرب، لکن لو أصرت ترکيا على ذلك و أشعلت النيران، فسوف نذهب في مطالبنا أبعد کثيرا من الذي نصرح به الان، و سوف ندافع بقوة عن شعبنا و عن وطننا کردستان".

المطعم..أکلات لذيذة ولکن..
المطعم، وان کان متواضعا لکنه کان مرتبا و يجهدون کثيرا في سبيل المحافظة على الشروط الصحية فيه رغم الظروف الصعبة و الاستثنائية، وقد تناولنا الطعام هناك لعدة وجبات، لکن الملاحظ التوابل وخصوصا الفلفل الحار يدخل عنصرا رئيسا في غالبية الطبخات ماعدا الصباحية منها، وقد تبادر لأذهاننا أن تکون هناك علاقة ما بين الجو الجبلي القارص والبرودة هناك و بين هکذا صنف يحتوي على توابل حارة. الامر الملاحظ ان لکل شيء وقته هنا، وان فاتك الوقت فسوف لاتلوم سوى نفسك. والحق ان المکان بشکل عام أشبه بخلية نحل ولکل واحد وظيفته التي يؤديها عن طيب خاطر ومن دون أن يتجشم الاخرون عناء توجيهه، ولاتکاد ترى شخصا ما يقف من دون عمل أو لأمر فيه أهمية ما، وإذا لم يکن هناك من أي أمر فسوف تجد العديد منهم منهمکين بالمطالعة.

من هنا يتابعون ايلاف
من مکان ضيق أشبه بغرفة صغيرة، قال لنا الاخ"روزهات"وهو المسؤول عن الاعلام هنا، ان لايلاف حضورا خاصا بين المقاتلين و ان ما تکتبه تتم متابعته لاسيما ما يتعلق بالشأن الکردي و الاقليمي، وقد قال وهو يحاول تقويم ايلاف:"ما من شك ان ايلاف تستحق التقدير و الشکر لانها کثيرا ما تنشر مواد منصفة لنا، لکنه وفي الوقت نفسه نجد انها تقوم بنشر مواد اخرى فيها الکثير من التجني و التحريف و حتى التطاول علينا، حبذا لو راعت ايلاف ايصال الحقيقة کاملة من دون تشويه.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاثنين 21 اذار 2007

الجزء الاول

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف