رياضة

لتعزيز مكانتها في افريقيا

روراوة الحصان الخاسر الذي راهنت عليه الكرة الجزائرية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&قبل عام 2004 كانت الكرة الجزائرية على مستوى الأندية أو المنتخبات تندب حظها كلما تعرضت للظلم في الملاعب الافريقية سواء في ما يتعلق بالكوارث التحكيمية التي اخرجتها عنوة من المسابقات القارية ، أو فشلها في إستضافة إحدى بطولات الاتحاد الافريقي .

و كان الوسط الكروي في الجزائر على اختلاف فعالياته يبرر ذلك بافتقاد الجزائر لمن يدافع عن مصالحها من داخل الهيئة الافريقية في ظل عدم تواجد أي جزائري داخل المكتب التنفيذي لـ " الكاف " &و في ظل عدم دفاع ممثلي جهة شمال افريقيا عن مصالحها ، غير انه بعد عام 2004 تغير الوضع داخل الجهاز التنفيذي القاري و مع ذلك لم يتغير وضع الكرة الجزائرية في الملاعب الافريقية بل أن الظلم اشتد و بقي ممثلو الجزائر من أندية ومنتخبات في أفريقيا تحت رحمة هيئة الكاميروني عيسي حياتو .&وفي عام 2004 و على هامش نهائيات كأس أمم أفريقيا التي جرت بتونس انتخب محمد روراوة رئيساً للإتحاد الجزائري في عضوية الهيئة التنفيذية للكاف عن منطقة شمال افريقيا ليكون أول جزائري ينال هذا الشرف ، و هي العضوية التي تجددت أكثر من عهده ، و لا يزال روراة في منصبه بل و اكثر من ذلك نجح في الانضمام إلى المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي من عام 2011 وحتى عام 2015 ، و خلال الـ 11 عاماً التي قضاها رئيس الاتحاد الجزائري في تنفيذية " الكاف " ارتقت مكانته و ازداد نفوذه في افريقيا بشهادة الجميع وأصبح ينعت بالرجل الثاني في المكتب التنفيذي بعد رئيسه حياتو و ذراعه الايمن الذي اعتمد عليه في كثير من المهمات ليستمرا معاً في منصبيهما لدرجة ان جل المتابعين رشحوه لخلافته عندما يرحل الكاميروني.&وضعية الكرة الجزائرية&&و رغم تواجد رئيس الاتحاد الجزائري داخل " المكتب التنفيذي " إلا ان وضع الكرة الجزائرية لم يتغير و استمرت في التعرض للظلم و الأمثلة على ذلك كثيرة ، فالأندية الجزائرية التي تشارك في دوري أبطال أفريقيا وكأس الكنفدرالية الأفريقية غالباً ما تقصى من المنافسة بسبب الأخطاء التحكيمية الكارثية التي ترتكب ضدها خارج الجزائر، فضلا عن سوء الاستقبال الذي تلقاه من قبل الأندية المنافسة ، والتي تلجأ إلى جميع الأساليب غير الشرعية للتأهل دون ان يحرك روراوة ساكنا للدفاع عن الأندية الجزائرية بدليل ان السيناريو يتكرر مع كل مشاركة و كل موسم حيث يتغير الممثلين الذين يعيشون نفس الظروف السيئة .&كما تعرض نادي شبيبة القبائل للإقصاء من قبل الكاف بعدما قتل احد مواطني حياتو المهاجم ايبوسا لاعب القبائل في بداية الموسم الجاري ، إذ قرر الكاف إيقاف الشبيبة عن المشاركة في مسابقاته مدة عامين قبل ان تنصفه المحكمة الرياضية الدولية دون أن يسمح له الكاف بالمشاركة هذا الموسم على الرغم من حلوله وصيفا لبطل الدوري ، حيث كان يفترض أن يشارك في أبطال أفريقيا رغماً عن حياتو إلا ان ذلك لم يحدث رغم تواجد رئيس الاتحاد الجزائري روراوة في تنفيذية "الكاف".&و بدوره لم يسلم المنتخب الوطني الاول من الظلم الافريقي في المباريات التصفوية او النهائية و كثيرا ما خرج بسبب اخطاء الحكام الذين يتم تعيينهم من قبل لجنة تحكيم ولائها ليس للصافرة بل لاهواء اعضاء تنفيذية الكاف و مع ذلك فان منتخب الخضر كان دوما يعاني من الاداء السلبي للحكام رغم ان رئيس اتحاده هو اهم اعضاء تنفيذية الكاف.&خسارة شرف إستضافة كأس الأمم الأفريقية&وخسرت الجزائر معركة تاريخية على الصعيد الأفريقي بعدما حرمت من استضافة نهائيات كأس أمم أفريقيا لعام 2017 بدلا من ليبيا التي انسحبت لأسباب أمنية و سياسية ، لتنال الغابون شرف الاستضافة.&وقبل أن يتم الإعلان عن خليفة ليبيا لإحتضان نهائيات أمم أفريقيا ، حيث كان الجميع متفاءل و مقتنع بأن " الكاف " سيمنح شرف التنظيم للجزائر لثلاث أسباب موضوعية ، وهي كالتالي :&&السبب الأول : أن التنظيم يجب ان يبقى في منطقة شمال افريقيا من مبدأ تدوير التنظيم على مناطق القارة السمراء .&السبب &الثاني : &أن&استضافت البطولة قبل ثلاث سنوات فقط عندما احتضنتها مناصفة مع غينيا عام 2012 :&السبب الثالث و الأهم : ان الجميع كان يعتقد بأن المعركة هي معركة روراوة التي يجب ان يكسبها لرد و لو جزء من الجميل الذي اغدقته عليه الجزائر ، والتي كان لها دوراً هاماً &في بلوغه أهم اروقة " الكاف " و" الفيفا" .&غير انه و بعد خسارة الجزائر معركة كان 2017 ، &بات واضحا أن الكرة الجزائرية ظلت تراهن على حصان خاسر بعدما اعتبره النقاد قد اهتم بتقديم مصالحه الشخصية بدليل رفض الترشح لعضوية المكتب التنفيذي للفيفا لأن العهدة مدتها عامين فقط و أجل ذلك حتى عام 2017 ، بينما لم يظهر بصورة المدافع عن المصالح العليا للكرة الجزائرية ، خاصة بعدما اختزلها في جهة واحدة و هي المنتخب الاول ، حيث وصفته المتابعون بأنه أصبح كرئيس إتحاد الخضر و ليس اتحاد الكرة الجزائرية.&ومما أثر كثيراً في نفوس الجزائريين ليس خسارة تنظيم الكان في حد ذاته و لكن لكون روراوة لم يخرج عن صمته و يؤكد بأن الكاف لن يمنح الجزائر شرف تنظيم البطولة القارية الأولى في افريقيا بل تركهم يعيشون على هذا الأمل قبل ان تكشف عمومية الكاف عن الحقيقة المرة التي كان يعلمها روراوة جيداً بحكم قربه من حياتو.&و الواقع ان الكاميروني عيسي حياتو نجح في الفصل بين الجزائر و بين رئيس اتحادها ، فعلاقة رئيس الكاف بالجزائر ليست على ما يرام منذ عام 1998 عندما رفضت الجزائر دعم المرشح الأوروبي لرئاسة " الفيفا " السويدي لينارت يوهانسون مثلما كان يريد حياتو و نجحت وقتها رغم الظروف التي كانت تمر بها الجزائر و يمر بها الفاف في اقناع الاتحادات الافريقية بالتصويت لصالح السوسيري سيب بلاتر ، وبعد أربع أعوام و عندما انتخب روراوة على رأس الاتحاد الجزائري حصل حياتو على دعمه في انتخابات رئاسة " الفيفا " التي جرت عام 2002 و بينما كسبت الجزائر رهانها الأول فشل روراوة في كسب الثاني رغم ان كل المعطيات كانت تمنح اكتساحا لبلاتر.&&وهكذا اصبح علاقة حياتو مع رواروة جيدة و مع الجزائر سيئة في وقت كان يفترض على روراوة ان يجسد علاقة بلده بالهيئة الكروية ، وهو ماجعل حياتو يستفيد من دهاء و تجربة روراوة خاصة في ما يتعلق باللوائح القانونية التي تجعله يبقى في منصبه الذي يشغله منذ عام 1988 و في ما يخص ايضا إبعاد أقوى المنافسين عن طريقه ، مقابل ذلك لم تستفد الكرة الجزائرية من تلك العلاقة وكان أكبر دليل على ذلك هي ان الجزائر هي البلد العربي الوحيد في القارة السمراء الذي لم ينظم نهائيات كأس أمم افريقيا و لو مرة واحدة خلال فترة حكم الكاميروني حياتو رغم ترشحه لاحتضانها ، فتونس نظمت البطولة مرتين في عامي 1994 و 2004 ، و مصر استضافتها عام 2006، و المغرب كان يفترض ان ينظم دورة العام 2015 لولا إنتشار مرض " ايبولا " ، و ليبيا كان يفترض ان تنظمها في 2013 لولا المشاكل الأمنية التي تعيشها .&وأخيراً فأن الجمهور و الإعلام في الجزائر و معه بقية مكونات المجتمع الكروي من لاعبين و مدربين يتساءلون كيف نجح روراوة في إقناع الاتحادات الافريقية لمنحه أصواتها ليبقى في تنفيذية " الكاف" لغاية عام 2017 &، و كيف نجح في طبخ فعاليات عمومية "الكاف" بالسيشل عام 2012 على مقاس حياتو ، و كيف نجح من استصدار قانون "باهاماس" بعدما اقنع عدد هام من الاتحادات الافريقية و غير الافريقية بدعم مقترحه لدى " الفيفا" ، &و لكنه فشل في اقناع زملائه في الجهاز لتنفيذي بمنح أصواتهم للجزائر بدلا من الغابون ؟&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف