رياضة

بطولة كأس أوروبا متنفس ينسي المصريين همومهم اليومية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في مقهى مزين بفوانيس وزينة رمضان في القاهرة، يتابع المهندس محمود سلامة بشغف مباراة ضمن بطولة كأس اوروبا 2016، قافزا من مقعده فرحا عندما يسجل احدهم ضربة موفقة في اتجاه المرمى.

وسلامة واحد من ملايين المصريين المتيمين بكرة القدم والذين تشكل بطولات الكرة العالمية متنفسا لهم للهرب من هموم الحياة اليومية من غلاء الاسعار وزيادة البطالة وغيرها.

ويلخص سلامة (57 عاما) الاهتمام المصري الكبير بالمباريات الاوروبي بالقول "الكرة بالنسبة لنا مثل المخدر الذي ينسينا مشاكل البيت والعمل والمجتمع"، فيما يداه تعانقان الشيشة وعيناه لا تفارقان شاشة ضخمة تعرض لقاء فرنسا وسويسرا الذي انتهى بالتعادل السلبي الاحد الفائت.

واستعدت مقاهي القاهرة جيدا لكاس اوروبا بتعليق اعلام ابرز المنتخبات الاوروبية في اروقتها، وعلقت صور عملاقة لنجوم الصف الاول مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو، والانكليزي واين رون، والالماني مسعوت اوزيل والفرنسي بول بوجبا على ابوابها.

وعبق المقهى في حي المقطم في جنوب القاهرة بسحابة بيضاء كبيرة من دخان الشيشة وانتشرت رائحة نكهات مختلفة يدخنها عشرات الرواد.

وكانت انظار الجميع محدقة باربع شاشات كبيرة وضعت داخل المقهى وفي الهواء الطلق.

- الكرة والازمة الاقتصادية -

وقال سمسسار العقارات حمدي الصوفي (50 عاما) ان مبارات كأس اوروبا "تنسي هموم الوضع الاقتصادي وغلاء الاسعار" الذي يضرب البلاد.

واضاف "اكون في ضيق ولدي مشاكل كثيرة لكنني انساها جميعا امام مباريات البطولة".

وتابع ان البطولة "عرض مستمر نستمتع به طوال شهر كامل".

وتعاني مصر من ازمة اقتصادية حادة بسبب تراجع عائدات السياحة وانحسار الاستثمارات الاجنبية منذ اطاحة الرئيس الاسبق حسني مبارك في العام 2011، واخيرا تراجع عائدات قناة السويس بسبب التباطؤ العالمي.

كما تعاني البلاد من نقص حاد في احتياطي الدولار، ما اضطر البنك المركزي المصري الى خفض قيمة الجنيه بنسبة 14,3 في المئة. وارتفعت اسعار معظم السلع والخدمات بشكل جنوني ما اثر على القوة الشرائية لملايين المصريين.

وبلغت نسبة البطالة في مصر نحو 12,77% في الربع الاخير من العام 2015، وفق ارقام الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء الحكومي. فيما بلغت النسبة 27,6% بين الشباب.

وارتفع معدل التضخم في شهر ايار/مايو الفائت بنسبة 3,2% عن شهر نيسان/ابريل، وهو اعلى معدل شهري محقق منذ تموز/يوليو 2014، بحسب بيانات الجهاز نفسه.

ويقول المهندس سلامة بحماس وهو يجلس وسط اصدقائه "اركز في المباراة التي امامي وانسى كل همومي ثم اعيد التفكير في الحياة عندما يطلق الحكم صافرته"، مشيرا الى انه لا يتردد في اعادة ترتيب مواعيده لمشاهدة مباريات فرقه المفضلة فرنسا وانكلترا وايطاليا.

- رمضان واليورو -

وعلقت زينة رمضان الزاهية الالوان وفوانيس ورقية صفراء بشكل متقاطع في الهواء الطلق في ساحة المقهى.

ويتسم شهر رمضان في مصر بمتابعة كثيفة لمسلسلات رمضان التي تجاوزت هذا العام الثلاثين مسلسلا بالاضافة الى برامج الترفية والمنوعات، وهي تنافس مباريات البطولة التي يلعب بعضها نهارا.

ويقول محمد شرقاوي المشرف على المقهى ان ادارة المقهي استعدت جيدا للبطولة "التي تعد "موسم ننتظره كل اربع سنوات" لتحقيق ارباح كبيرة.

الا انه قال باحباط "اجواء رمضان جعلت اليورو هذا العام غير مجز خصوصا مع لعب مباريات عدة خلال النهار".

على الرغم من حماسة العديد من المصريين، يبدي البعض اهتماما اقل.

وقال الموظف حسن عبد اللطيف الذي كان يلعب الدومينو برفقة ثلاثة من اصدقائه في مقهى ان "شهر رمضان قتل اليورو هذا العام".

وقال عبد الرحمن "هناك مباريات بالنهار او وقت الافطار ومباراة في المساء تكون اثناء صلاة التراويح. لذا لا وقت لليورو".

ويرى البعض في البطولة فرصة للم شمل الاهل والاصدقاء المنهكين في تفاصيل حياتهم اليومية طوال العام.

وقال اسلام عبد المجيد (وسيط عقارات، 25 عاما) ان "اليورو فرصة حلوة لي ولاصدقائي للاجتماع ومشاهدة المباريات سويا".

ولا يخلو تجمع عبد المجيد واصدقائه من جدل واثارة بسبب تشجيعهم فرقا متنافسة.

وقال عبد المجيد ضاحكا "احيانا نتجادل ويعلو صوت خلافنا".

في مقاه كثيرة في البلاد، توضع المقاعد امام شاشات كبيرة في صفوف متتالية.

وتجري مباريات كرة القدم في مصر خلف ابواب مغلقة بلا جمهور منذ مقتل 19 من مشجعي نادي الزمالك في شباط/فبراير 2015 في حادثة هي الثانية بعد ماساة بورسعيد التي قتل فيها 72 مشجعا من نادي الاهلي في شباط/فبراير العام 2012.

ويقتصر حضور الجمهور على بعض المباريات الدولية للفريق الوطني او بعض مباريات الاندية في البطولات الافريقية.

وبالنسبة للشاب عبد المجيد، فان متابعة اليورو حاليا بمثابة "مخرج من ضغوط الحياة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف