بعد رفع صور للكاتبة اليهودية بقميص نادي روما
صور فرانك تسلط الضوء على الجانب المظلم لمشجعي لاتسيو الإيطالي
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أعادت فضيحة رفع صور للكاتبة اليهودية آن فرانك، إحدى أشهر ضحايا المحرقة النازية، بقميص نادي روما الايطالي لكرة القدم من قبل مشجعين للاتسيو، تسليط الضوء على الجانب المظلم لهؤلاء.
وسبق لمشجعي النادي الأزرق ان كانوا موضع انتقادات على خلفية ممارسات غير مقبولة، منها التحيات الفاشية في الملعب وترداد صيحات القرود الموجهة الى اللاعبين من ذوي البشرة السمراء. ويرى عالم الاجتماع الخبير في المشجعين المتعصبين لكرة القدم الأوروبية سيباستيان لويس، ان مشجعي لاتسيو عكسوا دائما "جانبا من اليمين المتطرف". ويسود اعتقاد ان أحد أبرز مشجعي النادي في العقود الأولى للقرن الماضي، كان الديكتاتور الايطالي بينيتو موسيليني، على رغم ان النادي حاول مرارا الوقوف في وجه الميول المتعصبة لمشجعيه. كما وقف لاتسيو، أبرز أندية العاصمة مع روما، على طرف نقيض من موسيليني نفسه: ففي العام 1927، رفض النادي عملية الدمج التي قام بها الديكتاتور الفاشي لعدد من أندية العاصمة الايطالية، والتي أدت في نهاية المطاف الى نشوء غريمه الأبرز: روما. الا ان أداء مشجعيه حرم لاتسيو أفضل تشكيلة في تاريخه، تلك التي أحرزت لقب الدوري الايطالي عام 1974، من المشاركة في كأس أوروبا بسبب إعتدائهم على مشجعي نادي ايبسويش تاون الانكليزي. ويقول لويس لوكالة فرانس برس ان الأفكار المتشددة في "ستاديو أولمبيكو"، الملعب الذي يتشاركه ناديا روما ولاتسيو، تتركز في الجانب الشمالي من مدرجاته، والذي اتخده المشجعون المتعصبون "مقرا" لهم في الأعوام الماضية. ويوضح "في عام 1979، كانت رابطة +الفايكينغز+ أول من تحضر السياسة الى الملعب"، مضيفا "الا ان الأرضية كانت خصبة لذلك في ايطاليا خلال السبعينات، مع حضور قوي لليمين واليسار المتطرفين". حاليا، تهيمن رابطة "إيريدوتشيبيلي (غير القابل للكسر)" التي يعود تاريخ إنشائها الى العام 1987، على المدرج الشمالي. ويرى لويس ان هذه المجموعة "هي أيضا مشكلة من أشخاص ولدوا من رحم التنشئة اليمينية المتطرفة، الا ان التسيسس هو على السطح فقط (...) اذا نظرا الى نشاطات الأشخاص الناشطين سياسيا فعلا، نرى ان عددهم بالعشرات، وليس بالمئات". - معاداة للسامية - في وقت سابق من هذا الشهر، اتخذ الاتحاد الايطالي لكرة القدم قرارا بمعاقبة لاتسيو واقفال مدرجه الشمالي على خلفية هتافات عنصرية خلال مباراته مع ساسوولو. الا ان القضية التي أثارت ضجة واسعة في ايطاليا، وقعت في المدرج الجنوبي. ففي مباراة الأحد ضد كالياري (3-صفر)، رفع مشجعون للاتسيو صورا لفرانك التي قضت في أحد معسكرات الاعتقال النازية عام 1945، بقميص غريمهم روما خلال مباراة ضمن الدوري الايطالي. وفرانك المولودة في المانيا عام 1929 تعتبر من أكثر ضحايا المحرقة اليهودية شهرة، وتعد مذكرتها عن الحرب "مذكرات فتاة صغيرة" مصدرا للعديد من الاعمال المسرحية والافلام. عاشت معظم حياتها في أمستردام، وفقدت جنسيتها الألمانية عام 1941. اكتسبت شهرة عالمية بعد نشر مذكراتها التي تحتوي على تجاربها في الاختباء أثناء الاحتلال الالماني لهولندا في الحرب العالمية الثانية. ولا تعد الشعارات المعادية للسامية طارئة على كرة القدم الايطالية. ويشير لويس الى انه "في التسعينات، أقام اليمين المتطرف مسابقة لتصميم أفضل ملصق يحمل شعارات معادية للسامية، ليس فقط في لاتسيو، بل في روما، انتر ميلان، سمبدوريا، وميلان". كما عوقب نادي يوفنتوس سابقا لترداد مشجعيه شعارات مماثلة. ويعتبر عالم الاجتماع ان "لا تفسير" لما يقوم به المشجعون، بل يعبر عن "نقص في الثقافة، لكن بالنسبة اليهم هو إهانة كغيرها، على رغم ان استخدامها أكثر حضورا في المدرجات حيث اليمين المتطرف". الا ان رابطات المشجعين تنفي الاتهامات. وهذا الأسبوع، رفضت "إريدوتشيبيلي" الانتقال الى بولونيا حيث يخوض لاتسيو مباراته المقبلة في الدوري، لان "طريقتنا المعتادة بأن نكون مشجعين، قد يساء تفسيرها اليوم من قبل أولئك الراغبين في مهاجمة لاتسيو ومشجعيه"، مضيفة "ندعو كل مشجعي لاتسيو الى محاولة عدم ترك أنفسهم عرضة للتلاعب (...) بالنسبة إلينا، نجاح لاتسيو هو الأولوية". وتشكو رابطات المشجعين المتعصبين ("ألتراس") من ان مبادراتها الايجابية لا تلقى صدى. فعلى سبيل المثال، قامت رابطة مشجعي لاتسيو قبل المباراة ضد نيس الفرنسي في دوري أبطال أوروبا هذا الشهر، برفع نصب تذكاري لضحايا اعتداء نيس في صيف 2016 الذي راح ضحيته نحو 90 شخصا، وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية. ويقول لويس ان الرابطات "تجمع الأموال للقضايا المحقة، تتبرع بالدم، والعديد من أعضائها قدموا مساعدة بعد زلزال وفيضانات ليفورنو".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف