في مسابقة دوري أبطال أوروبا
مواجهة سيتي موناكو تجمع بين "حديثي الثراء"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يعكس اللقاء بين ناديي مانشستر سيتي الانكليزي وموناكو الفرنسي ضمن ثمن نهائي دوري ابطال اوروبا الثلاثاء، مواجهة بين فريقين "حديثي الثراء" في عالم كرة القدم يعتمدان نموذجي عمل مختلفين.
منذ استحواذ الشيخ الاماراتي منصور بن زايد آل نهيان على النادي عام 2008، أنفق سيتي اموالا طائلة لتعزيز صفوفه بنجوم من العيار الثقيل، معولا خصوصا على الاجانب لاستعادة ما يفتقده منذ اواخر الستينات، وكانت النتيجة تتويجه بلقب الدوري الممتاز مرتين في 2012 و2014 بعد غياب عن منصة التتويج منذ 1968.
لكن "محفظة" سيتي ومالكيه الاماراتيين لا تنحصر بالفريق المشارك في الدوري الانكليزي الممتاز، بل اصبحت تضم نيويورك سيتي الاميركي وملبورن سيتي الاسترالي ويوكوهاما اف. مارينوس الياباني.
ويرى روب ويلسون، الخبير في الشؤون المالية لكرة القدم في جامعة شيفيليد هالان الانكليزية ان "نموذج الاعمال في سيتي فريد من نوعه بسبب مجموعة سيتي الكروية (سيتي فوتبول غروب) التي تجعله مختلفا عما يقوم به اي ناد اخر"، معتبرا ان الترتيبات التي تجمع سيتي بالاندية الاخرى التابعة تعتمد على مبدأ "التغذية".
ويوضح ويلسون هذه النقطة قائلا "هذا الامر يسمح لها (اندية المجموعة) بتبادل اللاعبين على مستوى الاكاديميات (اي الناشئين)، لكن كما رأينا مع مانشستر سيتي وباترك فييرا، بامكانها ايضا ان تتبادل المدربين".
وبعدما امضى عامين في تدريب الفريق الرديف لمانشستر سيتي، انتقل لاعب الوسط الدولي الفرنسي السابق باتريك فييرا للاشراف على نيويورك سيتي، وهذا الامر يجعل من النادي الانكليزي "تكتلا عالميا"، بحسب ويلسون الذي يضيف "انها نقطة تسويق فريدة من نوعها. (فرق مثل) مانشستر يونايتد وبرشلونة وريال مدريد تجري بشكل متكرر جولات الى تلك الانحاء من العالم وحجزت موقعا تسويقيا لها".
وواصل "مانشستر سيتي يحاول بالتالي اللحاق بالركب. هذا الحضور الفعلي (في اليابان واستراليا والولايات المتحدة) يعطيهم شيئا ملموسا لبيعه في كل من تلك المناطق ويجعل الناس على علاقة" باللون الازرق السماوي الذي يعتمده النادي.
واصبح مانشستر سيتي بفضل الاموال الاماراتية سادس اغنى ناد في العالم بحسب شركة "ديلويت" للاستشارات المالية، واصبحت العلامة التجارية للنادي الرابعة في العالم بحسب تصنيف "براند انترناشيونال".
- الشراء من اجل البيع -
اما موناكو المملوك من الملياردير الروسي دميتري ريبولوفليف، فهو ضمن بصعوبة عودته الى دوري الدرجة الاولى الفرنسي عام 2013، مستفيدا من الملايين التي انفقت من اجل تعزيز صفوفه.
وانفق نادي الامارة اكثر من 166 مليون يورو لضم لاعبين مثل الكولومبيين راداميل فالكاو (60 مليون يورو) و خاميس رودريغيز (45 مليون يورو) والبرتغالي جواو موتينيو (25 مليون يورو).
ونجح ريبولوفليف في اعادة موناكو الى الخريطة الاوروبية، فشارك خلال موسم 2014-2015 في دوري ابطال اوروبا للمرة الاولى منذ 2005-2006 وبلغ الدور ربع النهائي، ثم شارك في الموسم التالي في الادوار التمهيدية لكنه فشل في بلوغ دور المجموعات، واكمل مشواره القاري في "يوروبا ليغ" حيث خرج من دور المجموعات.
لكن موناكو وقع في مشكلة مخالفة قاعدة اللعب المالي النظيف التي طبقها الاتحاد الاوروبي من اجل تحقيق التوازن بين نفقات الاندية وايراداتها، ما اضطر نادي الامارة الى الاستفادة من العرض المغري الذي قدمه له ريال مدريد الاسباني وتخلى عن خاميس رودريغيز مقابل 85 مليون يورو في صفقة هي الاغلى بالنسبة لناد فرنسي.
ولا يتذمر المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم من "المشروع الجديد للنادي" بتسويق المواهب باشراكها في دوري الابطال ثم بيعها مقابل اسعار مغرية، على غرار جوفري كوندوغبيا (انتر ميلان الايطالي)، انطوني مارسيال (مانشستر يونايتد الانكليزي)، ليفان كورزاوا (باريس سان جرمان) والتونسي ايمن عبد النور (فالنسيا الاسباني).
ورأى ويلسون ان اللعب المالي النظيف حقق شيئا من "الاستدامة المالية"، مضيفا "الفارق الاساسي بين سيتي وموناكو هو حزمة حقوق النقل التلفزيوني المتاحة لسيتي".
وواصل "الموارد المالية المتاحة لمانشستر سيتي اكثر بكثير، اكبر بكثير مما هو متاح لموناكو الذي عليه ان يجهد بشكل اكبر بكثير لتخريج هؤلاء اللاعبين الشبان الذين يقرر اشراكهم مع الفريق الاول او بيعهم بربح وافر".
وواصل "موناكو كان اسرع (من سيتي) في تبني هذا النموذج المستند على لاعبي الاكاديمية. مانشستر سيتي يقوم بالامر ذاته الا انه يقوم به بشكل ابطأ".
ووفقا لرئيس مركز التدريب في موناكو برتران روزو فان "من بين 12 لاعبا يتم ضمهم وهم في الخامسة عشرة من العمر، نصفهم سيصبحون محترفين"، مشيرا الى ان "لاعب او اثنين" سينضمان الى الفريق الاول للنادي، والباقين "سينتهون في مكان (فريق) اخر".
انفق مانشستر سيتي العام الماضي 213 مليون يورو لشراء لاعبين جدد، في مقدمهم جون ستونز (55 مليون يورو) والالماني ليروي سانيه (50 مليون يورو)، متفوقا بذلك على المبلغ الذي انفقه قبلها بعام وقدره 190 مليون يورو.
اما في موناكو، فالوضع كان مختلفا لان نادي الامارة لم ينشط كثيرا في سوق الانتقالات فضم دجبريل سيديبيه (15 مليون يورو) وبنجامان مندي (13 مليون يورو) والبولندي كميل غليك (11 مليون يورو) والبرازيلي جورجي (8,5 ملايين يورو).
وعلى رغم اوجه الشبه بين الناديين، الا انهما لا يزالان بعيدين عن الاندية الكبرى التقليدية، اي مانشستر يونايتد وريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ.