بعد فشل تونس والمغرب ونيجيريا ومصر والسنغال في تسجيل حضور جيد
الأفارقة يقيّمون بالرباط مشاركة منتخباتهم في مونديال روسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الرباط: أياماً بعد اختتام نهائيات كأس العالم 2018 التي احتضنتها روسيا ما بين 14 يونيو الماضي و15 يوليو الجاري، بادرت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم إلى تنظيم ندوة لتقييم مشاركة مصر والمغرب ونيجيريا والسنغال وتونس في هذا العرس العالمي، الذي شهد إخفاق هذه المنتخبات الأفريقية الخمسة في تجاوز الدور الأول.
وتميز افتتاح الندوة، السبت، بالرباط، بمشاركة مسؤولي الكاف وخبراء ومتخصصين ومدربي عدد من المنتخبات الأفريقية المشاركة في التظاهرة العالمية، بكلمة أحمد أحمد رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
وقال أحمد أحمد: "أردنا لهذا المؤتمر أن يكون فرصة لنا للحديث، تحليل وتقييم ما حدث في روسيا، ومن خلاله تعميق التأمل حتى تتضح رؤيتنا للمستقبل، مقاربتنا الاستراتيجية وخارطة الطريق الجديدة الحاملة لآفاق جديدة".
وتوقف أحمد أحمد عند نجاح روسيا في تنظيم العرس العالمي، فقال: "هذا النجاح الباهر يسائلنا جميعاً. من خلال العمل والجدية والتخطيط والصرامة وإرادة القيام بعمل جيد، والرغبة الشديدة في خدمة البلد الذي يخدم بدوره المجتمع الدولي في تنوعه الواسع. هذا النجاح يسائلنا لأنه يوفر لنا فرصة التركيز على جهودنا وطرقنا الخاصة للتحرك، حين يتعلق الأمر بتنظيم تظاهرات قارية أو عالمية".
وتوسع أحمد أحمد في رصد المشاركة الأفريقية في العرس العالمي، حيث قال: "ماذا نلاحظ؟ منذ 48 سنة لم نربح كأس العالم ! لم نتجاوز أبداً، في أفضل مشاركاتنا، مرحلة ربع النهائي. إذا حللنا نهائيات كأس العالم التي أسدل عليها الستار قبل أيام، فإن الأمر أسوأ، مقارنة بما سبق: لقد سجل ممثلونا الخمسة في 15 مباراة 15 هدفاً وهدفاً عكسياً، واستقبلت شباكها 26 هدفاً، في 15 مباراة. كما فازت المنتخبات الخمسة مجتمعة في ثلاث مباريات، وتعادلت في مناسبتين، مقابل عشر هزائم. هذه حصيلة هزيلة ومثيرة للقلق. لا منتخب تمكن من بلوغ الدور الثاني. لماذا هذه الهزيمة، وهذه الحصيلة، مع أن اللاعبين الأفارقة يمارسون في أرقى الأندية على هذا الكوكب، وينظر إلى قارتنا على أنها خزان عالمي للمواهب، كما أن لدينا جمهوراً نحسد عالميا؟ ما الذي افتقده، بالضبط، ممثلونا للتنافس مع الأفضل في العالم؟ هل يتعلق الأمر بخلل في التحضير، أم في التدبير والحكامة؟".
من جهته، دعا فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في كلمة له بالمناسبة، الدول الأفريقية إلى الاهتمام بالتكوين وبالبنيات التحتية، مع تأكيده على أن العمل بطريقة احترافية، وتطبيق الحكامة في التسيير سيساعد الكرة الأفريقية على التطور ولما لا منافسة نظيرتها العالمية.
وشدد لقجع على دور المواهب في تطوير كرة القدم، بالإضافة إلى عامل المال، لكنه حذر من سيطرة النقطة الثانية، لان ذلك يمكن أن يساهم في التضحية بالموهبة دون شك، مع دعوته إلى ضرورة توحيد الجهود وترجمة التوصيات التي سيتم تبنيها على أرض الواقع من أجل الرقي بكرة القدم الأفريقية.
الاتحاد الأفريقي، الذي لا يخفي مسؤولوه خيبتهم بعد المشاركة الأفريقية الباهتة في العرس الكروي العالمي الأخير، وجه الدعوة لعدد من المتخصصين والخبراء وأساطير كرة القدم والمسؤولين لمناقشة موضوعات على صلة بالمشاركة الأفريقية، في مختلف تجلياتها، فيما يقدم مؤطرو الفرق الخمسة المشاركة تحليلهم للتحضير وأدائهم في المسابقة، ويقوم أعضاء اللجنة الفنية بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم بالإضافة إلى لجنة التحكيم والأشخاص ذوي الاختصاص بالاتحاد الدولي بتقديم وجهات نظرهم وتحليلهم الخارجي.
ويرى أحمد أحمد أن مؤتمر الرباط، الذي يتواصل على مدى يومين، سيوفر "تقييماً فنياً للدورة الأخيرة من كأس العالم، واستخلاص توصيات الخبراء الفنيين على مستوى القارة والاتحاد الدولي، بهدف التحرك والاستعداد، منذ الآن، لضمان أفضل تمثيل لكرة القدم الأفريقية في كأس العالم 2022".