رياضة

فورمولا واحد: من البدايات المتواضعة الى السباق الـ1000

السائق الأرجنتي خوان مانويل فانجيو (الثاني من اليسار) يتحدث الى الإيطالي جيوسيبي فارينا على حلبة سبا فرانكورشان في 18 يونيو 1950.
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من سباق أول عام 1950 على حلبة في أرض كانت قاعدة عسكرية خلال الحرب العالمية الأولى، الى السباق الـ 1000 الأحد في الصين على حلبة كلفت 240 مليون يورو، مضت بطولة العالم للفورمولا واحد في مسار طويل من التبدلات على امتداد العقود الماضية.

ولدت البطولة على حلبة سيلفرستون البريطانية، وبعد 69 عاما، لا تزال جائزة بريطانيا الكبرى - إضافة الى "نظيرتها" الإيطالية - الوحيدتان اللتان لم تغادرا روزنامة بطولة العالم خلال ما يناهز سبعة عقود.

زارت بطولة الفئة الأولى 32 بلدا في خمس قارات، على ان تنضم فيتنام الى هذه اللائحة بدءا من العام المقبل بحلبة على طرق العاصمة هانوي.

وفي إشارة على نمو هذه الرياضة، بيعت حقوقها في العام 2017 الى مجموعة ليبرتي ميديا الأميركية مقابل ثماني مليارات دولار، وباتت حاليا مدرجة في بورصة وول ستريت، في ما يشكل تبدلا جذريا عن الأعوام الأولى عندما كانت شركات الإطارات والمحروقات تزود الفرق بما تحتاج إليه من دون بدل مالي، ولقاء وضع شعاراتها على السيارات فقط.

- جديدٌ كل عام -&

في أيار/مايو 1950، كان الإيطالي جوسيبي فارينا أول فائز بسباق للفئة الأولى، ومضى لإحراز لقب بطولة العالم بعد أربعة أشهر على أرضه.

حاليا، بات الموسم أطول بمرتين مما كان عليه في ذلك الوقت.

أسماء كثيرة دونت أحرفها في السجلات التاريخية للبطولة، أبرزها الألماني ميكايل شوماخر حامل الرقم القياسي لعدد ألقاب بطولة العالم مع سبعة، علما بأن السباق الأخير الذي فاز به كان على حلبة شنغهاي الصينية بالذات في العام 2006.

ينظر الى شوماخر على أنه أحد أكثر السائقين موهبة وجرأة في تاريخ البطولة، لكن الألماني الفذ سيكون في أذهان الكثيرين مع احتفال البطولة بالمحطة الرمزية للسباق الألف، اذ يغيب عن الحيز العام منذ تعرضه لإصابة بالغة في الرأس بسبب حادث تزلج في 2013.

في ذروة مسيرته التي شملت خمسة ألقاب متتالية مع فيراري بين 2000 و2004، اختصر الألماني الذي عرف بتنافسيته الشرسة، روحية البطولة بالقول "كل عام نجد أمرا جديدا، نصبح أسرع... هذه هي الفورمولا واحد".

حفلت البطولة بالأرقام القياسية. شوماخر هو الأكثر فوزا بالسباقات (91 مرة)، يليه بطل العالم الحالي لويس هاميلتون (74). البرازيلي روبنز باريتشيلو يحمل الرقم القياسي مع عدد السباقات التي بدأها (322)، لكنه فشل في الفوز بلقب البطولة في مسيرة امتدت 18 عاما.

بطل العالم خمس مرات لويس هاميلتون يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الانطلاق من المركز الأول (84)، وهو الوحيد الذي يبدو قريبا من إمكانية منافسة شوماخر على الرقم القياسي للألقاب، اذ عادل بتتويجه الثاني تواليا العام الماضي، رقم الأرجنتيني الراحل خوان مانويل فانجيو الذي هيمن على العقد الأول للبطولة وأحرز ألقابه في ظرف سبعة أعوام.

في الستينات، ازدادت حدة المنافسة وتنوع الأبطال لكن مع سيطرة بريطانية صريحة، مع جيم كلارك وغراهام هيل وجاكي ستيوارت، إضافة الى الأسترالي جاك برابهام.

في العقد اللاحق، تركزت المنافسة بين النمسوي نيكي لاودا والبريطاني جيمس هانت، قبل أن يبرز في الثمانينات الفرنسي ألان بروست والبرازيلي إيرتون سينا الذي قضى في حادث على حلبة إيمولا عام 1994، قبل أن يبدأ عصر شوماخر الذي كان منافسه الأبرز فيه الفنلندي ميكا هاكينن، إضافة الى البريطاني دايمون هيل والكندي جاك فيلنوف.

شكلت الحوادث نقطة سوداء لا مفر منها في عالم السرعة.&

من بين 772 سائقا بدأوا سباق فورمولا واحد على امتداد العقود الماضية، قضى أكثر من 20 منهم وهم خلف المقود.&

وشكلت عطلة نهاية الأسبوع الأخير من آذار/مارس 1994 على حلبة إيمولا في سان مارينو، أسوأ محطة في تاريخ البطولة، اذ توفي خلالها النمسوي رولاند راتزبرغر السبت في التجارب، وسينا الأحد في السباق، عند منعطف هو من الأشهر والأخطر على الحلبات: تومبوريللو.

ودفعت الحوادث المنظمين والاتحاد الدولي للسيارات (فيا) الى إدخال أنظمة وقواعد تهدف للحد منها قدر الامكان، ما أثمر خلو السباقات من أي حادث مميت حتى جائزة اليابان الكبرى 2014، عندما تعرض الفرنسي جول بيانكي الى إصابات بالغة في الرأس لدى خروج سيارته عن مسار حلبة سوزوكا تحت الأمطار الغزيرة، واصطدامها بعنف بآلية متواجدة على الأطراف لرفع سيارة خرجت من المنافسة.

توفي بيانكي بعد نحو تسعة أشهر (في تموز/يوليو 2015)، وكانت وفاته جراء إصابة بالرأس الدافع الأساسي لاعتماد نظام "هايلو" على سيارات السائقين، والمخصص لحماية رأسهم من أي حادث أو حطام متطاير.

ولا يزال فريق فيراري الوحيد الذي لم يغب عن أي نسخة من بطولة العالم، وهو يحمل الرقم القياسي في عدد ألقاب الصانعين (16)، وهي فئة بدأ اعتمادها عام 1958، متقدما على فريق مرسيدس (5)، وريد بول (4).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف