رياضة

على خلفية ورود اسم رئيسها ومديرها التنفيذي

سمعة "نايكي" تحت المجهر بعد إيقاف سالازار

نفى سالازار التهم الموجهة إليه مؤكدا أنه سيستأنف القرار
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تهدد فضيحة المنشطات التي أدت الى إيقاف المدرب الأميركي المثير للجدل ألبرتو سالازار أربعة أعوام، سمعة شركة "نايكي" العملاقة، على خلفية ورود اسم رئيسها ومديرها التنفيذي مارك باركر في القرار الصادر الإثنين.

وكانت الوكالة الاميركية لمكافحة المنشطات التي أعلنت إيقاف سالازار، قد كشفت في التحقيق الذي أجرته بشأن المدرب المعروف، عن العديد من المخالفات تضمنت حقن رياضيين بأحماض أمينية (تعزز من حرق الدهون)، وتجارب مع هرمون التستوستيرون، وإصدار وثائق طبية مزيفة.

وأتى إيقاف المدرب الكوبي الأصل البالغ من العمر 61 عاما بعد تحقيق للوكالة دام أربعة أعوام ومعركة طويلة وراء أبواب موصدة. كما أدى الى سحب اعتماده من بطولة العالم لألعاب القوى المقامة حاليا في الدوحة.

ونفى سالازار التهم الموجهة إليه، مؤكدا أنه سيستأنف القرار.

وكان سالازار من أبرز عدائي الماراتون، وتوج في نيويورك أعوام 1980 و1981 و1982 وماراتون بوسطن الشهير في 1982، قبل أن تنتهي مسيرته بشكل غامض بسبب الاصابات والاكتئاب. أصبح بعدها مديرا تسويقيا في نايكي وساهم في 2001 بتأسيس مشروع أوريغون الهادف إلى جعل العدائين الأميركيين منافسين مجددا على الساحة الدولية.

ولم يقتصر تحقيق الوكالة في الوثيقة التي أعدتها لجنة من حكام مستقلين عند هذا الحد، فقد أظهر أن باركر كان يتبلغ من خلال رسائل البريد الالكتروني، بالتقدم المحرز من قبل سالازار وفريقه ضمن مشروع "نايكي أوريغون" المدعوم من عملاق التجهيزات الرياضية.

وفي رسالة بريدية الكترونية مؤرخة عام 2011، يشرح سالازار لرئيس نايكي، اقدامه على حقن رياضيين خلال اختبار لأحد المدربين في مشروع "نايكي أوريغون"، بليتر من مزيج من الأحماض الأمينية والسكر المستخرج من الذرة (ديكستروز)، وهي جرعة أعلى بكثير من المعدل القانوني الذي تسمح به الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات ("وادا").

قبل ذلك بعامين، وفي بريد الكتروني مرسل إلى باركر، أشار الطبيب جيفري براون، أخصائي الغدد الصماء والسكري في تكساس، الذي عالج العديد من رياضيي سالازار ضمن "مشروع أوريغون" وعوقب بالإيقاف أيضا، إلى القيام بتجارب مستندة الى هرمون التستوستيرون.

وكشفت إحدى الرسائل التي وجهها رئيس نايكي عن اهتمامه بـ "تحديد الكمية الأدنى لمقدار هرمون الذكورة المطلوب لإجراء اختبار إيجابي".

ولم تعلق شركة "نايكي" على استفسارات وكالة فرانس برس. لكن متحدثا باسمها أفاد صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه "ليس لمارك باركر سبب للاعتقاد بأن الاختبار خالف القوانين، طالما أنه أجري بمشاركة طبيب".

رسميا، جاءت هذه التجارب ردا على قلق المدرب من إمكان تعرض رياضييه للتنشط بهرمون التستوستيرون من طرف ثالث من دون علمهم.

وأوضح المتحدث باسم "نايكي" للصحيفة الأميركية، أنه بالنسبة لـ "مارك، فإن ألبرتو (سالازار) كان يحاول منع رياضييه من التنشط".

- إلى جانب الرياضيين -

وأعلنت "نايكي" الإثنين عن دعمها لسالازار "في قراره بالطعن" ضد عقوبة الإيقاف لمدة 4 سنوات، مؤكدة في بيان أن قرار إيقافه "لا علاقة له بإدارة المواد المحظورة لرياضي مشروع أوريغون"، مضيفة أنها لا تتسامح مع "استخدام المواد المحظورة بأي شكل من الأشكال".

لكن القضية أرخت بظلالها على الشركة التي تراجعت أسهمها في البورصة بنسبة 1,75 بالمئة، غداة جلسة تداول شهدت بلوغ سعر أسهم الشركة الأميركية أعلى مستوى في تاريخه.

ويأتي هذا التراجع بعد أشهر من الازدهار نشرت خلالها المجموعة الأميركية نتائج مالية قوية، بفضل سياستها الجديدة باعادة توجيه مبيعاتها عبر الانترنت وارتفاع مبيعاتها في السوق الصينية.

ووجدت الشركة نفسها تتلقى سهام انتقادات الرياضيين حتى، ومنهم عداءة المسافات الطويلة السابقة لورين فليشمان التي كتبت عبر "تويتر" أن "نايكي" لطالما ساندت "رياضيين يتنشطون، واتحادات تدعم التنشط".

وكانت فليشمان مرتبطة بعقد رعائي مع "نايكي" لتسعة أعوام حتى 2012.

وتابعت "يتظاهرون بعدم رؤية أي شيء في وقت من الواضح أن ثمة أمرا فاسدا"، مضيفة "يضعون (علامتهم التجارية) على قنابل موقوتة. وعندما تنفجر غالبا ما تكون نايكي آخر من يقطع العلاقة (مع الرياضيين)".

ففي عام 2012 دعمت الشركة الأميركي لانس أرمسترونغ فور نشر الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات تقريرا يدين بطل الدراجات الهوائية السابق وفريقه بالتنشط، قبل أن تتخلى عنه بعد أيام. وفي مرحلة لاحقة، دين أرمسترونغ بالتنشط وجرّد من ألقابه السبعة في طواف فرنسا الدولي.

وفي حزيران/ يونيو 2016 لم تفسخ الشركة عقدها مع لاعبة كرة المضرب الروسية ماريا شارابوفا على رغم إيقافها بعد فحص منشطات إيجابي.

أرادت نايكي أن تحافظ على صورتها كشركة تقف إلى جانب رياضييها، على غرار ما فعلت مع لاعب كرة السلة كوبي براينت الذي اتهم بالاغتصاب عام 2003، أو لاعب الغولف الشهير تايغر وودز الذي ارتبط اسمه بفضيحة جنسية عام 2009، أو اختيارها للاعب كرة القدم الأميركية كولن كابرنيك كوجه حملة إعلانية، بعد الضجة التي أثارها بمقاطعة النشيد الوطني احتجاجا على عنف الشرطة ضد الأشخاص ذوي البشرة السمراء، ما جعله عرضة لانتقادات الرئيس دونالد ترامب.

لكن تجارب أخرى للشركة مع رياضييها كانت على عكس هذه الصورة.

وقالت فليشمان التي شاركت في ثلاث بطولات عالمية في سباق 5 آلاف م "عندما تعرض إعلانات عن الأمهات اللواتي يعانين (في اشارة إلى الإعلان مع لاعبة كرة المضرب المخضرمة الأميركية سيرينا وليامس)، ولكنك تعلق رواتب النساء الحوامل (...)، فهذه مشكلة"، في اشارة إلى سياسة "نايكي" بخفض عائدات العقود الرعائية التي تربطها بالرياضيات في حال حملهن، قبل أن تتراجع عن قرارها في أيار/مايو الماضي.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف