رياضة

فخور بجذوره الجزائرية وانتمائه إلى المنتخب التونسي

مونديال 2022: العيدوني... لاعب "حديدي ومقاتل" لا يتعب!

التونسي عيسى العيدوني بمواجهة لاعب الدنمارك يسبر ليندستروم خلال مباراة الفريقين على استاد التعليمية في الريان في الدوحة في 22 نوفمبر 2022
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة: يؤكّد لاعب الوسط الدولي عيسى العيدوني انه فخور بجذوره الجزائرية وفي الوقت ذاته بانتمائه إلى المنتخب التونسي المدافع عن ألوانه في مونديال قطر، حيث استهل مبارياته بجائزة أفضل لاعب خلال التعادل السلبي أمام الدنمارك قبل أن يستبدله المدرب جلال القادري في الخسارة أمام أستراليا بهدف يتيم.

تعالت الأصوات في الجزائر منتقدة عدم ضم نجم فيرينتسفاروش المجري إلى صفوف منتخب "محاربي الصحراء"، فيما أشادت الصحف التونسية بأداء العيدوني بفضل اعتراضاته للكرة وتحركاته وتوجيهه لرفاقه داخل المستطيل الأخضر.

قال ابن الـ 26 عاماً بعد مباراة الدنمارك "أنا سعيد بمشاركتي في كأس العالم ولكن الاهم هي النتيجة الجيدة التي حققها المنتخب وبعد ذلك تأتي جائزة أفضل لاعب...".

كرر العيدوني طلبه للجماهير التونسية برفع مستوى الحماس متوجهاً إليها باشارات بيديه في مباراتي "نسور قرطاج"، فرد التوانسة بصراخ وهتافات هزت أرجاء الملعب.

أثنى مهاجم الاتفاق السعودي نعيم السليتي في سؤال لوكالة فرانس برس على زميله قائلاً "كان الأفضل في المباراة (أمام الدنمارك) ، بينما استبدله المدرب (أمام أستراليا). هذه هي كرة القدم".

وأضاف "اليوم تراجع المستوى قليلاً ولكن هذه هي الكرة. الجميع يعلم انه يملك إمكانات أعلى".

وشدّد السليتي على أن أداء المنتخب التونسي تراجع قليلاً في الشوط الأول أمام أستراليا ولكن "عيسى يستحق الأفضل".

استهل العيدوني حلم المشاركة في العرس الكروي العالمي بألوان تونس بعدما كان معادلة مهمة في التأهل، ليرد الثقة التي وضعها فيه المدرب منذر الكبيِّر وبعده القادري في المباراة الأولى ضد الدنمارك، ليصفه المراقبون بـ "الرجل الحديد" الذي لا يتعب.

وأضاف "الاهم هي النتيجة والعرض الذي قدمه اللاعبون. دخلنا المباراة برغبة كبيرة للدفاع عن ألوان هذا القميص وإرادتنا كانت انتزاع النقاط وكنا نعرف ان ذلك صعب ضد الدنمارك التي تملك منتخبا قوياً. لم نأت هنا من أجل التعادل بل للفوز".

أب جزائري وأم تونسية

ولد العيدوني من أب جزائري وأم تونسية فتعلق بالبلدين وارتبط بهما، وبعدما انتظر فرصة صريحة للانضمام إلى "محاربي الصحراء" أتته من "نسور قرطاج" في 19 آذار/مارس 2021، ليشارك في أول مباراة دولية في 25 منه في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2021 ضد ليبيا.

قال حينها "تلقيت اتصالات من الاتحاد التونسي لكن أتمنى أن ألعب للجزائر".

أبدت الجماهير الجزائرية حسرتها على إضاعة فرصة الاستفادة من جهود لاعب خط الوسط صاحب مواصفات يفتقر لها المنتخب خصوصاً بعد اعتزال عدلان قديورة، حيث انه يتميز بقوة جسمانية كبيرة وقدرة على اعتراض الكرات والمساهمة في بناء الهجمات.

وُجّهت انتقادات إلى المدرب جمال بلماضي الذي بدا حينها غير مقتنع بإمكانات العيدوني حسب مصادر مطلعة، مفضلاً عليه رامز زروقي نجم تفينتي الهولندي في مركز الوسط المدافع، كما انتقدت الاصوات المدرب لتفويته على المنتخب الجزائري فرصة الحصول على مواصفات محارب لوجود قطعة ناقصة في التشكيلة.

ولعلّ وفرة لاعبي خط الوسط في صفوف المنتخب الوطني الجزائري، إلى حدّ "التخمة"، وراء عدم تحمّس بلماضي للاستفادة من جهود العيدوني.

انضم العيدوني إلى فيرينتسفاروش في آب/أغسطس 2020 في صفقة قدرت قيمتها بحوالي 600 ألف يورو، وقاده للفوز بلقب الدوري موسمين توالياً، واختير أفضل لاعب في الدوري عام 2020.

رفض العيدوني الذي تدرّج في نادي أنجيه الفرنسي ولعب في أندية هواة، قبل أن ينتقل عام 2018 إلى فولونتاري الروماني، وبعدها إلى فيرينتسفاروش الدخول في مهاترات مشدداً على أن "بلماضي يدرك ما يجب عليه أن يفعله وقد أثبت ذلك، أما من جهتي فسأحاول أن أقدم أفضل العروض داخل الملعب".

طموحات أبعد من فيرينتسفاروش

وتابع مثنياً على قديورة و"المشوار المميز الذي حقّقه. إنه لاعب مميز، وأنا أحترمه كثيراً، لأنه قدوة لأي لاعب شاب".

يرتبط العيدوني بعلاقة وطيدة مع زملائه في المنتخب التونسي، أبرزهم الشاب حنبعل المجبري والسليتي وحمزة رفيعة، علماً انه واجه بلده الجزائر في مباراة ودية انتهت بفوز "محاربي الصحراء" 2-صفر في ملعب حمادي العقربي برادس في 11 حزيران/يونيو 2021.

وتطرق العيدوني في مقابلة مع "العربي الجديد" في حزيران/يونيو 2022 إلى غياب بلده الثاني الجزائر عن المشاركة في كأس العالم، موجهاً رسالة دعم وتشجيع، قائلاً "افتخر باللعب لتونس، لكن الجزائر كذلك بلدي ووطن والدي، لذلك أتمنى الخير للشعبين على حد سواء".

وأردف "هي خيبة أمل كبيرة بالنسبة إليهم، نظراً لمجريات اللقاء الفاصل ضد الكاميرون، لقد كانت الجزائر أفضل من المنافس وفرضت سيطرتها على مواجهة الإياب"، متمنياً أن يستعيد "محاربو الصحراء" توازنهم وقال في هذا الشأن "أتمنى أن يعود المنتخب الجزائري سريعاً إلى قوته المعهودة، وأن ينجح في التأهل لكأس العالم سنة 2026".

لم يخف العيدوني رغبته في خوض تحديات أقوى وأفضل من الدوري المجري في المستقبل القريب، مشيراً في الوقت ذاته إلى شعوره بالراحة والاستقرار مع فيرينتسفاروش، وقال في هذا الصدد "بالطبع لديّ أحلام وطموحات كبيرة ولا حدود لها، وأرغب دائما في التطور والتقدم المستمر، واللعب لصالح أبرز الأندية الاوروبية وهذا يعد من بين أهم أهدافي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف