رياضة

ثمينٌ مثل كانتي وناضج على غرار بوغبا

مونديال 2022: تشواميني الجندي المجهول الذي برز للضوء

في كأس العالم بقطر، شارك تشواميني أساسياً في كل مباراة، وهو تفرّد مرجعه إلى موهبته أولاً أكثر منه إلى النقص في مقاعد البدلاء
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة: ثمينٌ مثل نغولو كانتي، وناضج على غرار بول بوغبا، هو لاعب الوسط الدفاعي أوريليان تشواميني الذي ملأ فراغ شيوخ خط الوسط الفرنسي في مونديال قطر 2022، حيث تولى مسؤولياته في سن الثانية والعشرين برصانة وكرم وشغف لا يزال مطلوباً في بعض الأحيان.

أمام إنكلترا يوم السبت (2-1) في ربع النهائي، سرق لاعب الظلّ "الهائل" هذا، كما يصفه صديقه يوسف فوفانا، الأضواء كلّها، أولاً بإيجابية افتتاح التسجيل من تسديدة رائعة بعيدة المدى (17)، ثمّ بسلبية منح واحدة من ركلتي جزاء تحصّل عليهما الإنكليز، وسجّلها هاري كاين ليدرك بها التعادل (53).

قال لاعب ريال مدريد الإسباني للصحافيين السبت في أروقة ملعب البيت بعد تعرّضه لكدمة في المباراة أبعدته عن التمارين الأخيرة "علينا أن نقدم أداء أفضل في كلتا الحالتين، وأنا أولاً حيث أحاول أن أستبق الكثير".

ورغم ذلك، فإن تلك الغرابة لن تثير الشكوك حيال الثقة التي منحه إياها ديدييه ديشان منذ ظهوره الأول مع المنتخب في أيلول/سبتمبر 2021: لعب تشواميني 19 مباراة من أصل 20 ممكنة، وكان أساسياً في 14 منها.

في كأس العالم بقطر، شارك أساسياً في كل مباراة، وهو تفرّد مرجعه إلى موهبته أولاً أكثر منه إلى النقص في مقاعد البدلاء.

"مثل الاسفنج"

ككبير المعلّمين، هو الذي أرسله المدرب إلى المؤتمر الصحافي عشية مواجهة تونس بدلاً من القائد المعتاد الحارس هوغو لوريس أو ملازمه رافايل فاران.

لم يكن يريد أن يرتدي ثوب "قائد الجيل الجديد" الذي قدمه له أحد الصحافيين: "ماذا يعني ذلك، في النهائي؟ لدي 16 مباراة دولية، أحاول تخزين أكبر قدر ممكن من الخبرة"، قال تشواميني الذي انتقل الصيف الماضي إلى ريال مدريد في صفقة تراوحت قيمتها بين مقابل 80 و100 مليون دولار ليحلّ بدلاً من البرازيلي كازيميرو.

منذ بداية المونديال، لعب الشغوف بكرة السلّة الأميركية دوره كحارس أمام الدفاع بـ"رصانة"، وهي كلمة استخدمها هو، مع احترام تعليمات ديشان بدقة.

هذا هو أيضاً الإطراء الذي غالياً ما صدر عن آخر مدربيه في موناكو، نيكو كوفاتش وفيليب كليمان: "إنه مثل الإسفنج"، يستوعب النصائح وينفذها سريعاً.

أوضح خلال دور المجموعات لتبرير عدم تألقه بنفس القدر الهجومي على غرار شركائه بخط الوسط، أنه "في المباريات، في بعض الأحيان أريد التحرك أكثر، ولكني أقول لنفسي +لا+ لأنني أعلم أنه يجب أن أكون في مكان ما إذا كان هناك هجوم مرتد".

قال فوفانا شريكه السابق في موناكو "نحن نلعب كرة قدم +استعراضية+، لذلك عندما لا يقوم لاعب بالاستعراض، فبالنسبة للبعض يكون هناك فقط لأنه يجب أن نكون 11 لاعباً، بينما هو يقوم بعمل هائل في الظل. يركض كثيراً حقاً، وهذا يسمح للاعبي الوسط الآخرين بالتقدم في العق من دون طرح أسئلة".

"تأمين التغطية"

يغلب على نسخة "الزرق" الحالية في مونديال قطر 2022 وجه ذو طابع هجومي، مع الرباعي كيليان مبابي-عثمان ديميبيليه-أنطوان غريزمان-أوليفييه جيرو، مع دعم من المدافع تيو هيرنانديز وحتى أدريان رابيو.

ولدى سؤاله عن دور تحقيق التوازن الذي يقدمه زميله، قال رابيو "إنه موجود خلفنا لتأمين التغطية. لديه أيضاً دور اللاعب الذي يعوّض، الذي يسد الثغرات، ويستعيد الكرات".

ضد إنكلترا، تدفّقت الأضواء على تشواميني بافتتاح التسجيل في واحدة من تجاوزاته النادرة.

سيطر "لا ماكينا" (الآلة) وهو لقبه في إسبانيا، بهدوء على تمريرة من أنطوان غريزمان، وبتوازن مثالي، أطلق العنان لتسديدة قوية على بعد 24 متراً من المرمى الإنكليزي، تسديدة صاروخية بأسلوب "بوغبوم".

وباحتفاليته الجدية بالهدف واضعاً إصبعه على صدغه، باتت المقارنة أعمق مع بوغبا.

تبقت له مباراتان ليسير على خطى "معلّمه" أحد أعمدة لقب العام 2018 والذي أُرغم قسراً على الغياب في هذه البطولة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف