رياضة

الانكليز يستخدمون أساليب علمية للتخلص من الشبح التاريخي

بأمر ساوثغيت.. أساليب التدريب على ركلات الترجيح "سر حربي"!

نجم منتخب انكلترا جود بيلينغهام
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: رسمياً، تم منع لاعبي منتخب إنكلترا من مناقشة تكتيكات ركلات الجزاء (الترجيح) علنا أو مع وسائل الإعلام في يورو 2024، وتم حظر توجيه الأسئلة لهم بخصوص أسرار وتكتيك التدريب عليها، أي أنها أصبحت بمثابة "السر الحربي".

ووفقاً لصحيفة "الغارديان" كان هناك استياء داخل اتحاد كرة القدم الانكليزي من قيام أعضاء سابقين في طاقم العمل برفع الغطاء عن العمل النفسي المفصل للغاية الذي تم القيام به لتغيير علاقة إنكلترا السيئة جداً بركلات الجزاء، فقد ودع منتخب "الأسود الثلاثة" الكثير من البطولات "مونديالياً" و "قارياً" بسبب الاخفاق في تنفيذ ركلات الترجيح، وعلى وجه التحديد حدث ذلك 7 مرات.

كانت هناك تصريحات واضحة من جاريث ساوثغيت، الذي قاد الكثير من التغيير في عقلية وطريقة تعامل اللاعب الانكليزي مع ركلات الجزاء، وكانت هناك حالة من التعتيم الكبير عن أسباب نجاح اللاعبين في تسديد جميع الركلات، و الفوز بمباراة ربع النهائي السبت ضد سويسرا، فقد سجل اللاعبون خمسة من خمسة، وتصدى بيكفورد لركلة سويسرية.

لقد تم فعلياً تغيير العقلية، وأصبح الانكليز الذين كانوا يتعاملون مع ركلة الجزاء باعتبارها ضربة حظ، أصبحوا في الوقت الراهن يرونها علماً، وقوة ذهنية ونفسية.

ماذا حدث أمام سويسرا؟
كان أداء جوردان بيكفورد البطولي في مرمى سويسرا، إلى جانب الركلات الممتازة من كول بالمر وجود بيلينغهام وبوكايو ساكا وإيفان توني وترينت ألكسندر أرنولد، بمثابة أحدث إثبات لعمل ساوثجيت المنهجي.

وقد توصل بحث الاتحاد الإنكليزي إلى أن لاعبي إنجلترا كانوا يتعجلون في تنفيذ ركلات الجزاء في السابق، وقاموا بفحص المكان الذي يجب أن يقف فيه منفذو الركلة أثناء انتظار ركلتهم وأين يجب أن يتم وضع التسديدات.

التاريخ الأسود مع ركلات الترجيح
التاريخ يقول إن انكلترا خسرت بركلات الترجيح في بطولات كبرى أعوام 1990 و1996 و1998 و2004 و2006 و2012، وأعقب الفوز على إسبانيا في بطولة أوروبا 96 إهدار ساوثغيت ركلة الجزاء الحاسمة في نصف النهائي أمام ألمانيا.

بصفته مدربا، سعى إلى معالجة الضعف الذهني في ركلات الترجيح لدى اللاعبين في منتحب إنكلترا، وبدأ يعتمد على مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات النفسية.

ماذا فعل بيكفورد؟


تدخل أحد أعضاء الفريق الإعلامي للاتحاد الإنجليزي عندما سُئل بيكفورد، الذي تصدى للكرة الحاسمة من مانويل أكانجي، عن إستراتيجياته في ركلات الترجيح مساء السبت.

كان لدى بيكفورد ملاحظات مكتوبة على زجاجة المياه عن طريقة تسديد كل لاعب في سويسرا لركلات الترجيح، كما أنه استخدم تكتيكات التأخير قبل أن يتحرك يسارا لإنقاذ ركلة أكانجي.

ولوحظ أيضًا أن مدرب سويسرا مراد ياكين خاطب فريقه بأكمله قبل ركلات الترجيح. وتحدث ساوثجيت فقط مع اللاعبين الذين ظلوا في الملعب بعد نهاية الوقت الإضافي.

كانت هناك اقتراحات بأن إنجلترا استخدمت "عملية الأصدقاء"، حيث يتم تعيين لاعب واحد لمنفذ الضربة لدعمه وتقديم التهنئة بعد الركلة. تم أيضا اعتماد فكرة الاحتفالات الصاخبة بعد كل ركلة ناجحة لزيادة المشاعر الإيجابية.

الهزيمة أمام إيطاليا في 2020 نقطة تحول
لم تكن أساليب ساوثغيت ناجحة دائمًا. وتعرض لانتقادات بعد خسارة إنكلترا بركلات الترجيح أمام إيطاليا في نهائي بطولة أمم أوروبا 2020 . تم إحضار جادون سانشو وماركوس راشفورد لتنفيذ ركلات الترجيح قبل نهاية الوقت الإضافي، لكن كلا المهاجمين كانا باردين وفشلا في التسجيل، وتصدى جيانلويجي دوناروما لركلة ساكا.

وقال ساوثجيت يوم السبت: "لقد تم انتقادنا بشدة بسبب الخسارة أمام ايطاليا، وسيكون هذا هو الحال دائمًا لأن الأمر يعتمد على النتائج، لقد قمنا بتحسين تنفيذ ركلات الترجيح."

وعلى عكس من راشفورد وسانشو، كان لدى توني وألكسندر أرنولد الوقت الكافي لدخول أجواء المباراة بدنياً وذهنياً، بعد دخولهما في الوقت الإضافي ضد سويسرا.

طرد شبح ركلات الترجيح


تطوير عقلية اللاعبين في تنفيذ ركلات الترجيح جعل المنتخب الانكليزي ينجح في تسجيل 5 ركلات في مرمى سويسرا بثقة وهدوء، وبهذا تقطع إنكلترا خطوة أخرى نحو طرد شبح طاردها على مدار 34 عاما منذ الدور قبل النهائي بكأس العالم 1990 عندما خسرت بركلات الترجيح أمام ألمانيا الغربية.

وكانت هذه المرة الثالثة التي تفوز فيها إنكلترا في 10 مواجهات احتكمت لركلات الترجيح سواء في كأس العالم أو بطولة أوروبا. وتملكت بعض هذه الهزائم من معنويات المنتخب الإنكليزي.

وبعد الخسارة المؤلمة في كأس العالم 1990، عمق الألمان جراح إنكلترا في ركلات الترجيح ببطولة أوروبا 1996 عندما أهدر ساوثغيت الركلة السادسة ليخسر فريقه على ملعب ويمبلي.

وتكررت معاناته الشخصية مجددا عندما خسرت إنكلترا بركلات الترجيح خمس مرات على التوالي في البطولات الكبرى وعندما أصبح مدرب المنتخب في 2016، سعى ساوثغيت لتغيير الوضع.

وأدرك أن الخسائر المتتالية في ركلات الترجيح ليست نتاج غياب القدرة على التسديد، وإنما معركة ذهنية يمكن قلب موازينها عن طريق تغيير طريقة تدريب الفريق.

وفي اللحظة التي يرزخ فيها اللاعبون تحت الضغط والإرهاق عند التسديد من علامة الجزاء، تصبح طريقة التعامل مع الوضع بأهمية المهارة في التسديد.

وقال ساوثغيت عن تجربته في 1996 "كل ما أردته هو الكرة: ضعها على علامة الجزاء ولننته من ذلك".

وكان يعرف أنه يحتاج أن يكون لاعبوه أكثر تركيزا وأنهت إنجلترا أخيرا نتائجها المخيبة في ركلات الترجيح عندما تغلبت 4-3 على كولومبيا في دور الستة عشر بكأس العالم 2018.

سدد وأنت مرهق!
وطلب ساوثغيت من لاعبيه التدرب مرهقين على ركلات الترجيح مرة تلو الأخرى في نهاية الحصص التدريبية، في محاولة لمحاكاة الوضع البدني بعد 120 دقيقة من اللعب.

وحاول تحسين طريقة التسديد وتعزيز ثقة اللاعبين في قدرتهم على اختيار الزاوية المناسبة دون الاهتمام بالاتجاه الذي سيرتمي فيه الحارس.

وكان الشعار: سدد الكرة حيث لا يمكن للحارس التصدي لها حتى لو أصاب في تخمينه، وطلب من اللاعبين عدم التسرع في التسديد بمجرد أن يطلق الحكم صفارته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف