صحة وعلوم

يأملون استعادة الحياة الطبيعية في مخيمهم

لاجئون سوريون في الأردن: "اللقاح هدية من السماء"

لاجئة سورية في بلدة المفرق الأردنية المحاذية للحدود السورية تتلقى اللقاح ضد كورونا الإثنين
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عمان: تقول اللاجئة السورية فاطمة علي ذات السبعين عاما بعد أن تلقت اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد في بلدة المفرق على الحدود مع سوريا، إن أخذ هذا اللقاح في هذا الوقت هو أشبه بـ "هدية من السماء"، معربة عن أملها بإستعادة حياتها الطبيعية داخل المخيم.

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يعد الأردن أول دولة في العالم تبدأ بعملية تطعيم اللاجئين المسجلين والموجودين على اراضيها بلقاح ضد كوفيد-19 ومجانا.

وبالإجمالي تم حتى الآن تلقيح نحو مئة لاجىء والعملية ستستمر في الأيام القادمة وبشكل يومي وعلى دفعات.

وفاطمة واحدة من 24 لاجئا سوريا وصلوا في يوم ماطر في أربعة باصات صغيرة بيضاء قادمين من مخيم الزعتري الذي يأوي نحو 80 ألف لاجىء سوري، الى مركز صحي في محافظة المفرق (70 كلم شمال عمان) من أجل تلقي اللقاح بعملية يشرف عليها موظفو المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.

وبحسب الأمم المتحدة تم حتى الآن تسجيل 1992 إصابة بفيروس كورونا المستجد في صفوف اللاجئين السوريين بالاردن.

وفي الوقت الذي نزل فيه اللاجئون الواحد تلو الآخر بمساعدة موظفي المفوضية من أجل تلقي المطعوم داخل المركز وهم يضعون كمامات سوداء، بقيت فاطمة جالسة في الباص بسبب معاناتها من آلام المفاصل، حيث حضر طبيب وأعطاها المطعوم داخل الباص.

وتقول المرأة ذات العينين الخضراوين التي تتحدر من محافظة درعا وتقيم في المخيم منذ أكثر من سبعة أعوام، لوكالة فرانس برس بصوت خافت وهي تضع غطاء رأس أسود "أحمد الله على هذه النعمة، هذه هدية من السماء أنا سعيدة أظني سأكون بمأمن بعد أخذ هذا اللقاح".

وتضيف "كنا خائفين داخل المخيم بسبب حصول إصابات، لم نكن نخرج ولم نكن نزور أحدا، لقد حذرونا نحن كبار السن بأن هذا الوباء قاتل".

سعادة لا توصف

ويقول زوجها حسين محمد وقد أغرورقت عيناه بالدموع وهو يرفع كلتا يديه الى السماء وهو يردد عبارة "لك الحمد والشكر يا ألله" ،"أنا سعيد جدا أن يعاملنا الأردن بهذه الشاكلة وبدون أي تفرقة وتمييز وبهذا الكرم وهذا السخاء وكأننا مواطنون أردنيون".

ويستضيف الأردن حاليا نحو 663 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى المملكة منذ اندلاع النزاع في سوريا بنحو 1,3 مليون.

وتقول المملكة إن كلفة إستضافة هؤلاء اللاجئين تجاوزت عشرة مليارات دولار.

من جهته، يقول منهل هلال (71 عاما) ذو الشعر الأبيض الذي إرتدى سروال جينز وسترة خضراء وهو يتلمس مكان أخذ المطعوم "كم أنا سعيد بأخذ هذا المطعوم، سعادتي اليوم لا توصف".

وأضاف هلال الذي يقيم في مخيم الزعتري مع زوجته وأبنته منذ نحو ثمانية أعوام "عندما أبلغت أثنين من أبنائي الذي يقيمون بسوريا بأني سأخذ المطعوم مجانا، لم يصدقوني في بادىء الأمر ظنوا بأني أمزح معهم وعندما أقسمت لهم، قالوا لي: +كم أنت محظوظ إذن+".

يقول المتحدث الرسمي بأسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين محمد حواري لفرانس برس إن "الأردن بادر بمبادرة سابقة من نوعها بتطعيم كل من يقيم على أرضه بمن فيهم اللاجئون ومجانا".

وأوضح "هذا أزاح هما كبيرا جدا خصوصا إن نسبة العجز في الخدمات الطبية لدينا وصلت لأكثر من ثمانين مليون دولار وهذا يعطي دلالة كم نحن بحاجة للمساندة في عملنا من أجل تقديم الخدمات للاجئين".

صيني واميركي

وسجلت في الأردن حتى الآن أكثر من 315 ألفا و544 إصابة مؤكدة بالفيروس و4153 وفاة. كذلك سجلت 25 إصابة بفيروس كورونا المتحوّر الذي رصد في الفترة الأخيرة في بريطانيا.

وباشر الأردن حملة تلقيح ضد فيروس كورونا المستجد تستهدف في مرحلتها الأولى الكوادر الصحية ومن يعانون من أمراض مزمنة ومن تجاوزت أعمارهم الستين.

وتستهدف الحملة في البداية 20 الى 25 في المئة من سكان المملكة البالغ عددهم نحو 10,5 ملايين نسمة.

وحددت وزارة الصحة 29 مركزا للتطعيم منتشرة في عموم محافظات المملكة منها سبعة في عمان.

وبحسب الحواري فإن الأمم المتحدة بصدد فتح مركزي تطعيم في مخيمي الزعتري والأزرق للاجئين السوريين.

وكانت وزارة الصحة أطلقت نهاية الشهر الماضي موقعا الكترونيا لتسجيل أسماء الراغبين بأخذ اللقاح شرط أن يكونوا من الكوادر الصحية أو يعانون من أمراض مزمنة أو ممن تجاوزت أعمارهم الستين.

وتلقى الأردن خلال الايام الماضية شحنات من لقاحي "سينوفارم" الصيني و"فايزر" الأميركي.

وتقول اللاجئة السورية شيخة الحريري (70 عاما) وهي أم لاربعة أبناء من محافظة درعا وتقيم في المخيم منذ نحو سبعة أعوام إنها تشعر بالراحة والطمأنينة بعد أخذ المطعوم وإنها تأمل بإستعادة حياتها الطبيعية.

وتضيف وهي تهم بالجلوس في الباص العائد الى المخيم "كنا خائفين جدا، لم نكن نخرج من كرفاناتنا، الوباء كان حديث الساعة في المخيم وطوال النهار".

وخلصت "آمل أن نستعيد حياتنا الطبيعية وان نعيش بدون خوف".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف