بعد مواجهات عنيفة في القدس
إسرائيل: إرجاء جلسة حول الشيخ جراح كانت مقررة الاثنين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: أعلن القضاء الاسرائيلي الأحد تأجيل جلسة كانت مقررة الإثنين بشأن طرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح وهو ملف في صلب التظاهرات التي أدت إلى سقوط أكثر من 300 جريح في الأيام الأخيرة.
وقالت المحكمة العليا في بيان "في ظل السياق الحالي وبناء على طلب النائب العام ألغيت الجلسة التي كان من المقرر عقدها غدا" الاثنين موضحة أن موعدا جديدا سيعلن "في الأيام الثلاثين المقبلة".
وكانت المحكمة المركزية في القدس قد قضت بإخلاء عدد من العقارات الفلسطينية في الحي الذي أقامه الأردن لإيواء الفلسطينيين الذين هجروا في العام 1948 ولديهم عقود إيجار تثبت ذلك.
لكن قرار المحكمة الأحد يعني "تجميد" قرار الإخلاء إلى حين تحديد جلسة جديدة.
ويشهد الحي منذ أكثر من أسبوعين مواجهات حول قضية ملكية الأرض التي بنيت عليها منازل تعيش فيها أربع عائلات فلسطينية، تطالبها جمعية استيطانية بإخلائها.
يقع حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة التي كانت تخضع للسيادة الأردنية كبقية مدن الضفة الغربية قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967 وتضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ويستولي مستوطنون يهود بدعم من المحاكم على منازل في الشيخ جراح بدعوى أن عائلات يهودية عاشت هناك وفرت في حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل. لكن اسرائيل لا تعيد بالمقابل أملاكا وبيوتا لفلسطينيين فقدوها ويسكنها يهود.
فمساء الجمعة أصيب أكثر من 220 شخصا غالبيتهم من الفلسطينيين في مواجهات مع عناصر من الشرطة الإسرائيلية في باحة الحرم القدسي في أعنف الاشتباكات في القدس منذ العام 2017.
ومساء السبت تجددت المواجهات في القدس الشرقية في منطق باب العامود وبال الزهراء وحي الشيخ جراح ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن مئة جريح في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية إصابة 17 شرطيا و توقيف تسعة أشخاص. وأصيب 29 قاصرا فلسطينيا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وفي حي الشيخ جراح رشق فلسطينيون بالحجارة قوات الأمن الإسرائيلية التي ردت باطلاق الرصاص المطاط والقنابل الصوتية.
وحل هدوء نسبي الأحد في باحة المسجد الأقصى الأحد لكن التوتر كان ملموسا في القدس القديمة إذ عادة ما تحصل المواجهات عصرا ومساء بعد الافطار.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن الدولة العبرية "تستمر في ضمان حرية المعتقد لكنها لن تسمح بأعمال شغب عنيفة".
وأكد نتانياهو "سنطبق القانون ونفرض النظام بحزم ومسؤولية" مدافعا عن توسيع المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها العام 1967 من دون أن يعترف المجتمع الدولي بذلك.
وأضاف "أقول أيضا لأفضل اصدقائنا: القدس عاصمة إسرائيل ففي حين تبني كل امة عاصمتها يحق لنا نحن أيضا أن نبني القدس. هذا ما فعلناه وسنستمر بالقيام به".
لكن "اصدقاء" إسرائيل دعوها إلى التهدئة.
ودعت الولايات المتحدة حليف الدول العبرية الأول "المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التحرك لوضع حد للعنف" معربة عن قلقها حيال "احتمال طرد" عائلات فلسطينية.
واعربت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان وهي أربع دول عربية طبعت علاقاتها مع إسرائيل في الأشهر الأخيرة عن "قلقها العميق" داعية إسرائيل إلى التهدئة. وكذلك فعلت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط (الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي) التي دعت إسرائيل "إلى ضبط النفس".
ودعا البابا فرنسيس الأحد إلى إنهاء المواجهات في مدينة القدس قائلا "أصلّي لكي تكون (القدس) مكان لقاء لا مكان اشتباكات عنيفة، مكاناً للصلاة والسلام".
من جانبها، حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة من أن "المقاومة مستعدة للدفاع عن الأقصى بأي ثمن".
وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة" عما يجري في مدينة القدس عموماً والمسجد الأقصى خصوصاً.
وفي غزة، رد الجيش الإسرائيلي على إطلاق صاروخ من القطاع بقصف ما وصفه بأنه "هدف عسكري" في جنوب القطاع. كذلك أطلق الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين الفلسطينيين قرب السياج الحدودي شرق القطاع حيث أشعل المتظاهرون إطارات سيارات وأطلقوا بالونات حارقة نحو الجانب الآخر.
ويستعد قطاع غزة لتظاهرات جديدة مساء الأحد تضامنا مع فلسطينيي القدس كما تنظم تظاهرات في الضفة الغربية المحتلة حيث أعلن الجيش نشر تعزيزات إضافية.
ويعيش في القدس الشرقية المحتلة أكثر من 200 ألف مستوطن على أراض عائدة للفلسطينيين الذين يزيد تعدادهم على 300 ألف نسمة، ويعتبر الاستيطان غير شرعي بموجب القانون الدولي.