غياب إجراءات النظافة الأساسيّة للوقاية من الفيروس وعلاجه
شمال سوريا: أزمة مياه حادة تُعرّض السكان لمخاطر جسيمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: نبّهت منظمة أطباء بلا حدود إلى أنّ محدودية الوصول إلى المياه النظيفة في شمال سوريا تفاقم انتشار الأمراض كما تعيق إجراءات النظافة الأساسية في ظل ارتفاع وتيرة الإصابات بكوفيد-19.
وحذّرت المنظمة في بيان من أنّ الناس يواجهون "وضعاً مزرياً في شمال سوريا، حيث وصلت محدوديّة الوصول إلى المياه النظيفة خلال الأشهر القليلة الماضية إلى مستويات خطيرة".
وقال مسؤول التوعية الصحيّة في المنظّمة في شمال غرب سوريا إبراهيم مغلاج، "نواجه بانتظام الآثار الصحيّة الناجمة عن نوعية المياه الرديئة، والتي غالباً ما تجلب الأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من المشاكل الصحيّة إلى المخيمات، مثل الإسهال والتهاب الكبد والقوباء والجرب والعديد من الأمراض الأخرى".
وفي وقت يسجّل شمال غرب سوريا "زيادة مقلقة" بحالات كوفيد-19، يعيق "الوصول المحدود إلى المياه بشكل خطير إجراءات النظافة الأساسيّة للوقاية من الفيروس وعلاجه"، وفق مغلاج.
Northwest Syria faces a new #COVID19 wave. In one month, the number of #COVID19 cases has doubled. More than 300 people died in September so far, oxygen supplies are reaching critically low levels and hospitals are overwhelmed, while only 2% of the population is vaccinated. pic.twitter.com/9SmFpke7vz
— MSF Syria | أطباء بلا حدود سوريا (@MSF_Syria) September 28, 2021
نقص التمويل
وفاقم نقص التمويل الوضع سوءاً، إذ تشكّل أنشطة تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحيّة حالياً أربعة بالمئة فقط من ميزانيّة الإستجابة الإنسانيّة بأكملها في جميع أنحاء سوريا، وفق المنظّمة، وهو أقل من ثلث ما تمّ إنفاقه العام الماضي على الأنشطة ذاتها.
ومع وقف العديد من المنظّمات أنشطة نقل المياه بالشاحنات في العديد من المخيمات، تأثّرت مناطق بشدة بينها منطقة دير حسّان في ريف إدلب الشمالي، حيث زادت الأمراض المنقولة بالمياه بنسبة 47 بالمئة بين شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو 2021، وفق ما ذكرت المنسّقة الطبيّة للمنظّمة تيريزا غراسيفا.
في تموز/يوليو، لاحظت المنظّمة ارتفاعاً في حالات الإسهال في أكثر من 30 مخيماً في محافظة إدلب، التي تسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل أخرى أقل نفوذاً على نحو نصف مساحتها.
ولم يبقَ سكان مناطق سيطرة القوات الكردية في شمال شرق سوريا بمنأى عن الأمراض المنقولة بالمياه، فضلًا عن زيادة انعدام الأمن الغذائي.
وأفاد مركز رعاية صحيّة أوليّة تدعمه المنظّمة في الرقة عن أنّ عدد حالات الإسهال في أيار/مايو كان أعلى بنسبة 50 بالمئة مقارنة بالشهر ذاته في العام الماضي.
صعوبة الوصول إلى المياه
ويواجه مليون شخص في الحسكة صعوبة في الوصول إلى المياه منذ نحو عامين، بسبب الإنقطاع المتكرّر في توفير المياه من محطة مياه علوك، الخاضعة لسيطرة السلطات التركيّة. كما تأثّر سكان شمال شرق سوريا بالإنخفاض الحاد في حجم المياه المتدفّقة في نهر الفرات، وهو أهم مصدر للمياه في المنطقة.
وقال المنسّق الميداني لمنظّمة أطباء بلا حدود بنجامين موتيسو "إنّ فجوات التمويل لا تنفك تزداد"، فيما لا تستطيع منظّمة أطباء بلا حدود وغيرها من المنظّمات "سد جميع الفجوات".
وأضاف "صحة الناس في خطر، ولا يمكنهم البقاء على قيد الحياة في حال عدم قدرتهم على الوصول إلى احتياجاتهم الأساسية" داعياً الجهات المانحة إلى "الإسراع في تخصيص الأموال وضمان استمراريّة أنشطة توفير المياه والصرف الصحي الضرورية لبقاء الناس في شمال سوريا".