السعودية ترفض الشكوك حيال استراتيجية الحياد الكربوني
الإمارات تدعو لاستثمارات بمئات المليارات في النفط والغاز لتمويل الطلب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أبوظبي: رحبّت الإمارات، أحد أكبر الدول المنتجة للخام، بنتائج مؤتمر "كوب 26"، لكنّها دعت إلى مواصلة استثمار مئات مليارات الدولارات في النفط والغاز لتمويل الطلب المتزايد وكذلك عملية الإنتقال إلى الطاقة النظيفة.
وتوصّلت نحو 200 دولة السبت إلى اتّفاق عالمي لمكافحة التغيّر المناخي بعد مفاوضات صعبة استمرّت أسبوعين، من دون أن تنجح في تبنّي إجراءات يدعو إليها العلماء لاحتواء الإرتفاع الخطر في درجات الحرارة.
وعارضت الصين والهند التطرّق إلى أنواع الوقود الملوّثة. كما أنّ المفردات المستخدمة في النص النهائيّ، خصوصًا ما يتعلّق بالوقود الأحفوري، كانت أقلّ حدّة من المسوّدات السابقة.
مرحلة تاريخية
وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدّمة والمبعوث الخاص للإمارات للتغير المناخي سلطان الجابر في أبوظبي "نحن في مرحلة تاريخية. لقد اختتم المجتمع الدولي للتو (كوب 26)، وبشكل عام كان نجاحًا".
وأضاف الوزير الذي يتولّى رئاسة شركة بترول أبوظبي الوطنية في اليوم الأول لمؤتمر "أديبك" السنوي للطاقة "مع ذلك، كشفت ديناميكيات الطاقة الحالية عن معضلة أساسية. فبينما وافق العالم على تسريع انتقال الطاقة، فإنّه لا يزال يعتمد بشكل كبير على النفط والغاز".
وتابع "مع انتعاش الإقتصادات بعد جائحة كوفيد-19 فاق العرض الطلب، ودخل العالم (...) في أزمة الإمدادات. لقد حان الوقت لكي نستيقظ".
واعتبر الوزير أنّه سيتعين على صناعة النفط والغاز "استثمار أكثر من 600 مليار دولار أميركي كل عام حتى عام 2030 لمجرد مواكبة الطلب المتوقّع"، مضيفًا "نعم، الطاقة المتجدّدة هي الجزء الأسرع نموًا في مزيج الطاقة. لكن النفط والغاز لا يزالان الأكبر وسيظلّان لعقود قادمة".
صفر انبعاثات
وقبيل اجتماع "كوب 26" في غلاسكو، أعلنت كل من الإمارات والسعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، هدف الوصول إلى صافي صفر انبعاثات كربونية.
وتم الإعلان عن ذلك على الرغم من الخطط الرامية لزيادة إنتاج النفط في البلدين الذين يعتمدان على إيرادات الخام، علمًا أنّ "صافي صفر" يشير عادة إلى الإنبعاثات ضمن البلد، لا المنتجات التي يجري بيعها واستهلاكها في الخارج.
ودافعت الإمارات والسعودية والدول النفطية الكبرى عن خططها بشأن مواصلة الإستثمار في الوقود الأحفوري، داعية إلى عدم التسرّع في عملية الإنتقال نحو الطاقة النظيفة.
وقال الجابر الذي ستستضيف بلاده مؤتمر "كوب 28" أنّه "باختصار، المستقبل قادم. لكنّه ليس هنا بعد. يجب أن نعتمد البراغماتية. وإذا أردنا الإنتقال بنجاح إلى نظام الطاقة في الغد، فلا يمكن ببساطة فصلنا عن نظام الطاقة الحالي. يجب أن نستثمر في الطاقة التي يحتاجها العالم اليوم لتمويل طاقة الغد".
السعودية ترفض الشكوك
من جهته، رفض وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان الشكوك حيال استراتيجية بلاده في ما يتعلّق بالحياد الكربوني، والتي اعتبرها خبراء بيئيون غير واقعية.
وقال "أستطيع أن أتفهّم الشكوك، لكنّني سأحيل هؤلاء المتشكّكين أيضًا إلى ما اتفقنا عليه قبل يومين فقط"، في إشارة إلى مخرجات مؤتمر "كوب 26".
وتابع "نحن نركّز بالفعل بشكل كبير على الحدّ من الإنبعاثات".
ودعا الاتّفاق الدول كافّة إلى تسريع خفض انبعاثاتها، من خلال تقديم خطط وطنيّة جديدة بحلول 2022.