من مبادرة تهدف إلى حماية التنوع البيئي
قارب يجول في أهوار العراق لتنقيتها من النفايات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الجبايش (العراق): في أهوار العراق، يجول قارب اعتباراً من الخميس في المياه لتنظيفها من النفايات، كجزء من مبادرة تهدف إلى حماية التنوع البيئي في هذه المنطقة التاريخية المهددة بصورة متزايدة بسبب الأنشطة البشرية والتغير المناخي.
بفضل تمويل من السفارة الفرنسية لمنظمة محلية غير حكومية، سيجول القارب المزود بشباك وكماشات منطقة أهوار الجبايش في جنوب العراق، مرتين أو ثلاثا في الشهر مع فريق من عشرة عمّال مهمتهم تنظيف المياه من بقايا البلاستيك.
وخلال زيارة للأهوار الخميس، قال السفير الفرنسي في العراق إريك شوفالييه "باتت أهوار جنوب العراق للأسف رمزاً لتبعات التغير المناخي المروعة".
وأضاف لوكالة فرانس برس "يوجد تهديد حقيقي على هذا النظام البيئي الذي يضمّ تنوعاً هاماً، والذي يتجه نحو الزوال ما لم نتحرّك سريعاً".
بالتوازي مع القارب، أطلقت حملة توعية على رمي النفايات هي عبارة عن 20 لافتة مكتوبة باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية.
وكُتبت على إحدى اللافتات التي وُزعت على الشاطئ "نرجو منكم احترام أرضنا"، فيما جاء في أخرى "لا ترمِ القمامة، لا تضيع وقتنا". على الشاطئ أيضاً، حاويات خضراء مخصصة لرمي النفايات.
كذلك، تشمل الحملة تدريباً لسائقي القوارب السياحية في الأهوار.
وتشكّل "البقايا البلاستيكية التي يتركها السياح"، المصدر الأساسي للتلوث كما يشرح رعد الأسدي، مدير منظمة الجبايش للسياحة البيئية المنفّذة للمشروع.
ويندّد الأسدي بـ"غياب الوعي لدى أغلب الناس الذين يزورون الأهوار ويلقون بالنفايات فيها".
ورغم كونها منطقة حيوية، وشكّلت مهد أولى الحضارات الإنسانية، لكن منطقة أهوار الجبايش الواقعة في محافظة ذي قار، معرضة للجفاف والتلوث بسبب التغير المناخي، لكن أيضاً بسبب سدود تبينيها تركيا وإيران على نهري دجلة والفرات.
والأهوار عبارة عن سهل رسوبي منخفض تتجمع فيه مياه التقاء نهري دجلة والفرات، أدرج في العام 2016 على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
ويقول الأسدي " الأهوار تمثل هوية ثقافية وحضارية لأهل العراق بالإضافة إلى مصدر اقتصادي للسكان المحليين، وعمق تاريخي. منذ سبعة آلاف سنة، حافظ سكان الأهوار عليها، تخيل أن تصل إلى مرحلة في جيلنا تكون الأهوار مهددة ومعرضة للزوال".
وعرف العراق أربعة عقود من النزاع، ما حرمه تطوير بنيته التحتية اللازمة لجمع النفايات وإزالتها. على المستوى العالمي، 10% فقط من النفايات البلاستيكية يجري تدويرها بحسب منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
في مطلع نيسان/ابريل، أُطلق مشروع آخر بتمويل من السفارة الفرنسية، هو قارب إسعاف لمعاينة الجواميس التي يعتمد عليها سكان الأهوار، ويبلغ عددها 30 ألفاً في المنطقة، وبين 5 إلى مئة كمعدّل لكلّ مزارع.