صحة وعلوم

جرّاء الأمطار الموسمية الألف هذه السنة

فيضانات جديدة تُهدد جنوب باكستان

عمال الإنقاذ يساعدون في إجلاء الباكستانيين المتضررين من الفيضانات من منازلهم التي ضربتها الفيضانات بعد هطول أمطار موسمية غزيرة في منطقة راجانبور بمقاطعة البنجاب في 27 آب\ أغسطس 2022.
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سوكور (باكستان): يتحضّر إقليم السند في جنوب باكستان لفيضانات جديدة مع خروج الأنهر من مجاريها، فيما تخطّت حصيلة القتلى جرّاء الأمطار الموسمية الألف هذه السنة.

تغذّي نهر السند الذي يعبر في ثاني المناطق الأكثر تعدادا للسكان في البلد، عشرات المجاري المائية الجبلية شمالا التي فاض الكثير منها إثر تساقطات قياسية وذوبان الأنهر الجليدية.

وحذّر مسؤولون من سيول عارمة يتوقّع أن تصل إلى السند في الأيام القليلة المقبلة وستفاقم سوء حال الملايين المتضرّرين من الفيضانات الحالية.

وقال عزيز سومرو المشرف على السدّ الذي يضبط المياه المتدفّقة من النهر بالقرب من سوكور "نهر السند شديد الفيضان راهنا".

ريّ المحاصيل

تعدّ الأمطار الموسمية ضرورية لريّ المحاصيل وتجديد مخزون الأنهر والسدود في شبه القارة الهندية، لكنها تعيث دمارا.

وبحسب مسؤولين، طالت الأمطار الموسمية هذه السنة أكثر من 33 مليون شخص، أي شخص واحد من كلّ سبعة في باكستان، مدمّرة أو ملحقة أضرارا جسيمة بحوالى مليون مسكن.

وأعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في البلد الأحد أن حصيلة الوفيات الناجمة عن الأمطار الموسمية هذه السنة بلغت 1033، مع مقتل 119 شخصا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

وكشفت أن فيضانات هذه السنة توازي تلك التي وقعت في العام 2010، وهي الأسوأ على الإطلاق، عندما لقي أكثر من ألفي شخص حتفهم وغمرت المياه حوالى خُمس البلد.

وطُلب من آلاف الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من أنهر فاضت مياهها في شمال باكستان إخلاء مناطق الخطر. وما زال الجيش بمروحياته وعمّال الإغاثة يساعدون في نقل السكان.

وقال عامل الإغاثة عمر رفيق في تصريحات لوكالة فرانس برس "أُبلغ الناس حوالى الثالثة أو الرابعة فجرا بإخلاء منازلهم".

وأضاف "عندما اجتاحت الفيضانات المنطقة، كان علينا إسعاف الأطفال والنساء".

فيضان الأنهر

وفاضت أنهر كثيرة في هذه المنطقة التي تستقطب السيّاح بجبالها ووديانها الوعرة، مدمّرة عددا كبيرا من المباني، من بينها فندق من 150 غرفة جرفته السيول.

وكشف ناصر خان صاحب الفندق الذي تضرّر بشدّة إثر الفيضانات في 2010 أنه خسر كلّ ما يملكه.

وقال إن السيول "جرفت ما تبقّى من الفندق".

ويشير مسؤولو البلد إلى التغيّر المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية باعتباره العامل خلف الفيضانات، معتبرين أن باكستان تتحمّل على نحو غير منصف تداعيات ممارسات بيئية غير مسؤولة في مناطق أخرى من العالم.

وتحتلّ باكستان المرتبة الثامنة على قائمة مؤشّر الخطر المناخي العالمي (Climate Risk Index)الذي تعدّه مجموعة "جرمان ووتش" (Germanwatch) غير الحكومية للبلدان الأكثر هشاشة في ظلّ الظواهر المناخية القصوى الناجمة عن التغير المناخي.

فساد وسوء تخطيط

ويتفاقم الوضع بفعل الفساد وسوء التخطيط وانتهاك القواعد المحلية، ما أدى إلى تشييد آلاف المباني في مناطق عرضة للفيضانات الموسمية.

وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ وحشدت الجيش لمواجهة ما وصفته وزيرة التغير المناخي شيري رحمن بـ "الكارثة الهائلة".

وفي أجزاء من السند، المناطق الوحيدة التي لم تغمرها المياه بعد هي الطرقات وسكك الحديد المرتفعة التي لجأ إلى محيطها عشرات الآلاف من سكان الريف الفقراء مصطحبين مواشيهم.

وبالقرب من سوكور، يمتدّ صفّ من الخيم على كيلومترين. وما زال الناس يتوافدون إلى الموقع، حاملين أسرّة وآنية خشبية، وهي المقتنيات الوحيدة التي تسنّى لهم إنقاذها.

وقال الفلّاح وكيل أحمد (22 عاما) لوكالة فرانس برس إن "منسوب المياه في النهر بدأ يرتفع من الأمس، غامرا البلدات، ما دفعنا إلى الفرار".

وأكّد المشرف على السدّ عزيز سومرو أن كلّ قنوات التصريف فتحت لاحتواء مياه النهر المتدفّقة بمعدّل يتخطّى أكثر من 600 ألف متر مكعّب في الثانية.

وتسجل هذه هذه الفيضانات وسط مرحلة صعبة في باكستان إثر تدهور الاقتصاد وإطاحة رئيس الوزراء عمران خان بمذكّرة حجب ثقة في نيسان/أبريل.

ونجت العاصمة إسلام آباد ومدينة راولبندي الكبرى المجاورة لها من هذه الكارثة الطبيعية، لكنهما ترزحان تحت وطأة تداعياتها.

وقال محمد اسماعيل الذي يملك متجرا في راولبندي "الإمدادات محدودة جدّا راهنا"، مشيرا إلى ارتفاع الأسعار و"نقص في... الخضار بسبب الفيضانات".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف