اقتصاد

جرفت أعدادا لا تُحصى من المنازل ودمرت محاصيل زراعية حيوية

عشرات ملايين الباكستانيين يرزحون تحت وطأة فيضانات مدمرة

أعلنت الحكومة الباكستانية حالة الطوارئ للتعامل مع الفيضانات الموسمية التي قالت إنها أثرت على أكثر من 30 مليون شخص
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سوكور (باكستان): يواجه ملايين الأشخاص في مناطق شاسعة من باكستان الإثنين فيضانات ناجمة عن الأمطار الموسمية هي الأسوأ خلال عقود أسفرت عن سقوط 1061 وجرفت أعدادا لا تُحصى من المنازل ودمرت محاصيل زراعية حيوية وتُهدد بفيضان النهر الرئيسي في البلاد عن ضفافه.

وقال رئيس الحكومة شهباز شريف الاثنين إن الفيضانات الهائلة "غير مسبوقة في السنوات الثلاثين الماضية".

وأضاف أثناء تفقده مناطق تعرضت لأسوأ الأضرار في شمال البلاد للإشراف على عمليات الإغاثة "هناك محيط من مياه الفيضانات في كل مكان".


نساء متضررات من الفيضانات يحملن مياه الشرب في حاويات بعد الفرار من منازلهن التي ضربها الفيضان بعد هطول أمطار موسمية غزيرة في منطقة سوهباتبور، في منطقة جعفر أباد في إقليم بلوشستان. 28 آب\أغسطس 2022

1061 شخصا لقوا حتفهم

وأعلن مسؤولون إن1061 شخصا لقوا حتفهم منذ حزيران/يونيو عندما بدأ هطول الأمطار الموسمية غير أن الحصيلة النهائية قد تكون أعلى إذ عزلت مئات القرى في شمال البلاد الجبلي بعدما اجتاحت مياه الأنهر التي فاضت عن ضفافها طرقا وجسورا.

والأمطار الموسمية التي تستمر عادة من حزيران/يونيو إلى أيلول/سبتمبر أساسية لري المزروعات ولموارد المياه في شبه القارة الهندية لكنها تحمل سنويا كما من المآسي والدمار.

وطالت أضرار الفيضانات هذا العام أكثر من 33 مليون شخص، أي واحد من كل سبعة باكستانيين، حسبما ذكرت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث.

وقالت وزيرة المناخ شيري رحمن لوكالة فرانس برس "ما نراه الآن هو محيط من المياه يُغرق أحياء بأكملها".

وأضافت "هذا أكثر بكثير من أمطار موسمية عادية، إنها كارثة مناخية على أعتاب أبوابنا".

وتُقارن فيضانات هذه السنة بمثيلاتها في 2010، الأسوأ في السجلات، عندما قضى أكثر من ألفي شخص وغمرت المياه أكثر من خّمس مساحة البلاد.

وقرب مدينة سوكور الواقعة في إقليم السند في جنوب البلاد، والتي تضم سدًا متهالكا من الحقبة الاستعمارية أقيم على نهر إندوس وحيويا للحؤول دون تفاقم الكارثة، عبر أحد المزارعين عن حزنه للدمار الذي لحق بحقول الارز خاصته.

وغرقت ملايين الفدانات من الأراضي الزراعية الخصبة بعد اسابيع من هطول الأمطار بشكل مستمر، لكن نهر إندوس مُهدد حاليا بالفيضان عن ضفافه على وقع السيول المتدفقة من روافده في الشمال.

وقال المزارع خليل أحمد (70 عاما) لوكالة فرانس برس "محاصيلنا كانت تمتد على مساحة 5000 فدان وتزرع فيها أجود أنواع الأرز الذي تأكلونه أنتم ونحن".

أضاف "كل ذلك انتهى".

عمليات انقاذ معقدة

وتحول جزء كبير من إقليم السند إلى بركة مياه شاسعة ما يعرقل عملية إغاثة ضخمة يقودها الجيش.

وقال ضابط كبير لوكالة فرانس برس "لا توجد مهابط أو طرق متاحة ... طيارونا يلاقون صعوبة في الهبوط".

وتواجه مروحيات الجيش صعوبات في نقل الناس إلى مناطق آمنة في الشمال بسبب المخاطر التي تطرحها الجبال الشاهقة والوديان العميقة على الطيران.

وقد فاضت الكثير من الأنهر في إقليم خيبر بختونخوا حيث يتواجد عدد من أكثر المواقع جذبا للسياح، مدمرة عشرات المباني ومن بينها فندق يضم 150 غرفة انهار تحت وطأة السيول.

وأعلنت الحكومة حالة طوارئ وناشدت المجتمع الدولي المساعدة. والأحد بدأت أولى رحلات الإغاثة بالوصول، آتية من تركيا ودولة الإمارات.

وتأتي كارثة الفيضانات في أسوأ الأوقات بالنسبة لباكستان التي يشهد اقتصادها انهيارا حادا.

ويجتمع المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي في واشنطن في وقت لاحق الاثنين لاتخاذ قرار بشأن الإيذان باستئناف برنامج قرض بقيمة 6 مليارات دولار ضروري للبلاد لخدمة ديونها الخارجية. لكن من الواضح أن البلاد ستحتاج إلى المزيد من الأموال لإعادة البناء بعد هذه الأمطار الموسمية.

ارتفاع الأسعار

وارتفعت أسعار السلع الأساسية ولا سيما البصل والطماطم والحمص، بينما يتحسر الباعة على نقص الإمدادات من إقليمي السند والبنجاب، بعدما اجتاحتهما الفيضانات.

وقال مكتب الارصاد الجوية إن البلاد ككل سجلت ضعف معدل الأمطار الموسمية المعتاد، لكن متوسط هطول الأمطار في بلوشستان والسند بلغ أربعة أضعاف معدلاته في العقود الثلاثة الماضية.

وبلغ منسوب الأمطار التي تساقطت على بلدة باديدان الصغيرة في السند أكثر 1,2 متر منذ حزيران/يونيو، هو أعلى معدل في البلاد.

في مختلف أنحاء السند تنتشر خيم يقيم فيها آلاف النازحين على امتداد الطرق السريعة وخطوط السكك الحديد، والتي غالبا ما تكون المواقع الجافة الوحيدة المتوافرة.

ويصل المزيد منهم يوميا إلى الطريق الدائري لمدينة سوكور وتتكدس أمتعتهم على قوارب وجرارات أثناء بحثهم عن مواقع إيواء بانتظار انحسار مياه الفيضانات.

وقال عزيز سومرو المشرف على سد سوكور لوكالة فرانس برس إنه من المتوقع أن تصل المياه إلى السد في الخامس من أيلول/أيلول، لكنه عبر عن ثقته في أن بوابات السد البالغ عمرها 90 عاما ستتكيف مع الأمر.

ويحوّل سد نهر إندوس المياه إلى قنوات تمتد على 10 آلاف كيلومتر تشكل واحدة من أكبر أنظمة الري في العالم، لكن المزارع التي ترويها معظمها الآن تحت الماء.

والأنباء الوحيدة التي تبعث على التفاؤل جاءت من تقرير لمصلحة الأرصاد الجوية.

فقد توقع المتحدث باسم مصلحة الأرصاد ظاهر أحمد بابار "طقسا جافا هذا الأسبوع، وغياب احتمال تساقط أمطار غزيرة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف