أخبار

اقترح إطلاق مبادرة لتمكينها من الولوج إلى المحيط الأطلسي

ملك المغرب: حلّ مشاكل دول الساحل لن يتم بالأبعاد الأمنية فقط

الملك محمد السادس لدى يوجّه خطابًا إلى الشعب المغربي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، ويبدو بجانبه ولي العهد
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من الرباط: قال العاهل المغربي الملك محمد السادس إن المشاكل والصعوبات، التي تواجهها دول منطقة الساحل، لن يتم حلها بالأبعاد الأمنية والعسكرية فقط، بل باعتماد مقاربة تقوم على التعاون والتنمية المشتركة.
واقترح الملك محمد السادس، إطلاق مبادرة على المستوى الدولي، تهدف إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي.
يبدا ان ملك المغرب اوضح أن نجاح هذه المبادرة يبقى رهينا بتأهيل البنيات التحتية لدول الساحل، والعمل على ربطها بشبكات النقل والتواصل بمحيطها الإقليمي.


الملك محمد السادس يوجّه خطابًا الى الشعب المغربي

وعبّر الملك محمد السادس عن استعداد المغرب "لوضع بنياته التحتية، الطرقية والمينائية والسكك الحديدية، رهن إشارة هذه الدول الشقيقة، إيمانا منا بأن هذه المبادرة ستشكل تحولاً جوهريًا في اقتصادها، وفي المنطقة كلها".

المسيرة الخضراء السلمية
جاء ذلك في خطاب وجهه الملك محمد السادس، مساء الاثنين، الى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى الثامنة والاربعين للمسيرة الخضراء السلمية التي استرجع من خلالها المغرب الصحراء من الاستعمار الاسباني في 6 نوفمبر(تشرين الثاني) 1975.

وقال العاهل المغربي إن استرجاع المغرب لاقاليمه الجنوبية (الصحراء) مكّن من تعزيز البعد الأطلسي للمملكة، مشيرا الى ان تعبئة الدبلوماسية الوطنية، مكنت من تقوية موقف المغرب، وتزايد الدعم الدولي لوحدته الترابية، والتصدي لمناورات الخصوم، المكشوفين والخفيين.
واوضح أنه اذا كانت الواجهة المتوسطية، تعد صلة وصل بين المغرب وأوروبا، فإن الواجهة الأطلسية هي بوابة المغرب نحو افريقيا، ونافذة انفتاحه على الفضاء الأميركي.

واضاف ملك المغرب: "من هنا يأتي حرصنا على تأهيل المجال الساحلي وطنيا، بما فيه الواجهة الأطلسية للصحراء المغربية، وكذا هيكلة هذا الفضاء الجيو - سياسي على المستوى الأفريقي".

وذكر الملك محمد السادس ان الغاية من ذلك هو تحويل الواجهة الأطلسية، إلى فضاء للتواصل الإنساني، والتكامل الاقتصادي، والإشعاع القاري والدولي.

مشاريع كبرى
وزاد قائلا :"لذا، نحرص على استكمال المشاريع الكبرى، التي تشهدها أقاليمنا الجنوبية، وتوفير الخدمات والبنيات التحتية، المرتبطة بالتنمية البشرية والاقتصادية. وكذا تسهيل الربط، بين مختلف مكونات الساحل الأطلسي، وتوفير وسائل النقل ومحطات اللوجستيك، بما في ذلك التفكير في تكوين أسطول بحري تجاري وطني، قوي وتنافسي".

اقتصاد بحري
وقال ملك المغرب إنه لمواكبة التقدم الاقتصادي والتوسع الحضري، الذي تعرفه مدن الصحراء المغربية، ينبغي مواصلة العمل على إقامة اقتصاد بحري، يساهم في تنمية المنطقة، ويكون في خدمة ساكنتها. أي اقتصاد متكامل قوامه، تطوير التنقيب عن الموارد الطبيعية في عرض البحر، ومواصلة الاستثمار في مجالات الصيد البحري ، وتحلية مياه البحر، لتشجيع الأنشطة الفلاحية، والنهوض بالاقتصاد الأزرق، ودعم الطاقات المتجددة.



الملك محمد السادس وولي العهد الامير مولاي الحسن والامير مولاي رشيد قبيل توجيه خطاب للشعب المغربي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء

سياحة أطلسية
ودعا الملك محمد السادس لاعتماد استراتيجية خاصة بالسياحة الأطلسية، تقوم على استثمار المؤهلات الكثيرة للمنطقة، قصد تحويلها إلى وجهة حقيقية للسياحة الشاطئية والصحراوية.
واشار الى أن المغرب، کبلد مستقر وذي مصداقية، يعرف جيدا الرهانات والتحديات، التي تواجه الدول الإفريقية عموما، والأطلسية على وجه الخصوص، موضحا ان الواجهة الأطلسية الإفريقية، تعاني من نقص ملموس في البنيات التحتية والاستثمارات، رغم مستوى مؤهلاتها البشرية، ووفرة مواردها الطبيعية.

تعاون أفريقي
ومن هذا المنطلق، قال الملك محمد السادس: "نعمل مع أشقائنا في أفريقيا، ومع كل شركائنا، على إيجاد إجابات عملية وناجعة لها، في إطار التعاون الدولي"، مشيرا الى أنه في هذا الإطار، یندرج المشروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز المغرب - نيجيريا، الذي اعتبره مشروعا للاندماج الجهوي، والإقلاع الاقتصادي المشترك، وتشجيع دينامية التنمية على الشريط الأطلسي، إضافة إلى أنه سيشكل مصدرا مضمونا لتزويد الدول الأوروبية بالطاقة.
واوضح ملك المغرب قائلا :"إنه نفس التوجه الذي دفع بالمغرب، لإطلاق مبادرة إحداث إطار مؤسسي، يجمع الدول الأفريقية الأطلسية الثلاثة والعشرين، بغية توطيد الأمن والاستقرار والازدهار المشترك".
وتطرق الملك محمد السادس ايضا لخطاب عيد العرش(الجلوس) في 30 يوليو الماضي، وقال انه تحدث فيه عن الجدية، وعن القيم الروحية والوطنية والاجتماعية، التي تميز الأمة المغربية، في عالم كثير التقلبات، مشيرا الى ان المسيرة الخضراء جسدت هذه القيم العريقة، قيم التضحية والوفاء وحب الوطن، التي مكنت المغرب من تحرير أرضه، واستكمال سيادته عليها.

ثقة دولية
وذكر العاهل المغربي انه حينما تكلم عن الجدية، فذلك ليس عتابا، بل تشجيعًا على مواصلة العمل، لاستكمال المشاريع والإصلاحات، ورفع التحديات التي تواجه البلاد. وهو ما فهمه الجميع، ولقي تجاوبًا واسعا، من مختلف الفعاليات الوطنية.
وقال الملك محمد السادس ان الامر يتعلق بـ"منظومة متكاملة من القيم، مكنت من توطيد المكاسب التي حققناها، في مختلف المجالات، لاسيما في النهوض بتنمية أقاليمنا الجنوبية، وترسيخ مغربيتها، على الصعيد الدولي".
واضاف قائلا: "لقد اعترفت، والحمد لله، العديد من الدول بمغربية الصحراء، وعبرت دول أخرى كثيرة وفاعلة، بأن مبادرة الحكم الذاتي، هي الحل الوحيد، لتسوية هذا النزاع الإقليمي المفتعل".
واوضح محمد السادس أن قيم التضامن والتعاون والانفتاح، التي تميز المغرب، "ساهمت في تعزيز دوره ومكانته، كفاعل رئيسي، وشريك اقتصادي وسياسي موثوق وذي مصداقية، على المستوى الإقليمي والدولي، وخاصة مع الدول العربية والأفريقية الشقيقة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف