صحة وعلوم

البعض يصنفه تحت عنوان "أعظم رجل خير في العالم"

وفاة جيمس هاريسون بعد انقاذ 2.4 مليون طفل بتبرعه بدمائه النادرة

جيمس هاريسون كان سبباً في استمرار الحياة لملايين الأطفال
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من سيدني: قد يكون جيمس كريستوفر هاريسون هو رجل الخير الأعظم في العالم، فهو أسترالي من مواليد عام 1936، وفي عام 1951، وفي سن الـ15، خضع لعملية جراحية كبرى في الصدر تطلبت نقل كمية كبيرة من الدم، مما جعله يتعهد بالعطاء للأبد، من خلال التبرع بالدم بمجرد بلوغه السن المطلوب قانوناً، وهو 18 عاماً.

والمفارقة المذهلة التي شكلت ملامح شخصيته الخيرة فيما بعد، أن التحاليل الطبية، أثبتت أنه لديه أجسام مضادة ثمينة ونادرة في دمه تعرف باسم (Anti-D)، والتي يتم استخدامها لصنع الأدوية التي تُعطى للأمهات الحوامل اللواتي يتعرض دمهن لخطر مهاجمة أطفالهن الذين لم يولدوا بعد.

رجل الخير الأسترالي جيمس هاريسون، توفي الأحد، عن عمر يناهز 88 عاماً بعد أن ترك خلفه أكثر من 2.4 مدينون له بحياتهم، حيث إنه أنقذهم من الموت خلال الستين عاماً الماضية.

ويحمل هاريسون لقب "الرجل ذو الذراع الذهبية" في إشارة إلى المعروف الذي أسداه بيده الى ملايين الأطفال حول العالم، حيث نجح في إنقاذ حياتهم وحمايتهم من الموت.

بلازما الدم النادرة
ووفقاً لصحيفة "مترو" البريطانية، فإن هاريسون ساعد في إنقاذ حياة أكثر من مليونين و400 ألف طفل من خلال التبرع ببلازما الدم النادرة عبر آلاف عمليات التبرع على مدار 60 عاماً، مما يجعل البعض يصنفه من هذه الزاوية باعتباره رجل الخير الأعظم والأكثر تأثيراً.

ووفقاً للصليب الأحمر الأسترالي، فقد ساعدت تبرعاته في إنقاذ حياة أكثر من 2.4 مليون طفل أسترالي، وربما أكثر من ذلك في جميع أنحاء العالم.

وأصبح هاريسون متبرعاً بالدم في عام 1954 بعد تلقيه نقل دم أنقذ حياته، وتبرع كل أسبوعين دون أن يفوت موعداً أبداً حتى بلغ 81 عاماً في عام 2018، والقانون في أستراليا يمنع الشخص الذي بلغ هذا العمر من التبرع بالدم، مما جلعه يتوقف عن عادته الخيرة التي عاش بها ومعها 60 عاماً.

مرض الريسوس
وهاريسون هو واحد من بين أقل من 200 شخص فقط في قارة أستراليا بأكملها يمكنهم إنتاج ما يكفي من (Anti-D) للتبرع بشكل صحيح، وأصبحت أجسامه المضادة حاسمة في تطوير علاج لمرض الريسوس، المعروف أيضاً باسم (RhD).

ويحدث مرض الريسوس عندما يحدد الجهاز المناعي للأم دم طفلها كمادة غريبة وينتج أجساماً مضادة تهاجمه في الرحم، ما قد يؤدي إلى تلف شديد في المخ أو فشل القلب ومن ثم الوفاة

وقبل تطوير (Anti-D) في منتصف الستينيات، كان يموت حوالي طفل واحد من بين كل طفلين تم تشخيص إصابتهم بمرض الريسوس. وبما أن الأجسام المضادة لا يمكن تصنيعها صناعياً حتى الآن، فإن المتبرعين مثل هاريسون هم حالياً الطريقة الوحيدة لإبقاء الحالة تحت السيطرة.

بطل قومي في أستراليا
ولأن عمله كان التزاماً أخلاقياً، فقد تم الاعتراف بهاريسون كبطل محلي ووطني في أستراليا، وفي عام 1999 حصل هاريسون على وسام أستراليا، ومن عام 2005 إلى عام 2022 تم الاعتراف به باعتباره حامل الرقم القياسي العالمي لأكبر عدد من بلازما الدم المتبرع بها.

وأشاد ستيفن كورنليسين الرئيس التنفيذي لشركة (Lifeblood) بجيمس وكرمه الاستثنائي، وقال ستيفن: "كان جيمس شخصاً رائعاً ولطيفاً وكريماً ملتزماً بالعطاء طوال حياته وقد استحوذ على قلوب العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم".

وأضاف: "مد جيمس ذراعه لمساعدة الآخرين والأطفال الذين لن يعرفهم أبداً 1173 مرة ولم يتوقع أي شيء في المقابل. استمر في التبرع حتى في أحلك أيامه، بعد وفاة زوجته باربرا، التي كانت أيضاً متبرعة بالدم، وساعدت في إلهام حياته المهنية كمنقذ حياة".

وتابع: "لقد ترك إرثاً لا يصدق، وكان يأمل أن يتفوق شخص ما في أستراليا يوماً ما على رقمه القياسي في التبرع".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف