لتقليل الميول الإدمانية وزيادة القدرة على ضبط النفس
شريحة في الدماغ لمساعدة مدمني الكحول والمخدرات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: من المقرر أن يقوم الجراحون بزراعة غرسات في أدمغة مدمني الكحول والأفيون في تجربة تهدف إلى اختبار استخدام النبضات الكهربائية لمكافحة الرغبة الشديدة في تناول المشروبات الكحولية والمخدرات.
تُستخدم هذه التقنية بالفعل لمساعدة المرضى على التحكم في بعض آثار مرض باركنسون، والاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري. والآن، تستعد مجموعة من الأطباء والباحثين - من جامعتي كامبريدج وأكسفورد وكلية كينجز لندن - لاستخدام التحفيز العميق للدماغ في محاولة للحد من رغبات المدمنين وتعزيز ضبطهم لأنفسهم.
وقالت البروفيسورة فاليري فون، الباحثة الرئيسية في المشروع من قسم الطب النفسي بجامعة كامبريدج، لصحيفة أوبزرفر البريطانية : "إن تحفيز الدماغ العميق يعمل مثل جهاز تنظيم ضربات القلب".
كما يُمكننا استخدام جهاز تنظيم ضربات القلب لتثبيت الإيقاعات الكهربائية غير الطبيعية في قلب الإنسان، نعتقد أنه يُمكننا استخدام غرسة دماغية تعمل كجهاز تنظيم ضربات القلب وتُعيد الإيقاعات الكهربائية الدماغية المنحرفة المرتبطة بالإدمان إلى طبيعتها. ستُظهر هذه التجربة مدى جدوى هذه الفكرة.
غرسات في الدماغ لربع مليون شخص
ازداد استخدام غرسات الدماغ لدى الأطباء الذين يعالجون اضطرابات الدماغ في السنوات الأخيرة. وقد زُوِّد بها أكثر من ربع مليون شخص للتحكم في أعراض مجموعة من الحالات. في حالة مرض باركنسون، تُوصِل الغرسات نبضات إلى مراكز الحركة في أدمغة المرضى، وتُوقف أعراضًا تشمل الرعشة والحركات اللاإرادية.
أشارت العديد من دراسات إثبات المفهوم الحديثة إلى إمكانية توسيع نطاق هذه التقنية لاستخدامها كعلاج لمدمني الكحول والأفيون. ويضع العلماء حاليًا اللمسات الأخيرة على خطط أول تجربة سريرية كاملة للتحفيز العميق للدماغ لتحديد مدى إمكانية توسيع نطاقها لمواجهة أزمة إدمان الكحول والمخدرات المتنامية في المملكة المتحدة ودول أخرى.
يدمن مئات الآلاف من الأشخاص على الكحول في المملكة المتحدة، ويحتاج حوالي ربع هؤلاء إلى العلاج من القلق والاكتئاب وغيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بها.
يُعدّ إدمان المواد الأفيونية أيضًا مشكلة صحية خطيرة. إذ أن ما يقرب من نصف حالات التسمم الدوائي القاتلة حاليًا تتعلق بمواد أفيونية مثل الهيروين والمورفين.
قالت فون: "يُصاب معظم الناس بإعاقة شديدة إذا أصبحوا مدمنين بشدة على الكحول أو المواد الأفيونية. ولا يقتصر إدمانهم على أنفسهم فحسب، بل تشمل عائلاتهم وآبائهم وإخوتهم وأزواجهم وأطفالهم أيضًا. فالإدمان ليس مجرد اضطراب فردي.
يُصبح المدمنون عاجزين عن العمل، ويواجهون خطر تعاطي جرعات زائدة. لقد أصبح هذا الأمر مشكلةً بالغة الخطورة في المجتمع الحديث.
كيف سيتم التدخل؟
سيتم اختيار ستة مدمنين على الكحول وستة مدمنين على المواد الأفيونية للمشاركة في التجربة، التي تُسمى "برين-بيسر" (جهاز تنظيم ضربات القلب الدماغي للتحكم في الإدمان لإنهاء الانتكاس).
يُشترط لاختيار هؤلاء الأفراد أن يكونوا قد عانوا من الإدمان لمدة خمس سنوات على الأقل، وأن يكونوا قد عانوا من ثلاث انتكاسات على الأقل، وأن يكونوا قد تلقوا سابقًا أدوية تقليدية أو علاجًا نفسيًا.
سيتم زرع قطب كهربائي رفيع في مواقع محددة في الدماغ لكل شخص في التجربة التي سيتم إجراؤها في مستشفى أدينبروك في كامبريدج ومستشفى كينجز كوليدج في لندن.
بالنسبة للمدمنين، سيشمل ذلك المناطق العصبية المسؤولة عن المكافأة والتحفيز واتخاذ القرار. بعد ذلك، تُوصل الأقطاب الكهربائية بمولد نبضات يُزرع في أجسامهم، غالبًا في صدورهم. ويُؤمل أن يُطلق هذا الجهاز نبضات كهربائية تُخفف النشاط العصبي المُحفِّز لإدمانهم.
وأضافت فون أن "الهدف هو تقليل رغبة الشخص وزيادة قدرته على ضبط نفسه من خلال توفير هذه النبضات الكهربائية".
الأهم من ذلك، أن التجارب ستكون عشوائية بحيث لا تُفعّل الإشارات الكهربائية باستمرار أثناء تسجيل نشاط أدمغة المدمنين. وبهذه الطريقة، يأمل الفريق ألا يقتصر دوره على تطوير علاجات جديدة للإدمان فحسب، بل سيساهم أيضًا في فهم جديد لآليات الدماغ التي تُحفّز الرغبة الشديدة في الكحول والأفيون.
وقال كيومارس أشكان، أستاذ جراحة الأعصاب في مستشفى كينجز كوليدج والجراح الرئيسي في الدراسة، إن تحفيز الدماغ العميق هو بوضوح تقنية جراحية قوية يمكن أن تحول حياة الناس.
"سيكون الأمر بمثابة قفزة كبيرة إلى الأمام إذا تمكنا من إظهار الفعالية في علاج هذا المرض الصعب للغاية والذي يشكل عبئًا كبيرًا على المرضى والمجتمع".