مخاوف وشائعات غير مبررة
لا توجد دراسات علمية تثبت ان الماموجرام والخزعة سبب في انتشار سرطان الثدي
امرأة تخضع للفحص الدوري للثدي
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: في خضم انتشار الشائعات الطبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تزداد مخاوف السيدات بشأن صحة ما يُتداول حول سرطان الثدي، خاصة ما يتعلق بأشعة الماموغرام، والخزعة، والعلاج الكيماوي.
انتشرت في السنوات الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحذيرات تزعم أن أشعة الماموغرام مؤامرة تهدف إلى نشر سرطان الثدي بين السيدات. ما صحة هذه المقولة؟
د. طرابلسي: نعم، سمعت بهذه المقولة، وهي بالطبع غير صحيحة. لا توجد أي دراسة علمية تثبت أن الماموغرام يسبب سرطان الثدي، بل على العكس، فهو وسيلة فعّالة للكشف المبكر عن المرض. لدينا في المملكة شريحة واسعة من المريضات المصابات بسرطان الثدي، ولم يسبق لهن أن خضعن للفحص بالماموجرام، وهذا يؤكد أنه ليس السبب. ومع ذلك، تبقى الأشعة إجراءً طبياً، لذا لا ننصح به لجميع الأعمار أو بشكل مفرط، بل نحدد لكل سيدة متى تبدأ الفحص وكم مرة يتكرر. كما نستخدم فحوصات مكمّلة مثل الأشعة التلفزيونية والرنين المغناطيسي للمتابعات القريبة. هل أخذ الخزعة من الورم يؤدي إلى انتشاره؟ د. طرابلسي: هذا اعتقاد خاطئ، خصوصًا في ما يتعلق بسرطان الثدي. بعض الأورام لا تؤخذ منها خزعات، لكن في حالة أورام الثدي، أخذ الخزعة آمن تمامًا ولا يؤدي إلى انتشار الورم، بل يساعدنا على التشخيص الدقيق ووضع خطة علاجية صحيحة. كثيرًا ما يُطرح سؤال: لماذا لا نزيل الورم مباشرة بالجراحة؟ والجواب أن الورم قد يكون حميدًا ولا يحتاج إلى جراحة، أو أنه يتطلب علاجًا مسبقًا قبل العملية. لذلك، الخزعة خطوة أساسية لتحديد الطريق الصحيح للعلاج. متى يُستأصل جزء من الثدي، ومتى يُستأصل الثديان بالكامل؟ د. طرابلسي: مررنا بمرحلة أصبحت فيها عمليات استئصال الثديين شائعة، خصوصًا بعد تصريح النجمة العالمية أنجلينا جولي عن استئصال ثدييها للوقاية. لكننا نؤكد أن لكل حالة ظروفها الخاصة، ولا ننصح بهذه العملية للجميع، إذ قد تترتب عليها مضاعفات أكبر بكثير من الفائدة المتوقعة. القرار يعتمد على عدة عوامل مثل عمر السيدة، بنيتها الجسدية، نوع الورم ومرحلته، وجود طفرات جينية أو تاريخ عائلي للمرض. وبالفعل، هناك حالات أجري فيها استئصال كامل للثدي لم يكن ضروريًا، وكان يكفي إزالة الكتلة فقط. متى يمكن للمريضة إجراء عملية ترميم تجميلي للثدي بعد الاستئصال؟ د. طرابلسي: هناك نوعان من الترميم: ترميم فوري يُجرى أثناء عملية الاستئصال نفسها، وترميم مؤجَّل يُجرى لاحقًا. القرار يعتمد على الحالة الصحية للمريضة، ومرحلة الورم، وخطة العلاج. عادةً ما نشجع على الترميم الفوري، حتى تخرج المريضة من العملية وقد أجري لها ترميم، فلا تمر بفترة من دون ثدي. لكن في بعض الحالات الخاصة قد يكون الترميم المؤجل هو الخيار الأنسب. ما الفرق بين الأكياس الدهنية والأورام في الثدي؟ ومتى تشكل خطورة؟ د. طرابلسي: التغيرات الحميدة مثل الأكياس المائية، والأورام الليفية، والأكياس الدهنية لا تشكل خطورة بحد ذاتها. نلجأ إلى الجراحة فقط إذا كانت كبيرة الحجم، أو سببت أعراضًا، أو تغير شكلها. بخلاف ذلك، تتم المتابعة بشكل تحفظي دون الحاجة إلى تدخل جراحي. لماذا تصاب بعض السيدات بتورم في الذراع بعد استئصال الورم؟ د. طرابلسي: التورم في الذراع لا ينتج عن استئصال الورم نفسه بقدر ما ينتج عن إزالة العقد اللمفاوية تحت الإبط. فهذه العقد مسؤولة عن تصريف السوائل من الثدي والذراع. وعند إزالتها في المراحل المتقدمة من المرض، قد تعاني نحو 15% من السيدات من صعوبة في تصريف السوائل، مما يؤدي إلى تورم الذراع. ولأنه من المضاعفات المزمنة صعبة العلاج، نؤكد دائمًا على أهمية الكشف المبكر لتفادي الوصول إلى هذه المرحلة. هل العلاج الكيماوي يسبب انتشار السرطان؟ د. طرابلسي: هذا أيضًا اعتقاد خاطئ. العلاج الكيماوي لا يسبب انتشار الورم، بل على العكس، يحد من انتشاره. لكن في بعض الحالات المتقدمة جدًا، قد يكون الورم شديد العدوانية ولا يستجيب للعلاج، فيستمر في الانتشار رغم العلاج. فيظن البعض أن العلاج هو السبب، بينما في الحقيقة المرض كان في طور الانتشار مسبقًا. هل مسكن الكودين في العلاج التلطيفي يضر بالحالة الجسدية والذهنية للمريض؟ د. طرابلسي: جميع الأدوية، ومنها الكودين ومسكنات الألم الأخرى، لها فوائد ومضاعفات. في العلاج التلطيفي نركز على تحسين جودة ما تبقى من حياة المريض، فنستخدم هذه الأدوية بجرعات مدروسة لتخفيف الألم دون التأثير الكبير على الحالة الذهنية أو الجسدية. وإذا لاحظنا تأثيرًا سلبيًا، يمكن تعديل الجرعة بسهولة نظرًا لأن مفعول الدواء مؤقت ويزول بعد ساعات. ما هي أسباب سرطان الثدي؟ د. طرابلسي: يمكن تقسيم الأسباب إلى قسمين رئيسيين:1. عوامل يمكن التحكم بها: مثل نمط الحياة، الحفاظ على وزن صحي، تجنب السمنة، الابتعاد عن التدخين وقلة النشاط البدني، وممارسة الرياضة. كما أن الإنجاب المبكر والرضاعة الطبيعية ثبت في دراسات أنها تقلل من خطر الإصابة.
2. عوامل لا يمكن التحكم بها: مثل الاستعداد الجيني، التاريخ العائلي، بداية الدورة الشهرية في سن مبكر، وتأخر انقطاعها، مما يؤدي إلى تعرض السيدة لتغيرات هرمونية لفترات طويلة. كما أن طبيعة نسيج الثدي (إذا كان كثيفًا) تُعد من عوامل الخطورة.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف