آثار الكوارث على الجماعة: عوارضها وعلاجاتها

مأساة الطائرة الإثيوبيّة تضع الخلافات في الثلاجة موقتًا
لبنان يعود إلى هموم الإنتخابات البلدية بعد الصدمة

الكارثة وحّدت اللبنانيّين بقدر ما آلمتهم

20 لبنانيا من ضحايا الطائرة يعملون في انغولا

حداد وطني في لبنان وعمليات البحث مستمرة
سقوط طائرة إثيوبية بعيد إقلاعها من مطار بيروت

عوارض نفسيّة كثيرة تسببها الكوارث على الجماعة تحدث عنها كل من النائب الدكتور عاطف مجدلاني والاختصاصي النفسي الدكتور أمين ملاط مشيرين إلى سبل معالجتها وذلك إثر سقوط الطائرة الاثيوبية أمس وظهور ردات فعل غاضبة من قبل أهالي الضحايا.

بيروت: بعد سقوط الطائرة الأثيوبية أمس في لبنان، تنامت ردات فعل كثيرة من قبل اللبنانيين عموماً وأهالي الضحايا خصوصًا، إن دلت على شيء فعلى الآثار النفسية التي تسببها الكوارث على الجماعة بغض النظر اذا كانت هذه الكوارث طبيعية او مفتعلة.

في هذا الصدد قال النائب الدكتور عاطف مجدلاني (اخصائي علم أعصاب ورئيس لجنة الصحة في المجلس النيابي) إن للكوارث والآلام تأثيران، الاول على الجماعة ويمكن ان يكون إيجابيًا من خلال تعاضد الجماعة،والثاني على المستوى الفردي وتمرّ نتائجه بمرحلتين الاولى، مرحلة الغضب والالم والصدمة وهي تكون لأيام عدة.

أما المرحلة الثانية فهي حدوث كآبة عند الشخص نتيجة فقدان عزيز، لذلك هناك ضرورة لمعالجة نفسية للمجموعة وللفرد خصوصًا، من بداية الكارثة، وهذه المعاينة النفسية في المرحلة الاولى مهمة لمعرفة الاشخاص الذين ممكن ان يصبح لديهم حالة كآبة، ومن اجل التفادي للوصول الى هذه الحالة بعدها.

ولدى سؤاله عن كيفية معالجة الكآبة في حال أصابت أهالي الضحايا؟ قال أن المعالجة يجب ان تكون باتجاهين الاول نفسي تعاضدي وتفهم واستماع لهم، لأنه المهم الاستماع الى آلامهم ومعاناتهم، ومن جهة اخرى تتم المعالجة من خلال الادوية المختصة لحالات الكآبة.

وعن كيفية تحصين اللبنانيين لتحمل كل الامور التي مرت عليهم خصوصاً وأن لبنان خرج من حرب أهلية لسنوات وتعرض اليوم لمأساة أو كارثة أجاب: "تحصين الجماعات يكون من خلال التجارب التي تمر بها وهذا ما حصل في لبنان، لذلك ما نراه في المرحلة الاولى لدى الافراد اي حالة الغضب والالم، وعند الجماعة التعاضد واللحمة، هذا ما نراه مع اهالي الضحايا اليوم لقد قدمت لهم التعازي وقمت بجولة في مستشفى رفيق الحريري وشاهدت حزنًا باديًا عليهم وهم بمجرد وجود الاهل حولهم والاقارب يخففون ويواسونهم، وهناك فريق نفساني يساعد اهالي الضحايا وهناك معاينات تحصل لمساعدتهم ولتفادي الوصول الى الكآبة".

وتابع: "الكآبة تظهر بعد فقدان انسان عزيز، وعوارضها قلة الاكل وعدم النوم وعدم الاهتمام بالاخرين والانزواء. وعن كيفية معالجة خوف البعض من السفر مجدداً؟ قال: "هذا امر طبيعي ومؤقت ويحدث في كل بلدان العالم، لذلك اعتقد انها ردة فعل آنية تضمحل رويدًا رويدًا.

إختصاصي نفسي

ويعتبر أخصائي الامراض النفسية الدكتور امين ملاط في حديثه لإيلاف ان الكوارث تؤثر على نفسية كل شخص على حدا، حسب استعداد كل شخص لتقبل وتكوين مرض نفسي.

عن كيفية معالجة اهالي الضحايا نفسيًا قال كل شخص يجب ان يعرف ان هناك اختصاصي لكل مرض، والكلام عن الكارثة بالنسبة لاهالي الضحايا، ام الاشخاص الذين شاهدوا الكارثة يمكن ان يسبب صدمة لهم، والكلام لا يساعد دائمًا، يجب ان يهدأ الاشخاص وانتظار العوارض الاولى للصدمة النفسية التي تبدأ بعدم تقبل الكارثة ورفضها، والقيام ببعض النوبات العصبية الحادة، والم نفسي قوي قد يدفع بالاشخاص الى البكاء، وقد تبقى هذه العوارض من مدة اسبوع الى شهر، والاصعب يكون بتقبل الكارثة، ويتم ذلك تدريجيًا ويجب الاتصال بالاشخاص المختصين ليروا الى اي مدى تضرر المريض من جراء هذه الكارثة.

وفي حال استمرار الحالة أكثر من شهر تصبح حالة عصبية حادة جدًا ومزمنة. وقد يحتاج الشخص عندها الى تناول ادوية مع اختصاصي نفسي يعالجها بطرق معينة، يتكلم خلالها المتألم عن الحياة وعن الله وعن المستقبل.